بكين 12 أغسطس 2014 / قدمت الصين أمس الإثنين الدفعة الثانية من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى ثلاث دول افريقية كجزء من جهودها المستمرة لمساعدة تلك الدول فى مكافحة آخر جولة من اندلاع وباء الإيبولا الذى أودى بحياة ما يقرب من ألف شخص فى غرب افريقيا.
سد النقص فى الإمدادات
وصلت طائرة خاصة تحمل إمدادات من شانغهاى فى شرق الصين الى غينيا وسيراليون وليبيريا على نحو متتال أمس.
شملت الإمدادات التى تبلغ قيمتها 30 مليون يوان (4.9 مليون دولار أمريكى) ملابس حماية طبية ومواد مطهرة وأجهزة كشف حرارية وأدوية.
وكانت الصين قد سلمت أولى دفعاتها من مواد الإغاثة من الإيبولا فى شهر مايو ومعظمها للوقاية من المرض والسيطرة عليه ومعالجته الى غينيا وليبيريا وسيراليون وغينيا- بيساو.
وقد بدأ أكبر اندلاع للإيبولا فى غينيا فى ديسمبر 2013 وانتشر الى ليبيريا ونيجيريا وسيراليون حيث بلغ اجمالى الحالات 1779 حالة من بينها 961 حالة وفاة، وفقا للتقرير الاخير الذى نشرته منظمة الصحة العالمية.
وبالرغم من ان وباء الايبولا انحصر حاليا فى غرب افريقيا، فإن منظمة الصحة العالمية حذرت من ان المرض يشكل "حالة طوارئ صحية عالمية"، ودعت الى رد دولى منسق لمنع انتشار الفيروس القاتل.
الا ان منظمة الصحة العالمية لم توص حتى الان بحظر السفر او التجارة الدولية، لكنها قالت "ان الدول يجب أن تستعد لرصد حالات الايبولا وفحصها وإدارتها".
وقال وانغ يو رئيس المركز الصينى للسيطرة على الامراض والوقاية منها ان دول غرب افريقيا تفتقد الى الادوية والمعرفة الخاصة بمنع الأمراض وهى فى حاجة ملحة لدعم مادى وخبرات حيث ان الوباء لم تتم السيطرة عليه بعد.
التعهد بتقديم دعم
تعهد الرئيس الصينى شى جين بينغ بأن الصين مستعدة لدعم الدول الافريقية لاحتواء انتشار الإيبولا.
وفى رسائله التى ارسلها يوم الاحد الى كل من الرئيس الغينى الفا كوندى ورئيس سيراليون ارنست كوروما والرئيسة الليبيرية ايلين جونسون سيرليف، أعرب شى عن تعاطفه وقلقه للخسائر البشرية والاقتصادية التى تسبب فيها انتشار الايبولا وأعرب عن تقديره لجهود الحكومات فى مكافحة الوباء.
وقال شى إن الصين حكومة وشعبا ستقف فى هذا الوقت العصيب مع حكومات وشعوب الدول الثلاث وترغب فى تقديم إمدادات اليها لمكافحة الوباء.
واذ وصف الصين وافريقيا بأن بينهما علاقات اخوة وصداقة وشراكة جيدة، قال شى ان الصين حكومة وشعبا لن تنسى ان الشعب الافريقى يقدم دائما دعما وعونا مناسبا كلما كان الشعب الصينى يواجه مصاعب.
كما دعا الزعيم الصينى ايضا المجتمع الدولى الى اتخاذ اجراء فورى وتقديم مساعدات الى الدول المضارة بسبب المرض حتى تستطيع التغلب على الوباء وتعود الى الحياة الطبيعية فى أقرب ما يمكن.
خبراء الصين فى الموقع
وصلت مجموعة من خبراء فحص الامراض الصينيين الى كوناكرى عاصمة غينيا امس للمساعدة فى الوقاية من فيروس الايبولا والسيطرة عليه. ويعد هذا واحدا من ثلاثة فرق ارسلتها الحكومة الصينية الى الدول الافريقية الثلاث الأشد تضررا من المرض.
يتألف كل فريق طبى من خبير واحد فى الأمراض الوبائية واثنين من الأخصائيين فى التعقيم والحماية.
وقال سون هوى الذى يرأس الفريق الطبى الصينى فى الدولة "ان هذه المساعدة ذات اهمية كبيرى وتعد تجسيدا للصداقة التقليدية بين الصين وغينيا".
وأضاف "اننى امل فى أنه بمساعدة الصين ستتمكن غينيا من التغلب على وباء الايبولا فى اقرب وقت".
وقال سون ان الخبراء الصينيين سوف يساعدون السفارات الصينية فى الدول الثلاث فى توزيع امدادت طبية والمساعدة فى تدريب العمال الطبيين المحليين على الاستخدام الملائم لتلك الإمدادات وتعليمهم ما يخص الاجراءات الوقائية. كما انهم سوف يساعدون المواطنين الصينيين فى تلك الدول على تعزيز الوقاية من المرض والسيطرة عليه.
وذكر سون، ان ثلاث فرق طبية صينية تعمل بالفعل فى الدول الافريقية الثلاث. وان الخبراء الجدد سوف يدربون ايضا موظفيهم وسيعملون معهم لمساعدة الاطباء المحليين.
تجدر الاشارة الى ان هذه هى المرة الاولى التى تقدم فيه الصين مساعدات الى دول اجنبية لمواجهة طوارئ فى الصحة العامة.
ارتفاع نسبة الوفيات وعلاج تجريبى
ينتشر فيروس الايبولا الذى يتسم بمعدل وفيات تبلغ نسبته 90 فى المائة، عبر الاغشية المخاطية وسوائل الجسم الاخرى او افرازاته مثل البراز والبول واللعاب والمنى من الاشخاص المصابين بالعدوى .
وفى الوقت الذى لا يعرف فيه علاج لهذا المرض فان اثنين من عمال الاغاثة الامريكيين شخصت حالتهما بانها الابيولا خلال علاج المرضى فى ليبيريا شعرا بتحسن بعد تلقى عقار تجريبى صنع فى الولايات المتحدة يعرف باسم زد ام ايه بى بى.
وكشف منتج العقار امس الاثنين عن إرساله الى تلك الدولة التى تقع فى غرب افريقيا التى طلبته الا انه قال ان العقار "نفد" حاليا.
وقالت الشركة التى تتخذ من سان دييجو مقرا لها فى بيان نشر على موقعها انها تلقت الطلب فى نهاية هذا الاسبوع لكنها لم تعلن اسم الدولة.
وقالت الشركة انها استجابت لكل طلبات الحصول على العقار الذى يحظى بالترخيص القانونى والتنظيمى الضرورى.
وقال البيان "ان الاعلان عن طلب العقار التجريبى والحصول عليه او استخدامه أمر يرجع الى الجهة الطالبة".
تجدر الاشارة الى ان احد القساوسة الاسبان الذى أعيد الى بلاده من ليبيريا مؤخرا بعد تأكد اصابته بفيروس الايبولا تردد ايضا انه يتلقى العلاج التجريبى.
بيد ان هذا يثير تساؤلات عما اذا كان ينبغى استخدام العقار الذى لم يختبر ولم يوافق عليه فى مناطق اندلاع المرض.
1 2 3 4 5
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn