بكين 16 يونيو 2014/غادر رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ البلاد اليوم (الإثنين) للقيام بزيارة تستغرق 4 أيام لبريطانيا وهي الزيارة التي يتوقع على نطاق واسع أن تعزز الشراكة والتعاون بين البلدين.
وتعد الزيارة وهي الأولى التي يقوم بها رئيس مجلس الدولة الصيني لبريطانيا منذ توليه منصبه في مارس الماضي حدثا دبلوماسيا هاما آخر بين الصين وأوروبا في أعقاب الجولة الأوروبية للرئيس شي جين بينغ في مارس الماضي.
وخلال زيارته للندن سيلتقي رئيس مجلس الدولة الصيني مع الملكة اليزابيث الثانية ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون وسيحضر مأدبة مع ممثلي الأعمال بالبلدين وسيلقي كلمة في مراكز بحثية بريطانية.
تعزيز العلاقات:
تعد زيارة لي ذات أهمية خاصة للعلاقات الصينية البريطانية نظرا لأن البلدين اجتازتا للتو مرحلة صعبة فى علاقاتهما منذ عام 2012.
ففى مايو 2012 التقى رئيس الوزراء البريطاني مع الدلاي لاما برغم احتجاجات بكين مما أدى لفتور عميق في العلاقات الصينية البريطانية.
ثم بدأت انفراجة في العلاقات المتجمدة بعد عام ونصف العام من هذا اللقاء عندما قام وفد بريطاني رفيع المستوى برئاسة وزير الخزانة البريطاني جورج اوزبورن بزيارة الصين قبيل زيارة كاميرون في ديسمبر عام 2013.
وقال ما تشن قانغ السفير الصيني السابق الى بريطانيا إن زيارة كاميرون للصين "تعد علامة على عودة العلاقات بين الصين وبريطانيا لطبيعتها".
وقال ليو شياو مينغ السفير الصيني الى بريطانيا "من الطبيعي أن يكون بين الصين وبريطانيا اختلافات نظرا لاختلاف النظم الاجتماعية والخلفية التاريخية والتراث الثقافي".
واضاف "لابد أن يقوم البلدان على أساس المساواة في التعامل والاحترام المتبادل، بمراعاة المصالح الرئيسية والاهتمامات الأساسية لبعضهما البعض وتسوية الخلافات بشكل ملائم".
شراكة استراتيجية:
قال نائب وزير الخارجية الصيني وانغ تشاو خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي في بكين إن زيارة لي تأتي في وقت يحتفل فيه البلدان بالذكرى العاشرة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما، وانها "ستعزز الثقة السياسية بين الصين وبريطانيا بدرجة أكبر" و"ستجلب حيوية ومضمونا جديد للشراكة الثنائية".
وقال ليو إن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وبريطانيا حافلة بالفرص المثمرة، خاصة بعد أن أصدر البلدان بيانا مشتركا للارتقاء بعلاقاتهما في عام 2004.
وقال السفير إن الثقة السياسية المتبادلة تعمقت بفضل التبادلات المتكررة للزيارات بين زعماء البلدين وإنشاء سلسلة من الآليات الفعالة.
وأشار إلى أن هناك آلية الاجتماعات السنوية لرئيس مجلس الدولة الصيني ورئيس الوزراء البريطاني وآلية التنمية الاقتصادية والتجارية المشتركة وآلية الحوار المالي وآلية التبادلات رفيعة المستوى للموارد البشرية وآلية الحوار الاستراتيجي بين الصين وبريطانيا.
التعاون الاقتصادي:
من المتوقع أن يتم توقيع سلسلة من اتفاقيات التعاون بقيمة 30 مليار دولار أمريكي خلال زيارة لي.
وقال ليو إنه سيتم توقيع أكثر من 40 اتفاقية تغطي قطاعات واسعة تشمل الطاقة والاستثمار والثقافة والتعليم والتكنولوجيا الفائقة والشؤون المالية بين الحكومتين وقطاعي الأعمال بالبلدين.
وفي العام الماضي تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين المستوى التاريخي وهو 70 مليار دولار أمريكي بزيادة 11% على أساس سنوي وأعلى بشكل ملحوظ عن معدل النمو للتبادل التجاري بين الصين وأوروبا الذى بلغ 2.1%.
وعلى مدار العامين الماضيين بلغت الاستثمارات الصينية في بريطانيا 13 مليار دولار أمريكي متجاوزة بذلك المعدل الكلي على مدار الثلاثين عاما السابقة.
وقال ليو "أصبحت الاستثمارات الصينية مصدر ترحيب بدرجة أكبر في بريطانيا، وتشارك بريطانيا بشكل فعال في تأسيس مركز لليوان الصيني في الخارج واعتقد أن هناك امكانات ضخمة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتبادل التجاري والشؤون المالية بين البلدين".
وأشار ما إلى أن بريطانيا والصين تتكاملان اقتصاديا بدرجة كبيرة ولديهما أساس تعاوني قوي.
وقال إن الصين بفضل خبرات تصنيع متطورة جيدا وبريطانيا التي تمتلك قطاعا ماليا وخدميا عالي التطوير وتكنولوجيا متقدمة في حاجة للتعاون متبادل النفع.
وأضاف ما "من ناحية تمتلك الصين تكنولوجيا بناء البنية التحتية مثل السكك الحديدية فائقة السرعة وهو ما تحتاجه بريطانيا حاليا، ومن ناحية أخرى لابد أن تتعلم الصين من خبرات بريطانيا في الإدارة المالية".
التبادلات الثقافية:
أشار ليو إلى أن التبادلات الشعبية حققت تقدما هائلا. وتضم بريطانيا الآن 25 معهدا لكونفوشيوس وقرابة 100 قاعة دراسية لكونفوشيوس ما يجعله رائدا فى تعليم وتدريس اللغة الصينية في أوروبا.
وقال مايكل باتس نائب رئيس مجلس اللوردات البريطاني "تلعب الثقافة دورا بالغ الأهمية في العلاقات بين أي بلدين".
وقال باتس الذي زار الصين للمرة الأولى في عام 1997 إن التاريخ الصيني القديم والثقافة الصينية لهما تأثير هائل على العالم، مضيفا أن الغرب أصبح أكثر اهتماما بالمطبخ الصيني.
وأشار إلى أن التعاون في مجال التعليم سيساعد بريطانيا والصين في تعزيز التبادلات الثقافية، وقال إن العديد من الجامعات البريطانية تعاونت مع نظيراتها الصينية.
وقال إنه بفضل جهود البلدين أصبحت التبادلات الثقافية قوية للغاية.
وأضاف "هذا يحدث بالفعل. وستحقق تلك التبادلات المزيد من النمو ليس فقط بسبب إعلان الحكومتين ذلك وانما لأن التبادلات الشعبية آخذة في التزايد".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn