رام الله/غزة 30 أكتوبر 2014 / ندد الفلسطينيون بشدة، بإغلاق إسرائيل اليوم (الخميس)، الحرم القدسي الشريف في الجزء الشرقي مدينة القدس للمرة الأولى منذ عام 2000.
وأعلنت إسرائيل عن قرارها بإغلاق الحرم القدسي الشريف حتى إشعار آخر في أعقاب إصابة ناشط يميني متطرف يدعى يهودا غليك الليلة الماضية بإطلاق نار استهدفه وأدى إلى إصابته بجروح حرجة.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها هي "خط أحمر لن يقبل المساس بها".
وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ((وفا))، إن "قرار إسرائيل إغلاق المسجد الأقصى يعتبر تحديا سافرا وتصرفا خطيرا، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار وخلق أجواء سلبية وخطيرة".
وتوعد أبو ردينة ،بحسب البيان، بأن تتخذ دولة فلسطين كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة إسرائيل، ولوقف هذه "الاعتداءات" المتكررة.
وطالب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات الفورية لوقف هذا "العدوان لأن استمرار هذه الاعتداءات والتصعيد الإسرائيلي الخطير هو بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني ومقدساته وعلى الأمتين العربية والإسلامية".
من جهته ، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله، إن ممارسات إسرائيل في القدس والمسجد الأقصى تمثل "انتهاكا صارخا لقدسيتها ولمكانة المدينة لدى الفلسطينيين".
وطالب الحمدالله في بيان بعد لقائه في رام الله وزير خارجية مالطا جورج فيلا المجتمع الدولي لا سيما مجلس الأمن الدولي، ب"التدخل العاجل والفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحق القدس والأقصى والتي تزيد من حدة التوتر والعنف، وقد تؤدي إلى انفجار الأوضاع الأمنية في المنطقة بأكملها".
وهذه هي المرة الأولى التي تغلق فيها إسرائيل الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر عام 2000.
وجاءت الخطوة وسط تصاعد حاد في المواجهات شبه اليومية بين الشرطة الإسرائيلية والمصلين الفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى احتجاجا على دخول جماعات يهودية لأداء صلوات فيه.
واعتبر مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس أحمد الرويضي في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))،أن ممارسات إسرائيل في القدس الشرقية "تظهر حقيقة الموقف الإسرائيلي المخادع فيما يتعلق بالسعي لتحقيق السلام وفق حل الدولتين".
وقال الرويضي "إن حل الدولتين مبني على الأراضي المحتلة عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وهو ما تسعى إسرائيل إلى تدميره ومنع تحقيقه عبر تهويد المدينة المقدسة".
ونبه الرويضي، إلى "خطورة ما يجري في القدس التي تقاوم لوحدها الآن وهي في معركة جدية تدافع عن شرف الأمة الإسلامية وأحرار العالم بينما تتعرض للعدوان بكل أشكاله والتدنيس من الجماعات اليهودية".
من جهته ، اعتبر عبد الله صيام نائب محافظ القدس في السلطة الفلسطينية ل((شينخوا))، أن إغلاق إسرائيل الحرم القدسي "يأتي في إطار تصعيد إجراءات الاحتلال الإسرائيلي ضد الحرم وخصوصا المسجد الأقصى".
ورأى صيام، أن "ممارسات إسرائيل في القدس لا تراعي ذمة وقدسية المسجد الأقصى وتشمل كل ما هو في المدينة المقدسة وهو ما ينذر بتداعيات خطيرة على مجمل الأوضاع في المنطقة".
وفي السياق ، اعتبر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني يوسف ادعيس، أن إغلاق الحرم القدسي الشريف "مؤامرة جديدة لتقسيمه زمنيا ومكانيا"، داعيا إلى "الانتباه بشكل واضح لهذه الخطوة الخطيرة التي تمس حق المسلمين الخالص في المسجد سواء دينيا أو سياسيا أو قانونيا".
وقال ادعيس في بيان صحفي، إن "الممارسات الإسرائيلية منذ فترة طويلة كطرح القوانين الخاصة بالسيادة على الأقصى ومنع رفع الأذان والتعرض للمرابطين وضربهم وطردهم من الأقصى تدفع المنطقة للعنف ولتأجيج الأجواء في محاولة لتكريس حرب دينية ستشمل المنطقة جمعاء".
واتهم ادعيس إسرائيل، ب"ممارسة اضطهاد ديني بحق المؤمنين المسلمين"، داعيا المؤسسات الدولية ذات العلاقة إلى "إيقاف حالة الجنون التي تعيشها الحكومة الإسرائيلية وقطعان مستوطنيها".
بدورها ، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن إغلاق الحرم القدسي الشريف في وجه المصلين "يمثل سابقة خطيرة لا يمكن قبولها ولا تمريرها لأي أسباب".
وحثت الحركة في بيان لها الفلسطينيين، على "القيام بمزيد من عمليات المقاومة والتصدي لجنود الاحتلال والمستوطنين وبكل قوة دفاعا عن المسجد الأقصى وحقوق شعبنا مهما بلغت التضحيات".
كما نددت فصائل فلسطينية بالإجراء الإسرائيلي بإغلاق الحرم القدسي ومجمل ما وصلت إليه الأوضاع في القدس الشرقية، محملة الحكومة الإسرائيلية المسئولية عن تداعياتها التي وصفتها بالخطيرة.
وتشهد القدس منذ الليلة الماضية تصاعدا في أوضاعها الميدانية فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن دفع المزيد من التعزيزات إلى المدينة.
وقالت مصادر فلسطينية ل((شينخوا))، إن مواجهات اندلعت بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في محيط الحرم القدسي الشريف وفي بلدة سلوان إلى الجنوب من المسجد الأقصى.
وذكرت المصادر، أن الشرطة أطلقت القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع على محتجين فلسطينيين ما أدى لإصابة عدد منهم بجروح وحالات اختناق.
وأعلنت إسرائيل صباح اليوم، عن مقتل فلسطيني يدعى معتز حجازي (32 عاما) بنيران قوة من الوحدة الخاصة لمكافحة "الإرهاب" التابعة لها في الجزء الشرقي من القدس.
واتهمت الشرطة الإسرائيلية حجازي، بالمسئولية عن إطلاق النار على ناشط إسرائيلي يميني معروف يدعى يهودا غليك الليلة الماضية ما أدى إلى إصابته بجروح حرجة.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية والد وشقيق حجازي لعدة ساعات بعد محاصرة منزل العائلة الذي تم قتله في داخله، فيما أسفرت الحادثة عن إصابة ستة فلسطينيين آخرين بجروح مختلفة.
في هذه الأثناء خطت جماعة "تدفيع الثمن" الاستيطانية عبارات عنصرية على أحد جدران مدرسة ومحل تجاري كبير في الشطر الغربي من مدينة القدس.
وقالت مصادر إسرائيلية، إن العبارات تضمنت "الموت للعرب" في مؤشر يعني التهديد للفلسطينيين في المدينة.
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل "تواجه موجة تحريضية من جانب عباس وجهات إسلامية متطرفة" لتأجيج الأوضاع في مدينة القدس.
وأعلن نتنياهو وفق ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة، أنه أصدر توجيهاته بتعزيز قوات الأمن في القدس ل"الحفاظ على الأمن وعلى الوضع القائم في الأماكن المقدسة".
في الوقت ذاته ، انتقد نتنياهو المواقف الدولية إزاء "التحريض" ضد إسرائيل، معتبرا أنه "يجب على العالم الكف عن النفاق والتصدي للمحرضين".
وتريد إسرائيل إعلان القدس عاصمة موحدة لدولتها، فيما يريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية عاصمة لدولتهم العتيدة.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ إعلانها القدس الغربية عاصمة لها عام 1950 منتهكة بذلك "قرار التقسيم" الصادر عن الأمم المتحدة في 1947 وينص على منح القدس وبيت لحم وضعا دوليا.
وازداد هذا الرفض بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وضمها في يونيو عام 1967.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn