القاهرة 15 يونيو 2014 / أكدت جامعة الدول العربية رفضها التدخل فى شئون العراق الداخلية والالتزام باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه واستقراره السياسي ووحدته الوطنية، محذرة من تصاعد العمليات الإرهابية هناك. وأدان مجلس جامعة الدول العربية بشدة في بيان صدر في ختام أعمال دورته غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة المغرب اليوم جميع الأعمال الإرهابية التي يقوم بها التنظيم الإرهابي "داعش"، وما أدت إليه من جرائم وانتهاكات ضد المدنيين العراقيين.
وأكد مجددا على إدانة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وكل الممارسات الإرهابية التي من شأنها أن تهدد السلامة الإقليمية للعراق ووئامه المجتمعي.
ودعا مجلس الجامعة العربية إلى تحقيق الوئام والوفاق الوطني بين جميع القوى والفعاليات السياسية العراقية وذلك عبر الانخراط في حوار جدي شامل يفضي إلى تحقيق توافق وطني حول الخطوات المطلوبة لتجاوز الأزمة الراهنة، ومواجهة التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها أمن العراق واستقراره ووحدة أراضيه، وتشكيل حكومة جديدة منبثقة عن الانتخابات التشريعية الأخيرة. كما أكد على الالتزام باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه واستقراره السياسي ووحدته الوطنيه ورفض التدخل في شئونه الداخلية.
وتم الاتفاق على إبقاء هذا الموضوع قيد المتابعة لمواكبة المستجدات بما في ذلك مواصلة المشاورات لعقد اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب على هامش الدورة 41 لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المزمع عقدها 18 و19 يونيو الجاري في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
يأتي ذلك في أعقاب سيطرة تنظيم "داعش" وبعض الجماعات المسلحة الداعمة له على محافظة نينوى، وعلى أجزاء من محافظتي صلاح الدين وكركوك. وحذر السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، من تصاعد العمليات الإرهابية التي يشهدها العراق على أيدي تنظيم "داعش"، مشددا على أن العراق يتعرض لأخطر عملية في تاريخه الحديث تهدد نسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية ووحدة أراضيه. وأكد بن حلي أن الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة الذي عقد اليوم، يشكل بداية الموقف العربي إزاء هذه الأزمة، حيث سيتواصل التشاور العربي خلال الاجتماع الوزاري المرتقب في جدة خلال اليومين المقبلين على هامش الدورة ال41 لوزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي. ولفت إلى الحاجة لمقاربة فاعلة لمساعدة العراق على تجاوز هذه المحنة وتحقيق التوافق بين الساسة العراقيين وإعلاء المصلحة العليا للوطن بعيدا عن الاصطفاف الحزبي. وحول أهمية تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك في ظل التحديات الراهنة التي تهدد العراق والعديد من دول المنطقة، قال إن الإرهاب يواجه الدول العربية بصفة نسبية، وتظل معاهدة الدفاع العربي المشترك هي الأساس للتعامل مع هذه الآفة الخطيرة المتمثلة في الإرهاب، فما يجري في العراق لا يهدد الأمن القومي العربي فحسب وإنما يهدد الأمن الاقليمي، مؤكدا أن المرجعيات العربية موحدة ولابد من التوافق حولها ودراسة كافة جوانبها.
وحمل بن حلي الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية كبيرة تجاه العراق، موضحا أن لها تدخلات عديدة وتداعيات على العراق وبالتالي فإن إتفاقياتها مع الحكومة العراقية يترتب عليها التزامات عديدة، كما أنها عضو في مجلس الأمن الدولي، والعراقيون يتفهمون هذا الأمر.
واعترف السفير قيس العزاوى مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية فى تصريحات صحفية فى ختام اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الطارىء بوجود صعوبات فى التوصل إلى موقف عربى قوى تجاه الاوضاع الخطيرة الحالية فى العراق . ونفى السفير العزاوى طلب بلاده لأية مساعدات عسكرية أجنبية ، وقال إن العراق ليس فى حاجة إلى دعم عسكرى أجنبى ليتمكن من ايقاف امتداد القوى الإرهابية، مؤكدا قدرة العراق على محاربة الجماعات الإرهابية وطردها .
وردا على سؤال بشأن الصعوبات التى حالت من دون التوصل إلى موقف عربى قوى لمواجهة هذه الاعمال ، قال العزاوى ان العرب جميعهم متفقون على مكافحة الإرهاب إلا أن هناك بعض التفصيلات الدقيقه التى تحمل بعض القضايا السياسية وليس هناك خلاف بشأن موقف عربى موحد ضد الإرهاب ومكافحته.
وأوضح أن البيان الصادرعن مجلس الجامعة يحقق مطالب العراق فى ادانة الأعمال الإرهابية التى تقوم بها التنظيمات الإرهابية بما فيها تنظيم داعش مع التأكيد على إحترام سيادة العراق ووحدة اراضيه ورفض التدخل فى شئونه الداخلية . وأجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في وقت سابق تناول خلاله تطورات الأوضاع الحالية في العراق .
وعبر العربي عن دعم الجامعة العربية للجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لمحاربة الإرهاب وبسط سلطة الدولة العراقية، داعيا إلى ضرورة تحقيق التوافق الوطني العراقي في هذه المرحلة الخطيرة التي تهدد أمن العراق .
في سياق متصل، أوضح المجلس العراقى للسلم والتضامن، التابع لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، أن العراق يمر بأخطر مرحلة من مراحل وجوده كوطن وشعب ودولة بعد سقوط مدينة الموصل العراقية والعديد من المناطق المجاورة فى يوم 10 من شهر يونيو الجارى تحت قبضة الإرهابيين وحلفائهم من الجماعات التكفيرية.
وأضاف المجلس فى بيان له صدر اليوم بالقاهرة، أن نزيف العراقيين مستمر فى مدن بغداد وديالى وكركوك والأنبار وبابل ،حيث تستباح أرواحهم وتدمر ممتلكاتهم مما يعطى إشارات مروعة لوقوع كارثة إنسانية كبرى تتخللها التصفيات المذهبية والعرقية والقتل على الهوية وتهجير قسرى متبادل. وأشار إلى أن الانقسام السياسى فى العراق هو السبب الرئيسى لحالة التدهور الأمنى الواسع والسريع، محذرا من مغبة نجاح المشروع المشبوه المدعوم إقليميا لتحطيم العراق وتقسيمه إلى دويلات تابعة .
وأشار المجلس إلى أن الحل يكمن فى تشكيل تحالف وطنى واسع يتجاوز الصدع الذي أصاب الروابط بين القوى السياسية والاجتماعية وتشجيع الحوار ونهج الاعتراف بالأخر والإصغاء إلى المطالب المشروعة والتعامل مع المواطنين على قدم المساواة وفق معايير القانون والعدالة.
وطالب المجلس العراقى للسلم والتضامن قادة الرأى العام والمجتمع المدنى فى العراق إلى التسلح باليقظة والحذر والمضى قدما بدعم فرص التغيير نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعمل على تطويق نزعات التفرد بالسلطة وفضح الفساد والمفسدين والوقوف بثبات مع القوات العسكرية لإعادة الأمن والاستقرار فى جميع المناطق ومواجهة خطر التقسيم ودحر الإرهاب.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn