غزة 25 يوليو 2014 (شينخوا) خيم الحزن على الداعية عماد حمتو وغيره من سكان قطاع غزة لعدم تمكنهم من إحياء شعائر ليلة 27 من شهر رمضان التي يطلق عليها المسلمون (ليلة القدر) في المساجد ككل عام لإغلاق معظمها بسبب شدة الغارات الاسرائيلية المتواصلة على القطاع لليوم التاسع عشر على التوالي.
وأحيا حمتو وهو من سكان مدينة غزة وعشرات العائلات الفلسطينية في القطاع شعائر هذه الليلة في داخل بيوتها حرصا على حياتهم مع تواصل الهجوم الاسرائيلي.
ويقول حمتو لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه "يشعر بالحزن الشديد لعدم اقامته شعائر الليلة المباركة في داخل المسجد".
ويضيف إن "ليلة القدر هي ليلة سلام ومن يرفض السلام هم أنفسهم الذين يعلنون الحرب على الشجر والبشر والحجر وأعلنوا الحرب على بيوت الله"
في إشارة إلى استهداف إسرائيل لعدد من المساجد خلال هجومها على غزة.
ويضيف أن "مساجد غزة حزينة اليوم ومآذنها كذلك لم تصدح بصوت التكبير ولا قراءة القرآن ولا صوت المعتكفين لأن بعد المساجد هدمت على من فيها واستبيح فيها دم الإنسان".
ويدعو حمتو إلى تجنب المساجد الخلافات لسياسية والحروب، مستدركا "لكن اليهود في تاريخ الصراع يستهدفون بيوت الله ويعطون لأنفسهم ألف ذريعة في ذلك".
ومع حلول ساعات المساء تصبح شوارع قطاع غزة خالية من الناس وأشبه بمدن الأشباح لا يسمع فيها غير دوي الانفجارات الناتجة عن القصف المدفعي والغارات الإسرائيلية، إضافة إلى أزيز الطائرات الذي يرعب الكبار قبل الأطفال.
وجاءت أجواء شهر رمضان في غزة هذا العام باهتة مع تواصل العدوان الاسرائيلي الذي منع غالبية سكانها من أداء الصلوات خصوصا صلاة التراويح مساء كل يوم في المساجد بفعل الغارات الإسرائيلية.
وأغلقت معظم مساجد قطاع غزة الليلة الماضية أبوابها أمام المصلين بسبب استمرار عمليات القصف الاسرائيلي.
وكتب لافتة علي أحد أبواب المسجد "حرصا منا على سلامتكم المسجد مغلق لحين انتهاء الحرب".
ويقول الداعية محمد سالم، إن "هذه المرة الأولى في تاريخ القطاع التي تقفل فيها أبواب المساجد في ليلة القدر بسبب الظرف الأمني الموجود".
ويضيف سالم ل(شينخوا)، أنه يحرص منذ صغره في كل عام الصلاة في المسجد لكنه كان حزينا جدا الليلة الماضية لعدم ممارسة طقوسه الدينية كما كل مرة".
ويوضح أن "ليلة القدر ينتظرها المسلمون وخاصة في قطاع غزة من العام للعام لما فيها من رحمات وأجور وجو روحاني من العبادة والطاعة عندما يتلقي الناس في دور العبادة".
ويتابع سالم "حرمنا في القطاع إحياء الليلة في المساجد بفعل لتهديدات الاسرائيلية للشعب الفلسطيني وجرائمه المستمرة ضد المدنيين".
وذكرت مصادر رسمية فلسطينية أن الطيران الاسرائيلي دمر ثمانية مساجد بشكل كلي، فيما أصيب أكثر من 80 مسجدا بدمار جزئي منذ بدء هجومه على قطاع غزة في السابع من شهر يوليو الجاري.
ويقول وكيل وزارة الأوقاف في غزة حسن الصيفيي ل(شينخوا)، "قدمنا حياة الناس على كل شي لأنهم لا يستطيعون الوصول إلى المساجد من أجل الصلاة بسبب استهدافها".
وأدان الصيفي "الهجمة الإسرائيلية على دور العبادة"، مطالبا بتحرك عربي وإسلامي من أجل "لجم العدوان" الإسرائيلي على القطاع.
وندد مفتى القدس والديار الفلسطينية محمد حسين، بالقصف الإسرائيلي الذي يدمر ويصيب مساجد غزة، مؤكدا أن هذه الممارسات "تعتدي على الحق بحرية العبادة التي دعت إليها الشرائع السماوية وكفلتها القوانين والأعراف الدولية".
وأشار حسين إلى "أن هذه الاعتداءات ليست الأولى من نوعها، بل سبقها كثير، وهي في تزايد مستمر وصلت إلى مراحل خطيرة جدا لا يمكن السكوت عنها، وهي تزيد من حالة التوتر والاحتقان في المنطقة برمتها"، مطالبا بتدخل دولي لوقف ذلك.
وأسفرت عملية (الجرف الصامد) العسكرية التي تشنها إسرائيل منذ 19 يوما في قطاع غزة والتي قررت توسيعها قبل أسبوع في هجوم بري بدعوى وقف إطلاق قذائف صاروخية من القطاع على جنوب إسرائيل، عن مقتل 825 فلسطينيا واصابة أكثر من 5 آلاف بينهم عدد كبير بجروح خطيرة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn