تقرير إخباري: احتفالات حاشدة في غزة فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ

غزة 26 أغسطس 2014 / عمت الاحتفالات قطاع غزة ابتهاجا ب"الانتصار" مع دخول اتفاق وقف لإطلاق النار مع إسرائيل مساء اليوم (الثلاثاء) حيز التنفيذ بعد موجة من العنف استمرت 51 يوما.

وخرج آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع والساحات العامة وهم يكبرون ابتهاجا "بالنصر" فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند السابعة مساء بالتوقيت المحلي.

وأطلقت الأعيرة النارية وأبواق السيارات والألعاب النارية في شوارع مدينة غزة بينما اختفى من الأجواء هدير الطائرات الإسرائيلية باستثناء طائرات الاستطلاع.

وردد الشبان "الله أكبر ولله الحمد"، كما صدحت المساجد بالتكبيرات والتهليل.

وقال شاب ملتحي عرف عن نفسه باسم بسام لوكالة أنباء (شينخوا) "انتصرت المقاومة وصمدت غزة وقد دحرت الاحتلال وصدته".

وسجد مسن يدعى أبو خالد ركعتين شكرا لله في منتصف الطريق، وقال إن ما جرى في غزة "خطوة نحو تحرير الأرض والمقدسات الفلسطينية ".

وأخذ مناصرون لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوزعون الحلوى على العامة وهم يرفعون رايات الحركة الخضراء ويلوحون بها.

وقالت سيدة كانت تحتفل مع ثلاثة من أطفالها، إن "كل الشعب سعيد بمقاومته رغم كل التضحيات التي قدمها لأننا في النهاية هزمنا عدونا".

وأضافت السيدة بعد أن أطلقت الزغاريد "عاش الشعب الذي قتل ودمر لكنه لم يتخلي عن مقاومته واصر على الصمود والانتصار ".

ولم يختلف المشهد في مدارس إيواء النازحين التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وشرع آلاف الفلسطينيين ممن لم تتعرض منازلهم للدمار الكامل بالعودة إليها بعد أن كانوا نزحوا منها في أطراف قطاع غزة.

وقال أبو أحمد جندية، إن "انتصار المقاومة" عوضه عن حزنه لمقتل نجله وهدم منزله"، مشيرا إلى أنه "واثق من إعادة بناء منزله حتى لو قاسى بانتظار ذلك مزيدا من الوقت".

وعند دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أعلن الناطق باسم حماس سامي أبو زهري للصحفيين في غزة "انتصار المقاومة وغزة" على إسرائيل.

وقال أبو زهري "نعلن اليوم انتصارنا على قوة البطش الإسرائيلية بفضل الله تعالى وتضحيات شعبنا الباسل وصمود المقاومة التي أنجزت ما عجزت عنه جيوش العرب مجتمعة".

وأضاف أبو زهري "نقول اليوم إن هذا الشعب المحاضر والضعيف انتصر على قوة البطش الإسرائيلية ودمرت قوة الردع الإسرائيلية وأسطورة الجيش الذي قيل إنه لا يقهر".

والتف أنصار حماس حول أبو زهري والناطق الآخر باسم حماس فوزي برهوم فور انتهاء المؤتمر "للاحتفاء بالانتصار".

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار ابتداء من الساعة السابعة مساء اليوم بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

وقال عباس في كلمة متلفزة، "أود أن أعلن عن موافقة القيادة على دعوة مصر الشقيقة لوقف إطلاق النار الشامل والدائم اعتبارا من الساعة 7 مساء بتوقيت فلسطين، وبعد ذلك العمل على تلبية متطلبات واحتياجات أهلنا في قطاع غزة وتوفير كل المستلزمات والخدمات الطبية التي يحتاجونها".

وناشد عباس المجتمع الدولي والأمم المتحدة، سرعة إرسال هذه المواد بأسرع وقت ممكن، مؤكدا على ضرورة التوحد فلسطينيا "من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف ".

من جهتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن إسرائيل "وافقت على الاقتراح المصري لإحلال وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة اعتبارا من مساء اليوم ولمدة شهر".

وأضافت الإذاعة إنه "تم إطلاع الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاري المصغر على تفاصيل الاتفاق".

وكانت وزارة الخارجية المصرية قالت في بيان لها "إنه حفاظا على أرواح الأبرياء وحقنا للدماء واستنادا إلى المبادرة المصرية 2014، وتفاهمات القاهرة 2012، وفي ضوء قبول الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بما ورد بالدعوة المصرية، فقد تحددت الساعة 19.00 بتوقيت القاهرة يوم 26/8/2014 لبدء سريان وقف إطلاق النار".

ونصت الدعوة المصرية على أن يتزامن وقف إطلاق النار "مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار والصيد البحري انطلاقا من 6 ميل بحري".

كما نصت الدعوة المصرية على "استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من تثبيت وقف إطلاق النار والذي حدد له الساعة السابعة مساء اليوم ".

وقبيل لحظات من بدء سريان اتفاق التهدئة أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن مقتل طفلين في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.

كما أعلنت المصادر، عن مقتل ثلاثة شبان في غارة إسرائيلية استهدفتهم على أطراف مدينة رفح أقصى جنوب القطاع.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفعت الحصيلة الإجمالي للقتلى في قطاع غزة إلى ألفين و143 وأكثر من 11 ألفا و100 جريح.

في المقابل، تبنت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة (حماس) مسئوليتها عن إطلاق صاروخ من طراز (R160) على مدينة حيفا وأربعة صواريخ من طراز (M75) على مدينة تل أبيب.

وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة، عن مقتل إسرائيلي وإصابة اثنين آخرين بجروح بالغة جراء سقوط قذائف هاون في أحد التجمعات السكنية القريبة من الحدود مع القطاع.

وذكرت الإذاعة أن أكثر من 100 صاروخ أطلقت من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ ساعات صباح اليوم.

وشن الجيش الإسرائيلي في الثامن من شهر يوليو الماضي على قطاع غزة عملية عسكرية أطلق عليها اسم (الجرف الصامد) ردا على إطلاق الصواريخ من القطاع تجاه إسرائيل ولتدمير الأنفاق الممتدة من القطاع إلى الأراضي الإسرائيلية.