بكين 20 يونيو 2014 / يقوم رئيس مجلس الدولة الصينى لى كه تشيانغ بجولة فى أجزاء من اوروبا هذا العام من اجل تعزيز العلاقات الاقتصادية دائمة التقارب التى جعلت الاتحاد الاوروبى اكبر شريك تجارى للصين لمدة عشر سنوات على التوالى .
وتعد هذه هى الزيارة الثالثة التى يقوم بها لى لأوروبا منذ تقلده منصبه فى عام 2013 .
وفى بريطانيا حيث التقى رئيس مجلس الدولة مع الملكة اليزابيث الثانية ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وقعت الدولتان يوم الثلاثاء على اتفاقيات تبلغ قيمتها اكثر من 14 مليار جنيه مع تصدر الطاقة والشؤون المالية الأجندة التجارية .
وبعد يومين فى اثينا شاهد لى التوقيع على اتفاقيات تجارية واستثمارية تبلغ قيمتها 4.6 مليار دولار امريكى مع اليونان، فى الوقت الذى اعرب فيه عن دعم جهود الانتعاش الاقتصادى للدولة التى جرى انقاذها.
ودفع هذا العرض الصريح للدعم بالكلمات والاتفاقات معا، الى طرح سؤال يتطلع الكثيرون الى الاجابة عنه: هل هناك "شهر عسل" ثان قريبا؟
فقد تمتعت الصين وأوروبا بسنوات من التعاون المريح فى بداية الألفية. لكن العلاقات تعرضت لفتور طفيف فى منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة.
لكن طفرة فى العلاقات التجارية والتبادلات الرسمية المتكررة عالية المستوى أحيت الأمل فى تحقيق شهر عسل ثان.
وقد تجاوز حجم التجارة السنوية بين الصين والاتحاد الاوروبى 550 مليار دولار امريكى وهناك اكثر من 5 ملايين زيارة بين الجانبين كل عام.
وقفزت الاستثمارات المباشرة للاتحاد الاوروبى فى الصين الى ما قيمته 6.5 مليار دولار امريكى فى عام 2013، بزيادة نسبتها 21.9 فى المائة سنويا. كما قفزت الاستثمارات الصينية المباشرة فى الاتحاد الاوروبى فى الوقت نفسه بنسبة 6.2 فى المائة لتصل الى 3.6 مليار دولار امريكى.
وتمثل الزيارات المتكررة من قبل قادة البلدين مظهرا آخر من مظاهر العلاقة الوثيقة.
وفى عام 2013 زار الصين عدد من رؤساء الدول والحكومات من اوروبا من بينهم رئيس الوزراء الفرنسى السابق جان مارك ايرول ورئيس الوزراء الهولندى مارك روت ورئيس وزراء بريطانيا دافيد كاميرون.
وفى الوقت نفسه قام الرئيس الصينى شى جين بينغ ورئيس مجلس الدولة لى كه تشيانغ بزيارات الى دول فى اوروبا فى شهر مارس وهذا الشهر، ما يومىء الى ثقة سياسية متنامية مع القارة.
ولكنه كانت هناك علامات على "حكة السنة السابعة" (مثلما يحدث فى الزواج). فقد أقر تقرير رسمى صينى حول السياسات فى شهر ابريل بأن "الجانبين بينهما خلافات واحتكاكات حول قضايا قيمة مثل حقوق الانسان فضلا عن قضايا اقتصادية وتجارية".
وقد تكون التجارة أقوى مجال للتعاون بين الجانبين، لكنها تعد أيضا موطنا للنزاعات الرئيسية بينهما. فقضية مكافحة الاغراق لدى الاتحاد الاوروبى منذ عام الموجهة لانظمة الطاقة بالخلايا الضوئية الصينية تهدد بالتحول الى حرب تجارية محتملة قبل تمكن الجانبين من الوصول الى اتفاق.
وقد لا يكون "شهر العسل" الثانى قربيا بعد كل ذلك.
لكن الخلافات لا تجعل العلاقات غير مثمرة.
بل على النقيض فإن العلاقات تتجه دون شك الى الاتجاه الصحيح، وفقا لما ذكره تسوى هونغ جيان مدير الدراسات الاوروبية فى مؤسسة فكرية تابعة لوزارة الخارجية هى معهد الصين للعلاقات الدولية.
وقال تسوى "ان هناك أمرا مؤكدا هو ان العلاقات الصينية الاوروبية شهدت تطورا قويا وشاملا فى الاعوام القليلة الماضية"، واضاف انه ليست هناك مناطق اخرى تمارس مثل هذا التأثير على الصين مثل اوروبا.
وتحاكى كلماته ما قاله رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو الذى أشار إلى أن "هذا ما اعتقد انه علاقات اليوم مع الصين: علاقات تتركز على علاقات الصداقة وعلاقات ناضجة"، وفق ما قاله فى التهنئة بالسنة القمرية الجديدة الى الشعب الصينى فى عام 2008. ومازالت هذه الكلمات صادقة حتى اليوم.
وقال باروسو ان النضج يعنى ان الجانبين قادران على تعميق نقاط الاتفاق. وبالنسبة لنقاط عدم الاتفاق فإنهما قادران على الحديث بشكل بناء وإيجاد مخرج.
وفى الاشارة الى ان هناك تقلبات فى العلاقات التجارية الصينية الاوروبية، قال تسوى هونغ جيان ان من المحتمل ان تستمر فقط فترة قصيرة.
وقال ان العلاقات بين الصين واوروبا تشهد تغيرات دقيقة خاصة فى اعقاب نمو اقتصاد الصين وبراعتها السياسية.
واضاف ان كلا الجانبين فى حاجة الى التكيف والمواءمة فيما بينهما وأن يقبل كل منهما تغيرات الآخر. واضاف "ان التعاون بين الصين واوروبا يمكن ان يلعب دورا ايجابيا عن طريق غرس مزيد من الاستقرار فى النظام الدولى الحالى".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn