دمشق 8 نوفمبر 2014 / في الوقت الذي وصل فيه الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا إلى دمشق يوم السبت قادما من الدوحة، في زيارة تستمر ثلاثة أيام, لطرح مبادرته الأخيرة التي تتلخص في تحديد "مناطق مجمدة ولا سيما في حلب"، استبقت بعض قوى المعارضة السورية في الداخل زيارته بإعلان تأييدها لهذا المقترح.
ويتوقع أن يلتقي دي ميستورا, خلال زيارته الثانية إلى سوريا منذ تكليفه من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون مهمته في يوليو الماضي, كبار المسؤولين السوريين لطرح مبادرته الأخيرة، وفي مقدمتهم الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم، بحسب ما أكدته مصادر مقربة من المبعوث الأممي لوكالة ((شينخوا)) بدمشق.
وصل الموفد الدولي يوم السبت إلى فندق "شيراتون" دمشق، يرافقه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. ولم يدل المبعوث الأممي لدى وصوله بأي تصريحات للصحفيين.
وقال محمود مرعي أمين هيئة العمل الوطني الديمقراطي المعارضة في تصريحات خاصة لوكالة ((شينخوا)) بدمشق وفي وقت سابق يوم السبت إن "هيئة العمل الوطني الديمقراطي تعلن عن تأييدها مقترح دي مستورا ودعت إلى بدء الحوار الوطني الجاد".
وأضاف مرعي أنه "في ظل المجازر الدموية في سوريا واشتداد الحرب وتداعياتها وتوسع دائرة العنف والمواجهة الحتمية مع تيارات التطرف والإرهاب, فإن هيئة العمل الوطني تجدد مطالبتها ببدء الحوار الوطني الجاد وعلى كامل رقعة الوطن لأنه لا تعارض بين هذا الحوار وخيار المواجهة بل على العكس إنه يعزز اللحمة الوطنية ويوسع القاعدة الجماهيرية ويضمن الالتفاف الوطني والشعبي ويعزز الطريق باتجاه الوفاق الوطني".
وأشار المعارض السوري إلى أن الهيئة وقعت مع القوى الوطنية كافة الإعلان السوري في مواجهة داعش وقوى التطرف والإرهاب كافة وأعلنت انحيازها كما كانت دائماً للخيار التوافقي والتوجه نحو وطن لجميع السوريين.
وقال مرعي "إننا نعتبر هذه المقدمة بوصلة عملنا ونرحب بتصريحات المبعوث الأممي في سوريا ستيفان دي مستورا لأننا نعتبر مقترحه بوابة لحقن الدم وحصار الإرهاب ولكي يكون لهذا المقترح إسقاطات سياسية فإننا نعتبر التزامن بين تنفيذ خطة دي مستورا وإطلاق العملية السياسية داخلياً بين القوى الوطنية هو السبيل الحقيقي لاستغلال هذا التحرك لإنجاز حالة مسؤولة بين قوى المعارضة المتنافرة على أرضية الوطن وفقط الوطن وندعو جميع القوى إلى ربط القول بالفعل والتوقف عن وضع العصي بالعجلات لإنضاج حوار سياسي يقدم وجهاً وطنياً مشرقاً أمام السوريين الذين فقدوا إيمانهم للأسف بالعمل السياسي وشخوصه".
ومن جانبها, أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في الداخل السوري بزعامة حسن عبد العظيم والتي تعد من ابزر قوى المعارضة، أنها تؤيد مقترح المبعوث الأممي إلى سوريا، وفقا لبيان تلقت وكالة ((شينخوا)) بدمشق نسخة منه.
وقدم مبعوث الأمم المتحدة في 31 أكتوبر الماضي "خطة تحرك" في شأن الوضع في سوريا إلى مجلس الأمن الدولي، تقضي "بتجميد" القتال في بعض المناطق للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.
وترفض سوريا إقامة منطقة عازلة أو "آمنة" على أراضيها، وهو اقتراح تطالب به تركيا الداعمة للمجموعات المسلحة، معتبرة أن هذا الأمر يطعن في سيادتها ويوفر ملاذاً آمناً للمسلحين.
ولا يوجد ما يسمى "مناطق مجمدة" في معجم قوانين الأمم المتحدة، وهو مصطلح جديد كلياً، لكن زيارة دي ميستورا تأتي بعد عدة نداءات استغاثة أطلقتها المجموعات الإرهابية المسلحة في حلب وبعد طلب باريس قبل أيام بإنقاذ هؤلاء من طوق اقتراب الجيش العربي السوري الذي فرضه على كامل المدينة.
ولم تعلق دمشق رسمياً على طروحات دي ميستورا وقال مسؤول سوري طلب عدم الكشف عن هويته "ننتظر مزيداً من التوضيحات ولنستمع إلى ما لديه من أفكار وكيف يمكن أن تكون فعالة في حل الأزمة وحقن الدماء".
وخلال زيارته الأخيرة إلى دمشق كان دي ميستورا قد أكد الأولويات الثلاث لحل الأزمة وهي: مكافحة الإرهاب والمصالحات الداخلية ثم الحوار.
وما يطرحه دي ميستورا من مبادرة شبيهة بوقف إطلاق نار مؤقت بإشراف أممي دون أن يدلي بتفاصيل ما يحمله من أفكار وآليات تطبيقها.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn