غزة 5 أغسطس 2014/ساد الهدوء قطاع غزة ومحيطه اليوم (الثلاثاء) بفضل اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بعد ما يقرب من شهر من بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع المحاصر.
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ عند الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت جرينتش) بدعوة من مصر التي من المقرر أن تستضيف مباحثات غير مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في سعي لإعلان اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
ويفترض أن يستمر اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 72 ليتم تجديده بعد ذلك.
وأوقف الجيش الإسرائيلي هجماته المدفعية والجوية على قطاع غزة، وأعلن عن سحب قواته إلى ما وراء السياج الفاصل مع القطاع.
كما أوقفت الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ المحلية باتجاه إسرائيل بعد أن استمرت في ذلك حتى الدقائق الأخيرة لموعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
وفشلت محاولات سابقة عديدة قامت بها مصر وقوى إقليمية أخرى وأشرفت عليها الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية لاحتواء القتال الذي يعد الأعنف منذ خمسة أعوام.
وفور دخول الاتفاق حيز التنفيذ شهدت الشوارع العامة في غزة حركة نشطة وتوافد من السكان على الأسواق للتزود باحتياجاتها.
وأعلنت سلطة النقد الفلسطينية عن فتح مقار البنوك العاملة في قطاع ?غزة ابتداء من الساعة 11 صباحا وحتى الخامسة عصرا.
وشوهد المئات من النازحين يعودون إلى منازلهم التي غادروها في المناطق الشرقية والشمالية من قطاع غزة.
وعاين هؤلاء على أرض الواقع حجم الدمار الهائل في مناطق سكنهم بفعل ما أحدثته الهجمات الإسرائيلية المكثفة.
وترصد مصادر حقوقية تضرر نحو 10 آلاف و600 منزل سكني هدم منها بشكل كلي 1724 و8880 جزئيا خلال الهجوم الإسرائيلي.
وطال الدمار، بحسب المصادر الحقوقية، 134 مسجدا، دمر 43 منها بشكل كلي، كما تضررت كنيستان نتيجة القصف الإسرائيلي.
وتضرر بفعل الهجمات الإسرائيلية عشر مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية، فيما تعرضت نحو 200 مدرسة لأضرار جزئية.
إلى ذلك، شرع عشرات المسعفين وعمال الإنقاذ بالبحث عن مزيد من جثث قتلى ظلت عالقة تحت أنقاض منازل مدمرة في مناطق أطراف قطاع غزة.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الأطقم الطبية انتشلت حتى ساعات ظهر اليوم 12 جثة.
وذكر القدرة أن حصيلة إجمالي قتلى قطاع غزى ارتفعت إلى 1868 منهم 429 طفلا، و243 امرأة، و79 مسناً، إلى جانب أكثر من 9 آلاف و500 جريح.
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية من احتمال تفشي الأمراض الوبائية مثل التيفوئيد والكوليرا والجرب والتهاب الكبد الوبائي في قطاع غزة نتيجة اكتظاظ من شردتهم الحرب والانقطاع المتواصل للمياه والكهرباء، إضافة إلى تحلل جثث القتلى في مناطق متفرقة.
وتواجه طواقم الدفاع المدني تحديات جسيمة في مهامها لإزالة الركام وآثار الدمار وسط شكوى من ضعف حاد فيما تمتلكه من معدات ثقيلة.
وقال جهاز الدفاع المدني في غزة إن آلية "الباقر" الوحيدة التي تمتلكها لأعمال التنقيب الثقيلة تعطلت بفعل استهدافها في غارة إسرائيلية مساء أمس الاثنين خلال عملها في حي التفاح شرقي المدينة.
وفي السياق، بدأت أطقم فنية محلية عمليات إصلاح أولية لما خلفته الغارات الإسرائيلية من تدمير في البني التحتية وشبكات الكهرباء والاتصالات ومحطات ضخ المياه والصرف الصحي.
ولم يصل أغلب منازل القطاع الساحلي المكتظ بمليون و800 ألف نسمة التيار الكهربائي منذ أسبوع تقريبا بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة جراء قصف مدفعي إسرائيلي طال خزاناتها الرئيسية.
وفاقم ذلك أزمة انقطاع التيار الكهربائي بعد توقف 8 من أصل 10 خطوط تزود بها إسرائيل قطاع غزة بالكهرباء بفعل تضررها من الضربات الجوية والمدفعية.
وحسب مسؤولين محليين، فإن ما يتوفر من تيار كهربائي في قطاع غزة لا يتعدي 10 في المائة من إجمالي احتياجاته.
إلى ذلك من المنتظر أن يغادر وفد قيادي من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي من قطاع غزة إلى القاهرة للمشاركة في مباحثات اتفاق وقف إطلاق النار الدائم.
ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسريان وقف إطلاق النار المؤقت في غزة، داعياً جميع الأطراف إلى احترامه.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن عباس تأكيده "ضرورة تطبيق المبادرة المصرية" لتثبيت وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة.
من جهته، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأداء قوات الجيش خلال عملية تدمير الأنفاق الأرضية الممتدة من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن نتنياهو قوله، "إن تدمير الأنفاق كان عملا معقدا نفذه جنود أبطال وسط ظروف قتالية صعبة ".
وأكد نتنياهو أن العملية العسكرية في غزة "ضربت شبكة إستراتيجية بذلت حركة حماس جهودا كبيرة لبنائها على مدى سنين بهدف اختطاف وقتل عدد كبير من المدنيين والجنود الإسرائيليين ".
وقال نتنياهو مع ذلك إنه "لا يمكن التأكد من تحقيق النجاح بنسبة مئة في المائة غير أن قوات الجيش بذلت قصارى جهدها لاستكمال العملية ".
وردت حركة حماس على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري في بيان بأن الحركة "لا زال في وسعها فعل الكثير، ونتنياهو فشل في عدوانه على غزة 100 في المائة ".
من جهته، اعتبر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي البريغادير موتي ألموز، أن الأيام المقبلة "فترة اختبار" بشأن صمود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال ألموز،بحسب ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية، إن "الوضع الأمني في المنطقة المحيطة بقطاع غزة تحسن بشكل ملحوظ بسبب العملية العسكرية".
ولم يستبعد الناطق وجود أنفاق أرضية أخرى مع قطاع غزة لم يكتشفها الجيش، لكنه رأى أن "القضية ستحل بفضل المعلومات الاستخبارية المتميزة لدى إسرائيل".
وكان مصدر عسكري إسرائيلي كبير أعلن أن عملية هدم الأنفاق مع قطاع غزة استكملت خلال ساعات الليل وأن قوات الجيش أنجزت انسحابها من القطاع حتى دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وذكر المصدر أن قوات الجيش انتشرت في الجانب الإسرائيلي من الحدود، حيث تتواصل عملية ترميم وإعادة بناء السياج الأمني مع قطاع غزة.
وأكد أن القوات العسكرية "لا تزال في حالة من الاستعداد ولن يتم تسريح وحدات الاحتياط إلى أن تستقر الأوضاع وتتضح الصورة حول وقف دائم لإطلاق النار".
وحسب الجيش الإسرائيلي فإنه "قتل 900 ناشط فلسطيني خلال هجومه على قطاع غزة وشن هجمات على 4800 هدف داخل القطاع".
في المقابل، ذكر الجيش أن "3 آلاف و70 قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية خلال فترة القتال".
وفي سياق منفصل، طالب رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل والتعاون للكشف عن مصير من جرى اعتقالهم خلال فترة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال فارس في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، إنه لا يوجد حتى الآن معلومات دقيقة بشأن أعداد المعتقلين أو أماكن احتجازهم، في الوقت الذي تزداد التخوفات بأن يكون عدد منهم قد تعرضوا لعمليات إعدام.
واعتبر فارس أن "عدم إفصاح الاحتلال عن أسماء من اعتقلهم وأماكن تواجدهم يثير لدينا قلقا على مصيرهم، الأمر الذي يستدعي تدخلا من كافة الأطراف المعنية في مقدمتها الصليب الأحمر لإلزام الاحتلال بالكشف عن مصيرهم وبأسرع وقت".
وسبق أن نشر الجيش الإسرائيلي صورا للعشرات من سكان المناطق الحدودية جرى اعتقالهم خلال عمليات التوغل البري في تلك المناطق دون أن يكشف عن عددهم أو مصيرهم حتى الآن.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وصول رئيسها بيتر ماورير إلى قطاع غزة في مهمة عمل لمدة ثلاثة أيام تشمل إلى جانب القطاع كل من إسرائيل والضفة الغربية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn