بروكسل 9 اكتوبر 2014/ قالت السفيرة يانغ يان يي، رئيسة البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي، اليوم (الخميس) ان الصين والاتحاد الأوروبي يسعيان نحو النمو والاصلاح، وان الاستراتيجات الخاصة بكل منهما تشترك فى الكثير من الأمور.
وقالت فى مقابلة مكتوبة مع وكالة أنباء (شينخوا)، فى الوقت الذى تحرك فيه رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لجولة أوروبية، ان الطرفين يستطيعان تقديم الكثير لبعضهما البعض، كما يشتركان فى الكثير من المصالح ويتمتعان بفرص تعاون كثيرة.
العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي لم تعد ثنائية فقط
وقالت يانغ "ان اقتصاداتنا مجمعة تمثل ربع إجمالي الناتج العالمي، بينما تمثل شعوبنا ثلث سكان العالم. وفى ظل اقتصاد عالمي مترابط من خلال تكنولوجيا المعلومات، فهذا يعني ان العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي لم تعد ثنائية فقط، ولكنها تتمتع بصلة عالمية فى عالم متعدد الاقطاب."
وأوضحت ان الصين والاتحاد قوتان كبيرتان للسلام العالمي وسوقان كبيرتان للتنمية المشتركة والحضارات العظيمة للتقدم البشري. "كما ان الصين والاتحاد يتحملان مسئولية تعزيز الاستقرار وإقامة نظام دولي عادل ومنصف."
وأشارت إلى ان زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ التاريخية لمؤسسات الاتحاد الأوروبي فى الربيع رفعت العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد.
"على الصعيد السياسي، شكلت الصين والاتحاد الأوروبي نمط 3+1 للحوار رفيع المستوى، بقيادة قمة الصين-الاتحاد الأوروبي السنوية وبدعم من الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى وكذا الحوار الاقتصادي والتجاري والحوار بين الشعوب"، وفقا لما قالت.
وذكرت ان الطرفين يتمتعان بتعاون جيد بشأن البرنامج النووي الايراني وتعاونا لمكافحة القرصنة والحد من الفقر وتخفيف التغير المناخي، مضيفة انه توجد جهود مشتركة فى الطاقة والأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أصبحت التجارة والاستثمار على المستوى الثنائي محركا للتنمية الاقتصادية والابتكار. وتعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي، فى حين ان الاتحاد أصبح أكبر شريك تجاري للصين على مدار 10 سنوات على التوالي. وفى العام الماضي، بلغ حجم التجارة الثنائية 559.1 مليار دولار أمريكي. وبحلول نهاية 2013، بلغ إجمالي استثمارات الاتحاد فى الصين 90.39 مليار دولار أمريكي، فى حين بلغت استثمارات الصين فى الاتحاد 35.12 مليار دولار أمريكي.
علاوة على ذلك، يسافر أكثر من 5 ملايين شخص ما بين الصين وأوروبا كل عام وبلغ إجمالي عدد الطلاب الصينيين فى أوروبا والطلاب الأوروبيين فى الصين حاليا أكثر من 300 ألف طالب. وفتحت الصين 115 معهد كونفوشيوس و147 فصل دراسي كونفوشيوس فى 26 دولة عضو فى الاتحاد. وتقدم الجامعات الصينية دورات بجميع لغات الاتحاد الأوروبي ال24 الرسمية.
وأوضحت "حيث ان العام القادم يوافق الذكرى ال40 على العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد، فان الصين على استعداد للعمل مع الاتحاد لاستغلال هذه الفرصة."
زيارة لي تهدف إلى ضخ قوة دفع جديدة فى اجتماع اسيا-أوروبا
غادر رئيس مجلس الدولة الصيني بكين اليوم الخميس فى جولة أوروبية لمدة 9 أيام، حيث يزور خلالها المانيا وروسيا وايطاليا ويحضر اجتماع اسيا-أوروبا (اسيم-10) فى ميلان.
وقالت يانغ ان رئيس مجلس الدولة سيعرض فى ميلان مفهوم الصين بشأن التنمية السلمية والشاملة ومبادرتي "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير الملاحي للقرن ال21" لاستكشاف فرص جديدة لتعزيز الثقة المتبادلة بين اسيا وأوروبا وتعميق التعاون وتحسين الارتباطية وتدعيم التنمية المستدامة والشاملة.
وأوضحت ان الصين تأمل فى ان يعمل هذا الاتجاه على ضخ قوة دفع جديدة فى اجتماع اسيا-أوروبا وضمان دور أكثر أهمية لهذا المنتدى فى تعزيز السلام والاستقرار والازدهار.
وقالت "شارك رئيس حكومة الصين فى جميع قمم اسيم منذ 1996"، مشيرة إلى ان الصين من الأعضاء المؤسسين للاسيم منذ 18 عاما.
وأشارت إلى ان الصين على استعداد للاسهام فى تعزيز دور الاسيم فى تحسين الارتباطية بين اسيا وأوروبا، وان مجموعة من جوانب الارتباطية نضجت من أجل حصادها مبكرا فى الاسيم.
وأضافت "فى ميلان، سيقدم لي عدة مقترحات لتحسين الارتباطية بين اسيا وأوروبا وسيعمل على دفع التعاون متبادل النفع من أجل تحقيق نتائج ملموسة."
وردا على وجهة نظر بعض الباحثين الأوروبيين بان الاسيم ليس على مستوى كبير وانه فى حاجة إلى تحديد نقاط تأثير جديدة، قالت يانغ ان العالم اليوم يخضع لتغيرات معقدة وعميقة، وان الاسيم يتمتع بدور استراتيجي كبير فى إقامة نظام سياسي واقتصادي متوازن.
وأوضحت انه من الجدير بالذكر ان الاسيم تحرك بشكل سريع بعد الأزمات المالية التى ضربت القارتين: أزمة 1998 فى اسيا والأزمة المالية العالمية الأخيرة وأزمة الديون السيادية فى الاتحاد الأوروبي.
وأضافت ان الاسيم أقام صناديق طوارئ ونسق السياسات المالية للدول الأعضاء، ومن ثم ساعدنا بشكل كبير فى التغلب على هذه الأزمات.
"ان القمة العاشرة ستكون هامة جدا وسيتبادل من خلالها أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة وجهات النظر بشأن موضوع شراكة مسئولة للنمو والأمن"، معربة عن توقعها بان القمة ستضع منهجا مستقبليا للاسيم.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn