واشنطن 22 يونيو 2014 / تدرس واشنطن خيار توجيه ضربات جوية لقمع تقدم المتطرفين الإسلاميين في شمال العراق، بيد أن الوضع محفوف بالمزالق السياسية والعسكرية، وليست هناك أية أجوبة واضحة بشأن أفضل مسار يمكن أن تأخذه الولايات المتحدة.
تقول التقارير إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يقطع رؤوس ضحاياه لبث الرعب في النفوس بينما يعزز مكاسبه في شمال العراق، وتعهد بمهاجمة العاصمة بغداد.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما للصحفيين يوم الخميس انه يخطط لنشر ما يصل إلى 300 مستشار عسكري في الدولة الممزقة بسبب الحرب لتدريب القوات العراقية واستهداف المسلحين. وبينما تعهد اوباما بألا تشارك قوات أمريكية مقاتلة في المعمعة، قال خبراء إن هناك حاجة إلى نوع ما من الوحدات البرية لصد داعش، حيث أن القصف الجوي وحدة لن يفي بالمهمة.
ولا يجب تجاهل أيضا الحل السياسي، إذا أن الجهود العسكرية لن تكلل بالنجاح إذا لم يضمن رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي تحسين السلطات في بغداد معاملة العرب السنة، على ما ذكر واين وايت، نائب المدير السابقل مكتب استخبارات الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية ، لوكالة ((شينخوا)).
وأضاف وايت قائلا ما لم تتمكن واشنطن من انتزاع وعود من حكومة بغداد بمعاملة أكثر عدلا للعرب السنة، فإن الكثير من العرب السنة سوف ينظرون إلى الهجمات الجوية الأمريكية كضربات عقابية بناء على طلب المالكي.
في الواقع، تري الولايات المتحدة أن المالكي يتحمل مسئولية كبيرة، وقد أوضح مسؤولو الإدارة الأمريكية أنهم يريدون حكومة جديدة بدون المالكي، المسؤول عن تفجر الأزمة الراهنة برأيهم بإتباعه سياسات عنصرية ضد السنة وافتقاد حكمه للشمولية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين في وقت مبكر من هذا الأسبوع " لقد ساهم ذلك في الوضع والأزمة التي لدينا اليوم في العراق"، مضيفا أن الشعب العراقي سيقرر حكومته المقبلة.
وعودة إلى واشنطن، يعتقد الرئيس وقادة الكونغرس أن البيت الأبيض لديه السلطة لاتخاذ خطوات محددة لصد داعش دون تفويض من المشرعين، بيد إن تهرب الكونغرس قد يؤدي إلى اشتباكات بين الإدارة ومشرعي العمال والجنود.
وتتابع واشنطن الدولة الممزقة بسبب الحرب عن كثب، ليس لأنها أنفقت تريليون دولار أمريكي وضحت بما يقرب من 5 آلاف جندي فقط، وإنما خوفا من أن يستخدم المسلحون الدولة كقاعدة لشن هجمات ضدها.
بيد أن إدارة اوباما من غير المرجح أن تنغمس بشكل مباشر في النزاع، حيث يشعر الرئيس الآن بالقلق على ارثه ويريد إن يظل معروفا بالرئيس الذي أنهى التورط الأمريكي المباشر في العراق.
ولذلك فمن غير المرجح أن تنشر الولايات المتحدة أعداد كبيرة من الجنود، وربما تلجأ الولايات المتحدة إلى فرض منطقة حظر جوي أو منطقة حظر قيادة كأحد الخيارات، على ما قال خبير الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ديفيد بولوك.
وبالرغم من المكاسب التي حققها المتمردون في شمال الدولة، إلا أن قوتهم ربما قد نفذت بالفعل وقد يكونوا غير قادرين على السيطرة على بغداد، ما دعا بعض الخبراء إلى الاعتقاد بأن مخاوف الولايات المتحدة من إقامة ملاذ للإرهاب في العراق مبالغ فيها.
وقال وايت أن مكاسب المتمردين تبدو أسوا مما هي عليه حقا حيث أن داعش لم تقترب أكثر من بغداد، مضيفا أن المسلحين سيطروا على بلدات معزولة نسبيا مقطوعة إلى حد كبير عن بغداد التي وضعت فيها مقاومة شرسة.
وفي أقصى الجنوب، من أحياء شمال بغداد وصولا الى الخليج، توجد أغلبية شيعية من السكان، وأي زيادة في التحركات من قبل المتمردين --السنة--من شأنه أن ينطوي على وحدات مقاتلة من الجيش العراقي وميليشيات شيعية قوية مثل جيش المهدي الذي يدافع الآن عن قطاعه الطائفي، حسبما أشار وايت.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn