بكين أول نوفمبر 2014 / يشرع يوي تشنغ شنغ رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني اليوم (السبت) في القيام بزيارة لأربع دول عربية وهي الجزائر والمغرب والبحرين والأردن، خلال الفترة من أول إلى 9 نوفمبر الحالي، وذلك في أول جولة لمسؤول صيني رفيع المستوى من القيادة الصينية الجديدة إلى العالم العربي تبرز العلاقات المتميزة التي تجمع الصين والدول الأربع.
وفي ضوء الثقل الذي تحظى به الدول العربية التي تشملها جولة السيد يوي، تأتي هذه الزيارات لترسي أساسا قويا ومتينا للانطلاق نحو تحقيق تبادلات ودية وتعاون صادق في شتي المجالات يعود بمنافع متكافئة الكسب على الجميع ويسهم بقوة في دفع النمو الاقتصادي للجانبين العربي والصيني.
-- علاقات سياسية رفيعة مع الصين
تمتد العلاقات الصينية-الجزائرية إلى ما قبل استقلال الجزائر عام 1962ويعود تاريخها إلى 20 ديسمبر عام 1958عندما أقام الجانبان علاقات دبلوماسية تتسم بالصداقة والتضامن والتعاون الدائم والاحترام المتبادل. وتشهد العلاقات الثنائية منذ بدايتها توافقا سياسيا وعملا دبلوماسيا دوليا مشتركا بين البلدين.
وقد كانت زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في عام 2006 إلى الصين بمثابة انطلاقة حقيقية نحو إرساء العلاقات والتعاون الإستراتيجي بين البلدين، فيما شهدت السنوات الأخيرة بفضل جهود الجانبين تنسيقا مكثفا ومشاورات معمقة حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومواصلة ترسيخ مكاسبها ودعم أسسها العتيدة.
كما شهد مطلع العام الجاري الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة إستراتيجية شاملة، لتمثل أول حالة من نوعها في علاقات الصين مع بلدان العالم العربي وتشكل قفزة نوعية في العلاقات تعكس الوفاق السياسي السائد بين الصين والجزائر.
إن المغرب تربطه علاقات دبلوماسية مع الصين منذ عام 1958حيث كان من أوائل الدول العربية والأفريقية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين الجديدة. وقد أبرز العاهل المغربي الملك محمد السادس خصوصية العلاقات الثنائية وتطورها المتواصل من أجل الاستجابة المثلى للحاجيات الخاصة لكل من المغرب والصين.
لقد استطاع المغرب أن يطور نموذجا سياسيا خاصا جذب اهتمام الأفارقة والعرب وحتى بعض الدول الأوروبية وحقق من خلاله استقرارا بينا وواضحا يلحظه الفاعلون الدوليون الكبار.
وبكونه يطل على واجهتين بحريتين، فالمغرب مؤهل تماما للاضطلاع بدور محوري في مبادرة"الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21" التي طرحتها الصين. ومن ثم، فإن الصين والمغرب مدعوان للاستفادة من الامتيازات التي ستتيحها هذه المبادرة من خلال تعزيز علاقاتهما الثنائية وتعاونهما البراجماتي في شتي المجالات.
وتتمتع الصين والبحرين بصداقة وثيقة تقوم على ركائز قوية ومتينة حيث أقامتا العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1989، ومنذ ذلك الحين تشهد العلاقات الودية بين البلدين توطيدا وتعزيزا مستمرين وتشكلان شريكا هاما لكل منهما الأخرى .
وقد قام عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة بزيارة تاريخية إلى الصين في سبتمبر 2013 فتحت آفاقا أرحب للتعاون بين البلدين في شتي المجالات وجاءت في العام الذي احتفل فيه البلدان بمرور ربع قرن على علاقاتهما الدبلوماسية.
وأبدت البحرين كونها عضوا في مجلس التعاون الخليجي استعدادها لبذل جهود مشتركة مع الجانب الصيني لدفع التعاون الجماعي بين الصين والمجلس إلى مستويات جديدة. علاوة على هذا، تعد البحرين من بين أكثر الدول انفتاحا في المجال المالي والاقتصادي في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج.
وترتبط الصين والأردن بعلاقات عميقة ومتميزة حيث تأسست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1977 ويعكف البلدان منذ ذلك الحين على تطويرها وتدعيمها على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية.
وقد أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثانى، الذي قام بزيارة للصين في سبتمبر 2013، أن الأردن يعتبر الصين شريكا استراتيجيا طويل الأجل وأن البلدين يرتبطان بعلاقات راسخة وقوية حيث أعرب عن حرص بلاده على استمرار التنسيق والتشاور مع الصين حيال التحديات الإقليمية والدولية.
وتشهد العلاقات الصينية - الأردنية نموا وتعاونا وثيقا انعكست آثاره الإيجابية على مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والخدمية، ويتواصل تدعيمها وتعزيزها لخدمة مصالح الشعبين الصديقين.
-- طفرة في التبادلات التجارية مع الصين
وقد قفز حجم التبادلات التجارية بين الصين والجزائر في عام 2013 إلى قرابة 8 مليارات دولار، محققا بذلك للأولى مرتبة متميزة كأول مورد تجاري للجزائر بعدما كانت تحتل المرتبة السادسة في السنوات السابقة، كما يزداد حجم التبادل التجاري السنوي بينهما بواقع مليار دولار سنويا ومن المتوقع أن ينطلق نحو مستقبل واعد عقب إقامة شراكة إستراتيجية شاملة بين البلدين.
وتعتبر الجزائر أكبر سوق مقاولات هندسية للصين حيث تعمل شركات صينية في هذا المجال بالجزائر من خلال تنفيذها لمشروعات في قطاع البنى التحتية تقدر قيمتها بالمليارات، ومن بينها مشروع بناء الوحدات السكنية والطريق السريع الذي يربط شرق الجزائر بغربها بطول 1200 كلم، وهو مشروع مهم بالنسبة للجزائر إلى درجة اعتبرته الحكومة الأكبر على المستوى المتوسطي والأفريقي وتهدف من خلاله إلى تحسين حياة المواطنين وتحفيز النمو الاقتصادي ، وتبلغ تكلفة هذا المشروع الذي أوشك على الانتهاء 11مليار دولار أمريكي.
ومن المتوقع أن يعزز الجانبان الصيني والجزائري التعاون في مشروع السكك الحديدية من أجل دخول التكنولوجيا الصينية في هذا المجال إلى الجزائر.
وتتسم العلاقات التجارية بين الصين والمغرب بأنها متميزة للغاية، إذ تعد الأولى سوقا مهمة بالنسبة لرجال الأعمال المغاربة، فيما بات المغرب سوقا متنامية بالنسبة للشركات الصينية. وتتطلع الأوساط التجارية المغربية إلى جذب المزيد من الاستثمارات الصينية والاستفادة من خبرات الشركات الصينية الكبرى في دفع المشروعات الضخمة قدما.
ومن ناحية أخرى، بلغ حجم التبادلات التجارية بين الصين والمغرب خلال عام 2013 ما مجموعه حوالي 3 مليارات و 413 مليون دولار. وتجاوزت قيمة واردات المغرب من الصين خلال العام نفسه 3 مليارات دولار، فيما قدرت صادرات المغرب إلى الصين بحوالي 334 مليون دولار.
وتشكل واردات المغرب من الصين هذا العام نحو 7 في المائة من إجمالي وارداته من بلدان آسيا ونمت هذه التبادلات بنسبة 3.5 في المائة مقارنة بالسنة الماضية.
وتعود العلاقات التجارية الوطيدة بين الصين والبحرين إلى تاريخ طريق الحرير قبل ألفي سنة، وشهد حجم التجارة البحرينية الصينية ارتفاعا بواقع الضعفين في العقد الماضي وبلغ زهاء مليار و655 مليون دولار أمريكي في عام 2012.
وفي الوقت الراهن، تحتل المنتجات والسلع الصينية المرتبة الأولى بالنسبة للواردات غير البترولية للبحرين حيث تتجاوز قيمتها مليار دولار أمريكي سنويا. بالإضافة إلى قيام أكثر من عشر شركات الصينية بفتح فروع أو مكاتب لها في البحرين، بما فيها شركة الاتصالات الصينية العملاقة (هواوي)، وبنك الصين، وشركة (شاين هاربر) الصينية.
وبإيقاع مستمر وسريع تنمو العلاقات الاقتصادية بين الصين والأردن ، إذ تمثل البضائع الصينية 30 في المائة من إجمالي البضائع المصدرة إلى الأردن وتعد الصين شريكا تجاريا هاما للأردن، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والأردن 3.6 مليار دولار العام الماضي.
وتقدر قيمة المشروعات الصينية في الأردن المستفيدة من قانون تشجيع الاستثمار بحوالي 93 مليون دولار حتى عام 2012. ويرتبط البلدان بعدد من الاتفاقيات تأتي في مقدمتها اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات، واتفاقية إنشاء اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري، واتفاقية التعاون الفني والثقافي والعلمي.
وتأتي جولة يوي تشنغ شنغ كبير المستشارين السياسيين الصينيين لتبرز أن مبادرة "الحزام مع الطريق" تمثل فرصة لتقوية وشائج العلاقات بين الصين والعالم العربي، وتؤكد على ضرورة تضافر الجهود من أجل تعزيز مسيرة التعاون وتفعيل أدواتها بين الشعب الصيني وشعوب البلدان العربية إنطلاقا من الإيمان بضرورة العيش في كنف التآزر والتعاون.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn