رام الله 28 مايو 2014 (شينخوا) أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الأربعاء)، أن حكومة التوافق المتفق عليها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سترى النور خلال الأيام القليلة المقبلة، فيما شدد على أن التنسيق الأمني مع إسرائيل أمر "مقدس".
وقال عباس خلال لقائه وفدا إسرائيليا يضم نشطاء في منظمات يسارية في مدينة رام الله في الضفة الغربية، إن الحكومة القادمة "تستمر بعملها حتى إجراء الانتخابات العامة". وأكد عباس، أن حكومة التوافق "ستتشكل من وزراء مستقلين تكنو قراط، لايمثلون أي حزب سياسي، سواء من (حركة التحرير الوطني الفلسطيني) فتح أو حماس أو باقي الفصائل". وتابع قائلا "صندوق الاقتراع سيكون الحكم، ومن يختاره الشعب سيستلم زمام الأمور، ونحن احترمنا رأي الشعب الإسرائيلي في اختيار من يمثله، ولكن الجانب الإسرائيلي رد علينا بقطع الاتصالات ماعدا الجانب الأمني، وحجز الأموال لأننا أردنا أن نتوحد، وأن ننهي الانقسام". وأكد عباس، أن التنسيق الأمني مع إسرائيل أمر "مقدس"، وقال "سوف يستمر (التنسيق الأمني) سواء اتفقنا أو اختلفنا، ولكن بأي حق يتم حجز الأموال الفلسطينية، وذلك في إشارة إلى تهديدات إسرائيل بحجز أموال عائدات الضرائب الفلسطينية. وردا على مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاختيار بين المصالحة مع حماس أو السلام مع إسرائيل قال عباس، "إن حماس إخواننا، وإسرائيل شريكتنا في السلام، ولا نستغني عنهما". وأعلن وفد يمثل القيادة الفلسطينية وحركة حماس في 23 من الشهر الماضي اتفاقا لتنفيذ تفاهمات المصالحة يتضمن تشكيل حكومة توافق خلال خمسة أسابيع سعيا لإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007. وجاء اتفاق تنفيذ المصالحة مبنيا على اتفاقيتين سابقتين لم تنفذا توصلت لهما حركتا فتح وحماس الأولى في مايو 2011 برعاية مصرية، والثانية في فبراير 2012 برعاية قطرية لتشكيل حكومة موحدة مستقلة تتولى التحضير للانتخابات العامة. إلى ذلك دعا عباس الحكومة الإسرائيلية، إلى استئناف المفاوضات من خلال إطلاق سراح الدفعة الرابعة من قدامى المعتقلين الفلسطينيين، ووقف الاستيطان من أجل التوصل السلام .وذكر أن المفاوضات يجب أن تكون لمدة تسعة أشهر، تخصص الأشهر الثلاثة الأولى منها لبحث مسألة الحدود "فنحن نريد العودة إلى طاولة المفاوضات التي أوقفها الجانب الإسرائيلي، ولكن أيضا يجب على الجانب الإسرائيلي تلبية مطالبنا".وأشار عباس، إلى أن الجانب الفلسطيني يتفهم المخاوف الإسرائيلية الداخلية في موضوع الأمن، مؤكدا أن الجانب الفلسطيني "مستعد للتعامل معها وتلبيتها، ومن ثم نقوم بمناقشة باقي القضايا". وأكد عباس، أن الحكومة الإسرائيلية هي "شريكنا للسلام حتى لو قالت إنه لا يوجد شريك فلسطيني، لكن أيضا يجب على الشعب الإسرائيلي أن يقول لها إن هذا الطريق صحيح وهذا خاطئ".
كما أكد على دعمه لأي اتفاق "يكون متوازنا ويلبي حاجات وتطلعات الشعب الفلسطيني للحرية والاستقلال، وأن يكون قائما على الشرعية الدولية والعدل، من أجل إنهاء الصراع بشكل أبدي". وشدد الرئيس الفلسطيني، على رفضه حل الدولة الواحدة "فنحن نريد فقط دولة فلسطينية مستقلة لنا ودولة لكم، لكن الذي يجري على الأرض يشير إلى أن الحكومة الاسرائيلية تسعى الى حل الدولة الواحدة". وعقد اللقاء بناء على طلب من الوفد الإسرائيلي بحسب ما أفاد رئيس اللجنة الفلسطينية للتواصل مع المجتمع الإسرائيلي وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد المدني. وقال المدني لوكالة أنباء (شينخوا)، إن الوفد الإسرائيلي ضم أكثر من 200 ناشط في منتدى منظمات يسارية إسرائيلية داعمة لعملية السلام. وذكر أن اللقاء ركز على توضيح المواقف الفلسطينية في ظل تعثر جهود إحياء عملية السلام ولدعوة مؤيدي السلام في المجتمع الإسرائيلي إلى التحرك للتأكيد على حل الدولتين وضرورة تحقيق السلام. واعتبر المدني، أن اللقاءات الفلسطينية مع فئات من المجتمع الإسرائيلي "تظهر وجود موقفين في إسرائيل أحدهما يقوم على التطرف ووضع العقبات أمام تحقيق السلام، فيما الآخر يدعم جهود السلام وضرورة التوصل إلى حل للصراع بناء على حل الدولتين". وانتهت مهلة آخر استئناف للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل نهاية الشهر الماضي بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون التوصل لاتفاق .
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn