تقرير إخباري: الجيش السوري يسيطر على مدينة إستراتيجية كانت مع المعارضة المسلحة بريف دمشق

دمشق 14 أغسطس 2014/ تمكن الجيش السوري يوم الخميس من إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة المليحة بريف دمشق (شرقا) والتي كانت تعتبرها المعارضة المسلحة من أهم معاقلها في الغوطة الشرقية وخط الدفاع الأول ، في حين سقط 8 قتلى من المواطنين السوريين بقذائف هاون في دمشق وريفها واللاذقية الساحلية.

وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان لها إن وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية أنجزت مهامها في إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة المليحة والمزارع المحيطة بها في الغوطة الشرقية بريف دمشق (شرقا) بعد سلسلة من العمليات النوعية الحاسمة قضت فيها على أعداد كبيرة من الإرهابيين التكفيريين الذين تحصنوا في المدينة واتخذوا منها مقرا لأعمالهم الإرهابية وفقا لما ذكرته الوكالة العربية السورية للأنباء ((سانا)).

وأضاف بيان القيادة العامة للجيش السوري أن "هذا الانجاز الجديد يشكل صفعة قوية لرعاة المشروع العدواني وضربة قاصمة للعصابات الإرهابية التكفيرية التي بدأت تنهار أمام الضربات المتلاحقة التي توجهها قواتنا المسلحة لهذه العصابات"، موضحة انه "بالسيطرة على مدينة المليحة يكون الجيش العربي السوري قد ضيق الخناق على ما تبقى من بؤر إرهابية في الغوطة الشرقية وأمن قاعدة ارتكاز وانطلاق للإجهاز عليها".

وختمت القيادة العامة للجيش السوري بيانها بالقول إن "القيادة العامة تؤكد من جديد أن سوريا تتسع لجميع أبنائها وتدعو كل من غرر به إلى إلقاء السلاح والاستفادة من مراسيم العفو الصادرة والمساهمة في الدفاع عن الوطن وصون ترابه الطاهر" .

وقال قائد ميداني لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن "الجيش السوري سيطر بالكامل على المدينة بعد سلسلة عمليات استمرت لأكثر من 4 أشهر كان أعنفها خلال الأيام القليلة الماضية".

وأضاف القائد الميداني الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن "الجيش باغت أكثر من 400 مسلحاً كانوا محاصرين في الحي الشمالي للمدينة وهو ما أدى لمقتل وجرح معظمهم" ، مؤكدا أن عددا من المليشيات المسلحة تمكنت من الفرار من المدينة إلى المناطق المتاخمة ككفر بطنا وعين ترما وسقبا وعربين وهي المناطق التي كان مسلحوها يؤازرون مسلحي المليحة، فيما لوحظ انتشار عشرات الجثث التابعة للميليشيات المسلحة في شوارع البلدة نتيجة الاشتباكات مع الجيش العربي السوري.

وأشار القائد الميداني إلى أن عمليات وحدات مشاة الجيش اتسمت بدقتها وسرعتها، وذلك عبر تغطية نارية من قبل سلاحي الجو والمدفعية التابعان للجيش السوري.

وبدوره اعتبر تركي الحسن الخبير الاستراتيجي السوري في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي السوري أن تحرير الجيش السوري لمدينة المليحة في عمق الغوطة الشرقية من المسلحين "انجازا نوعيا واستراتيجيا، وضربة أخرى للمشروع الإقليمي الغربي ضد سوريا".

والسيطرة على مدينة المليحة يعني تأمين طريق مطار دمشق الدولي بالكامل، إضافة إلى تأمين مدينة جرمانا التي تعرضت لعشرات القذائف من قبل الميليشيات والتي أدت لمقتل وإصابة العشرات من المدنيين، عدا عن أن هذه السيطرة تؤدي لتسهيل عمليات الجيش في البلدات والأحياء المجاورة وعلى رأسها حي جوبر الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش العربي السوري والميليشيات المسلحة المتمركزة والمتحصنة فيه.

ومن جانبها, قالت مواقع تابعة للمعارضة المسلحة على مواقع التواصل الاجتماعي ((الفيسبوك)) أن مقاتلي المعارضة انسحبوا من مدينة المليحة بعد معارك امتدت أكثر من 130 يوما ، مبينة أن النظام استطاع إعادة سيطرته على المدينة بعد انسحاب كافة الثوار بسلام ، مؤكدة أن النظام استخدم أكثر من 500 غارة جوية و500 صاروخ أرض-أرض عدا عن قذائف الدبابات والمدفعية والهاون التي لا تعد ولا تحصى.

يشار إلى أن معظم المليشيات المسلحة التي كانت تتمركز في مدينة المليحة كانت تابعة لتنظيم "جبهة النصرة"، وميليشيا "الجبهة الإسلامية".

وحاول مقاتلي المعارضة المسلحة منذ عدة أيام كسر الحصار المفروض عليهم من قبل الجيش السوري عبر تفجير عربة لنقل الجنود، ما جعل الجيش السوري يركز ضرباته ويحكم الطوق على المسلحين، واستطاع التقدم في بعض المحاور، بحسب مصدر عسكري .

وفي سياق آخر لقي ثلاثة مواطنين مصرعهم بينهم فتى 13 سنة وأصيب 33 آخرون بينهم أربعة أطفال يوم الخميس في اعتداءات إرهابية بقذائف الهاون على منطقة القصاع السكنية بدمشق.

كما قتل طفل وأصيب ثلاثة أطفال آخرين يوم الخميس في اعتداء إرهابي على مدينة جرمانا بريف دمشق (شرقا) والقريبة من مدينة المليحة, قتل 4 مواطنين بسقوط قذيفة صاروخية على جسر الشيخ ضاهر بمدينة اللاذقية الساحلية (غرب سوريا) .

ويشار إلى أن الأزمة السورية دخلت عامها الرابع وسط غياب للحلول السياسية وسيطرة العنف والقتال بين مقاتلي المعارضة المسلحة والجيش السوري في عدد من المناطق بالمحافظات السورية.