عقدت مؤخرا في تونس مهد " الربيع العربي " اول انتخابات برلمانية بعد اربع سنوات من اندلاع " الربيع العربي". وإمكانية تحقيق التنمية والاستقرار الوطني في تونس لا تزال غير محددة، في حين أن مصر وليبيا وغيرها من دول " الربيع العربي " الاخرى تسبح في مستنقع من الفوضى. و" الدولة الإسلامية "دمرت بالفعل حكاية " الربيع العربي".
أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت مبكر من أنه "أجاز" للقوات الأمريكية شن غارات جوية ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، مما اصبحت بؤرة اهتمام العالم، كما تسببت الأزمة الناجمة عن "الدولة الاسلامية" في اعادة الاوساط الفكرية العربية التفكير فيما يسمى " الربيع العربي". وفي مقال " الافكار الثقافية والاجتماعية في الدول العربية المتحولة" الناشرة في" تقرير التنمية في الشرق الأوسط 2013 "(صادر شهر 4 عام 2014) بقلم الخبيرين الصينيين ليو تشونغ مين وتشو وي ليه يمكن قراءة أن بعد " الربيع العربي" و" الثورة " في سوريا، عاد ياسين الحاج صالح معارض سوري إلى مسقط رأسه مدينة الرقة التي تم "تحريرها"، وجد أن مقاتلي "الدولة الإسلامية "في العراق والشام( الدولة الاسلامية الآن) باتوا يهيمنون على الحياة اليومية لسكان المدينة، إلا أنهم لم يظهروا أي مسؤولية. لكنه في مواجهة فظائع "الدولة الاسلامية"، لم يجرء ياسين الحاج صالح على اتهام الجبهة، وانتهي به المطاف الى الانضمام الى السكان الفارين وتوديع سوريا.
ويتساءل المعارض الآخر ميشيل كيلو : " نعتقد أن "الثورة" هي نضال المعارضة المستمر حتى يتم اسقاط النظام ، لكن ما هي " الثورة " الآن؟" والمثير للاهتمام هو أن الرئيس السوري بشار الاسد اثار نفس السؤال ايضا حول معنى" الثورة": " هناك من يسمي الاضطرابات التي تشهدها سوريا بـ "الثورة" ، اسالكم، من هو زعيم هذه الثورة، ما هي ايديولوجية هذه الثورة؟"
هناك اتفاق فى الرؤى حول " الثوار " و" اهداف الثورة"، مما يجعل من الضروري اعادة القوى السياسية الداعمة بشدة لتغيير النظام السياسي التفكير في سياستها. لكن التعاون الوثيق بين بعض دول الخليج وأمريكا في تدريب ما يسمى المعارضة " المعتدلة " لإسقاط الحكومة السورية، وفي نفس الوقت السماح للمنظمات الارهابية " جبهة النصرة" تلعب دور الرائد جعل دخول " الدولة الاسلامية"من العراق الى سوريا. لذلك طرحت سلسلة من الاسئلة في الاوساط الفكرية العربية، " دائما ما نتحدث عن الاستعمار الغربي، الصهيونية عدو الامة العربية، لماذا العدو الرئيسي الان هو من نفس العقيدة ونفس اللغة؟" ، لماذا تشكل الدول الغربية مع دول الخليج، المقاتلين باسم الدين في جميع انحاء العالم و اسرائيل ، تركيا تحالفا غريبا لإسقاط النظام السوري؟ ولماذا تقبل بعض الدول العربية الرافضة للدين والثقافة الغربية التبعية السياسة للغرب، والتسول للتدخل العسكري الغربي؟ وباعتبار أن الامة العربية تهتم كثيرا بدراسة التاريخ، لماذا لم تقرأ التاريخ المرير الذي يخلفه التدخل العسكري الغربي في الشرق الاوسط؟
وبحسب مقدمة ورقة "الافكار الثقافية والاجتماعية في الدول العربية المتحولة"، فإن الاوساط الفكرية العربية يدركون أن اصل هذه المشاكل هو الفكر والثقافة. ويعتقدون أن هناك سلبيات في الثقافة العربية التقليدية والمتمثلة في عبادة السلطة وقمع الشخصية، توفير التربة الخصبة للاستبداد، وإن الظلامية الدينية اعاقت التطور العلمي والديمقراطية وغيرها من القيم الحديثة. النظرة غير العقلانية للاخر، المشاعر المتناقضة بين الحسد والحقد للغرب. الحرص على الطائفية اعاق امكانية إنشاء مجتمع مدني سليم.
وفي ظل عملية تطور " الدولة الاسلامية" فإنه سوف يتم توسيع مثل هذه العيوب أو دفعها الى التطرف. على سبيل المثال، ارسال رسائل سرية بين بعض الدول الخليج و" الدولة الاسلامية" لضرب الشيعة ، وإعرابهم علنا عن معارضتهم لشن امريكا الضربات الجوية ضد مقاتلي " الدولة الاسلامية" في العراق. ولكن، تشكيل التحالف ضد " الدولة الاسلامية" مع أمريكا في ظل الاضطهاد سوف يظهر امور غير عملية.علاوة على ذلك، فإن " الدولة الاسلامية" تتبع الحكم الاستبدادي والتهديد بالقتل والتعذيب والاعدام والتشويه ضد المعارضين.
وإذا قالنا ، أنه وصل " الربيع العربي " قبل ثلاث سنوات الى ذروته في ميدان التحرير في القاهرة، فإن " الدولة الاسلامية " اليوم دمرت تماما حكاية " الربيع العربي". وإن محاربة " الدولة الاسلامية" بالضربات العسكرية فقط لن يجدي نفعا ، وإنما بحاجة الى أن تحسين البيئة التي تعيش عليها " الدولة الاسلامية" من الافكار الأيديولوجي والثقافي،والعالم العربي بحاجة الى ثورة فكرة.
يهدف نص "الافكار الثقافية والاجتماعية في الدول العربية المتحولة" الى التعريف بالتفكير الجماعي العربي بالنسبة لتغيرات الأوضاع الكبيرة، وعموما "رسم مخطط تغيير الاتجاهات الاجتماعية والثقافية في المجتمع العربي بعد الاضطرابات". وقد بحث التقرير في المشاكل الحقيقة التي يعاني منها الشرق الأوسط ، وركز في موضوعين اثنين: التحول والاضطراب، واتجاه التنمية في المنطقة باعتمد على التحليل الاستشرافي و العميق.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn