بنغازي (ليبيا) 23 يوليو 2014 / قتل أربعة جنود على الأقل في هجوم انتحاري مزدوج استهدف قاعدة عسكرية للجيش الليبي في بنغازي بشرق البلاد، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية وطبية، لترتفع حصيلة الاشتباكات والهجمات في المدينة إلى 43 قتيلا منذ الإثنين.
وقال مسؤول عسكري لوكالة أنباء ((شينخوا)) رافضا كشف هويته إن الهجوم نفذه انتحاريان واستهدف ثكنة للقوات الخاصة في الجيش الليبي في حي بوعطني بجنوب شرق بنغازي.
وأفاد مصدر طبي أن الهجوم أسفر عن أربعة قتلى إضافة إلى الانتحاريين فضلا عن "عدد غير محدد من الجرحى".
وأوضح المسؤول العسكري أن الهجوم نفذ في وقت الإفطار، لافتا إلى أن انتحاريا يقود شاحنة اقتحم مدخل القاعدة وفجر شاحنته، تلاه انتحاري آخر كان يستقل سيارة صغيرة فجرها بدوره.
وفي أول رد فعل رسمي قال قائد القوات الخاصة والصاعقة العقيد ونيس بوخمادة في مؤتمر صحفي ليل الثلاثاء الأربعاء عقب الهجوم الانتحاري على إننا "سنلاحق الإرهابيين أينما كانوا".
وأشار إلى أن قواته "التزمت بقواعد اشتباك صارم في المناطق التي بها تجمعات سكنية ما جعل المجموعات المسلحة تستغل هذا التراخي من قبل الجيش".
واعتبر بوخمادة أن "مدينة بنغازي دخلت منعطفا خطيرا وأن على أبناء المدينة حماية أنفسهم وأحيائهم ومدينتهم" كاشفا عن "وجود تنسيق كامل مع وحدات الجيش الأخرى بما فيها قوات عملية الكرامة التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر".
وأعلن بوخمادة "حالة الاستنفار الكامل بين صفوف القوات الخاصة"، مؤكدا أن "قواته سترد بكل قوة على أي هجوم يستهدف القوات الخاصة أو معسكر أو ثكنة داخل مدينة بنغازي أو خارجها".
وقال "نطالب وحدات الجيش الليبي في المنطقة الشرقية التوجه فورا إلى مدينة بنغازي لحمايتها وإنقاذها من الإرهاب" على حد وصفه، مطالبا في الوقت ذاته "رئيس الأركان العامة للجيش أن يتوجه فورا إلى مدينة بنغازي وأن يتحمل مسئولياته".
ودعا بوخمادة "رئيس الحكومة أن يقوم بإصدار بيان رسمي يحدد موقفه من هذه العمليات" التي وصفها ب"الإرهابية".
وطالب الثوار الشرفاء بتحديد موقفهم من هذه العمليات الإرهابية في بنغازي وباقي مدن ليبيا، والتي تستهدف ثورة 17 فبراير ودولة ليبيا.
ولم تعلق السلطات الليبية عن الاشتباكات حتى اللحظة.
ويأتي هذا الاعتداء الذي لم تتبنه أي جهة حتى الآن غداة مواجهات دامية بين القوات الخاصة في الجيش الليبي ومسلحين إسلاميين في "مجلس شورى ثوار بنغازي".
وبحسب مصادر طبية فإن حصيلة الاشتباكات والهجمات بين يومي الإثنين والثلاثاء بلغت 43 شخصا على الأقل معظمهم من الجنود، فيما أصيب أكثر من ثمانين آخرين في هذه المعارك.
وتشهد بنغازي مواجهات شبه يومية بين الجيش ومجموعات إسلامية بينها أنصار الشريعة التي تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية.
وإضافة إلى القتلى الستة الذين قضوا في الهجوم الانتحاري المزدوج، انتشل الهلال الأحمر الليبي من معسكر اللواء 319 الذي دارت بسببه الاشتباكات مساء الثلاثاء 14 جثة لأفراد اللواء بينهم جثة نائب رئيس اللجنة الأمنية السابق أدمين التاورغي والذي انضم للجيش مؤخرا.
وقال مدير مكتب الإعلام في جمعية الهلال الأحمر الليبي إن "متطوعي الجمعية انتشلوا 14 جثة كانت في موقع الاشتباكات التي جرت الإثنين والثلاثاء داخل معسكر اللواء 319 بمنطقة بوعطني في مدينة بنغازي".
وأضاف المصراتي أن "الجثث التي عثر عليها تم تسليمها لمركز بنغازي الطبي لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة".
وتوقع المصراتي وجود المزيد من الجثث قائلا"عملنا منذ صباح الثلاثاء حتى الساعة الخامسة مساء (15:00 تغ) ثم تراجعنا من موقع الحدث نتيجة تساقط القذائف على المكان (...) ومن المحتمل أن تكون هناك المزيد من الجثث".
ووفقا لمصادر طبية متعددة، استقبل الإثنين مستشفى مدينة المرج (100 كلم شرق بنغازي) ثمانية قتلى وخمسون جريحا، فيما استقبل مستشفى بلدة الأبيار (70 كلم جنوب شرق) 21 جريحا.
وقال مصدر في مركز بنغازي الطبي إن "المركز تلقى خلال الاثنين والثلاثاء 33 قتيلا بينهم ثلاثة أشخاص مجهولي الهوية"، فيما بقت الحصيلة في المستشفيات الأخرى على ما هي.
وأضح مصدر عسكري مسؤول أن "الاشتباكات اندلعت منذ فجر الإثنين واستمرت طوال اليومين بسبب هجوم من أفراد مجلس شورى ثوار بنغازي وهو ائتلاف لكتائب الثوار المتكونة في معظمها من الإسلاميين للاستيلاء على معسكر تابع للواء 319 مشاة الواقع في منطقة بوعطني".
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إن "الهجوم على المعسكر استدعى تدخل القوات الخاصة والصاعقة بمعسكراتها وكتائبها الثلاثة القريبة من الموقع".
وأوضح أن "الكتائب الرئيسية المتواجدة في المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني إضافة إلى معسكري الكتيبة 36 والكتيبة 21 شاركوا في صد الهجوم، إضافة إلى مساندة قتالية لمروحيات تابعة لسلاح الجو الليبي".
وأشار إلى أن "مجلس شورى ثوار بنغازي اقتحموا الثكنة من الباب الخلفي واندلعت اشتباكات بينهم وبين القوة الموجودة داخل المعسكر فيما جاءت السرايا من قوات الصاعقة لصد الهجوم ومسانده وحدات معسكر اللواء 319"، مؤكدا أن القوات الخاصة والصاعقة أفلحت في إخراج أعضاء المجلس خارج المعسكر بعد أن تمكن أفراده من السيطرة عليه بداية الاشتباكات".
لكن مصدر من الثوار قال إن "معسكري اللواء 319 مشاة والكتيبة 36 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة تحت سيطرة مجلس شورى ثوار بنغازي".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن "الثوار غنموا العديد من الأسلحة بمختلف أنواعها وعتادا عسكريا إضافة إلى عربات ومدرعات وسيارات دفع رباعي إضافة إلى المقرات التي يتمركزون بها الآن".
وأشار إلى أن "اثنين من الثوار قتلوا خلال الاشتباكات" فيما لم تتوفر حصيلة رسمية دقيقة لذلك.
وأظهرت "مؤسسة الراية" الجناح الإعلامي لجماعة أنصار الشريعة عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) صورا لما قالت أنه "غنائم" تحصلت عليها من المعسكرات التي اقتحمتها فيما أظهرت في صورا أخرى أن "قيادة المعركة تمت بإمرة ومشاركة آمر كتيبة أنصار الشريعة محمد الزهاوي وآمر قوات درع ليبيا الأولى وسام بن حميد".
وتتساقط منذ الإثنين عدة قذائف صاروخية مجهولة المصدر على أحياء سكنية في مدينة بنغازي مخلفة أضرارا مادية جسيمة بحسب شهود عيان تحدثوا لوكالة أنباء ((شينخوا)).
واللواء 319 تكون بعد الثورة من الثوار السابقين الذي قاتلوا في العام 2011 قوات معمر القذافي الذي أسقط نظامه إثر ثورة مسلحة في العام ذاته، ويتكون معظم أفراد هذا اللواء من الإسلاميين الذين يتبعون التيار السلفي المعتدل.
لكن من الصعوبة بما كان أن يحدد أي مسؤول الوحدات العسكرية النظامية خصوصا بعد إعلان اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر في منتصف شهر مايو الماضي انشقاقه عن الجيش وتكوين وحدات عسكرية لمكافحة ما وصفه ب"الإرهاب" تحت اسم عملية "الكرامة".
وانضمت للقوة العسكرية للواء حفتر عدة وحدات هامة من الجيش أبرزها سلاح الجو الليبي ونخبة الجيش في القوات الخاصة والصاعقة ومشاة البحرية وقوات الدفاع الجوي وعدد من وحدات القوات البرية غير ذائعة الصيت.
وفي كلمة متلفزة له قبل يومين هدد حفتر "بتصعيد عملياته العسكرية" التي لم تتوقف منذ انطلاقها، حيث شهدت الفترة الماضية بشكل شبه يومي قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة بمواقع يتمركز فيها الثوار خصوصا في القوارشة وسيدي فرج والهواري.
وفي المقابل تزايدت أعمال القتل خارج إطار القانون في شهر رمضان من خلال استهداف مواطنين وعسكريين وأفراد أمن ورجال دين وثوار، قتلوا جميعهم في اغتيالات ممنهجة لم يعرف حتى اللحظة من يقف خلفها.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn