بكين 25 يوليو 2014 (شينخوا) ان صعود النزعة العسكرية فى العصر الحديث لدى اليابان يمكن تتبعه إلى 120 عاما مضت عندما شن الحكام فى طوكيو، الذين تملكتهم شهوة الحصول على ثروات الجيران، أول حرب عدوانية كبرى ضد الصين فى عام 1894 .
وبتسلل الجيش اليابانى إلى المياه المقابلة لشبه الجزيرة الكورية يوم 25 يوليو من ذلك العام، فإنه بدأ هجوما مفاجئا على سفن البحرية الصينية وأعلن الحرب على الصين. وكانت تلك هى البداية لهوس اليابان بالعدوان والتوسع.
وقد ألحق ذلك الصراع، الذى كان أول قتال واسع النطاق تشنه اليابان فى العصر الحديث، خسائر فادحة ومعاناة لا حد لها بالشعبين الصينى والكورى لعدة عقود.
وبالنسبة لليابان، كانت الحرب بداية طريق النزعة العسكرية الذى انتهى بتدمير ذاتى.
وكانت المعركة البحرية فى عام 1894 التى جعلت اليابان تذوق حلاوة نجاحها الأولى فى محاولة فتح الصين، هى التى ضللت اليابان أيضا بالاعتقاد أن الحرب والعدوان يمكن ان ينتج عنهما ثروة وموارد للدولة الجزيرة، وبذلك غيرت طريقة التفكير للمجتمع اليابانى كله.
ومن الارستقراطيين اليابانيين الى المفكرين وحتى الافراد العاديين، كان الجمهور اليابانى مقتنعا بمفهوم متعجرف عن "القوة العظمى. "
وكانت هذه الحالة الذهنية هى الحضانة للنزعة العسكرية التى دفعت اليابان فى نهاية الأمر إلى غزو أجزاء كثيرة من آسيا فى الحرب العالمية الثانية .
وبالرغم من أن اليابان دحرت أمام القوى المناهضة للفاشية فى العالم فى الحرب العالمية الثانية فى عام 1945، فإنها لم تندم أبدا على خطاياها .
بل على العكس، فإن بعض السياسيين والمسؤولين اليابانيين ما زالوا مسترسلين فى ذكرى "أيامهم القديمة الطيبة" خلال تجديد ميجى فى القرن التاسع عشر، ويسرفون فى الحديث عن "الأمجاد"التى كانت لديهم قبل الحرب العالمية الثانية .
بل ان تلك "الأمجاد" كات موضعا لحديث بعض المسؤولين والباحثين خاصة رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى الذى حث مؤخرا على السماح للقوات اليابانية بالتمتع بحق ممارسة الدفاع الذاتى الجماعى بالرغم من الاحتجاجات القوية فى الداخل والخارج .
ومع الإقرار بامتثال بإذعان بإحياء النزعة العسكرية اليابانية، دافعت إدارة آبى عن "مسالمة نشطة" هى فى الحقيقة تعبير ملطف عن عودة النزعة العسكرية من جديد.
وإن كلمات أخرى مثل "السلام" و"الأمن" التى ستخدمها آبى مرارا وتكرارا للترويج بقوة لسياسته الخارجية العدوانية هى للسخرية تذكرة بنفس الخدع التى استخدمتها السلطات اليابانية فى غزو الدول المجاورة فى القرن التاسع عشر .
وليس من قبيل الصدفة أن يميل السياسيون اليابانيون إلى الحديث عن "السلام" و"الأمن" لتغطية أنشطة نزعتهم العسكرية أو أغراضها .
وبدلا من السعى للتباهى ب"مجد" فترة الحرب وانتهاج استعادة الماضى الامبريالى مدفوعة بنزعة عسكرية قديمة، فإنه يتعين على اليابان أن تبدى الندم بإخلاص عن خطايا ماضيها وأن تعمل بأمانة من أجل السلام والتنمية .
واذا ما تمسكت ادارة آبى بعناد بطريقها اليمينى فى بعث النزعة العسكرية، فإن اليابان ستكرر اخطاء الزمن القديم التى كانت مؤذية للمنطقة ومدمرة ذاتيا للدولة الجزيرة فى نهاية الأمر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn