بقلم شيماء خه
بكين 17 يوليو 2014 /في الوقت الذي يخيم فيه على المشهد في الشرق الأوسط العديد من التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، يلتقى المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط وو سي كه اليوم (الخميس) مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى في إطار جهود الصين الرامية إلى الدفع من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار واستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل وسط الصراع المتصاعد بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الصين بإيفاد مبعوثها الخاص وو سي كه، الذي كان من المقرر أن يعود إلى بكين عقب اختتام زيارته إلى العراق وتركيا وإيران يوم 15 يوليو الجاري، إيفاده إلى فلسطين وإسرائيل وسط التبادل المستمر لإطلاق النار بين الجانبين، ما يعكس عزم الصين على دفع وقف إطلاق النار ودعمها الدائم والثابت للقضية الفلسطينية.
كما أكدت الصين على لسان المتحدث باسم خارجيتها هونغ لي يوم الثلاثاء على أنها ستبذل جهودا مشتركة مع المجتمع الدولي للدفع من أجل وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في أسرع وقت ممكن والسعي إلى حل النزاع بينهما بالسبل السلمية والسياسية، لتضطلع بكين بدور بناء وإيجابي في تحقيق السلام بين الطرفين.
فإطلاق النار المستمر منذ عشرة أيام في قطاع غزة قد أسفر عن مقتل 226 فلسطينيا وإصابة 1500 آخرين، أغلبهم من النساء والأطفال ، وهو ما دفع المجتمع الدولي إلى التعبير عن بالغ قلقه إزاء ذلك.
ووسط المساعي الدولية للتوصل إلى هدنة بين الطرفين، رفضت حركة حماس مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار مع إسرائيل يوم الثلاثاء، قائلة إن إتفاق وقف إطلاق النار يعد بمثابة إتفاق "استسلام"..
وفي هذا الصدد، يعرب دونغ مان يوان، نائب مدير معهد الصين للدراسات الدولية، عن خشيته من أن رفض حماس للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار قد يعطى إسرائيل مبررا لتوسيع عملياتها العسكرية على قطاع غزة ويحمل حماس مسؤولية توسيع تلك العمليات، وبالتالي يخفف من حدة الضغط الأخلاقي الذي يمارسه المجتمع الدولي على تل أبيب.
ومع توارد نبأ جيد يفيد بأن الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل أعلنتا موافقتهما الليلة على طلب للأمم المتحدة لوقف إطلاق نار مؤقت لمدة خمس ساعات في قطاع غزة من العاشرة صباح الخميس وحتى الثالثة مساء، ستظل مسألة تحويل هذه الساعات الخمس إلى وقف طويل المدى لإطلاق النار في حاجة إلى مزيد من تضافر جهود المجتمع الدولي.
لقد برهنت الحقائق التاريخية على أن الأشد تضررا من الحرب هم المدنيون الأبرياء، حيث تفيد الأرقام الصادرة مؤخرا عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ((الأونروا)) بأن 17 ألف شخص تشردوا ولجأوا إلى 20 مدرسة في مدينة غزة والمنطقة الشمالية من القطاع التي تديرها وكالة الأونروا كملاجىء مؤقتة.
وتدعو الصين دائما الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى العودة لطاولة المفاوضات من أجل إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط. وتبذل القيادة الصينية الجديدة، منذ توليها السلطة في مارس العام الماضي، جهودا أكبر لحل القضايا العربية، وأبرزها القضية الفلسطينية. وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ العام الماضي مبادرة مؤلفة من أربع نقاط حول الدفع من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية خلال لقائه الرئيس الفلسطيني عباس، وقوبلت المبادرة بترحيب من المجتمع الدولي.
ووسط العنف المتصاعد بين إسرائيل وحماس، تحركت الصين داخليا حيث أعرب نائب وزير الخارجية الصينى تشانغ مينغ يوم الثلاثاء خلال اجتماعه مع السفير الفلسطيني لدى الصين أحمد رمضان والقائم بالأعمال المؤقت بالسفارة الإسرائيلية في الصين دانا بنفينيستى عن قلق الصين العميق إزاء الصراع الدائر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وحث الطرفين على الوقف الفورى لإطلاق النار.
وليس هذا فحسب، بل عقد تشانغ أيضا اجتماعا جماعيا مع سفراء عدد من الدول العربية فضلا عن مدير مكتب الجامعة العربية في بكين غانم طه أحمد الشبلى بهدف التعرف على وجهات نظرهم وطرح أفكار تسهم في التوصل إلى حل سلمى فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة بين فلسطين وإسرائيل.
إن الصين تدين أي هجوم على المدنيين، وترى أن الأولوية الملحة تأتي لتحقيق وقف مباشر لإطلاق النار وتهيئة الظروف لإستئناف محادثات السلام ، وتثمن الجهود التي تبذلها الدول العربية وعلي رأسها مصر لتحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل، وترحب بمبادرة القاهرة لوقف إطلاق النار.
وليس هناك شك في أن حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي أمر صعب، لكن الصين لا توقفها هذه الصعوبات عن مواصلة جهودها للدفع من أجل إيجاد تسوية للقضية الفلسطينية، وتأمل في عودة الجانبين إلى طاولة المفاوضات في أسرع وقت ممكن.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn