دمشق 16 فبراير 2023 (شينخوا) أكد الرئيس السوري بشار الأسد اليوم (الخميس) أن الحرب في سوريا أضعفت الإمكانيات لمواجهة تداعيات الزلزال، معربا عن شكره للدول الشقيقة والصديقة لتقديمها المساعدات لسوريا، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).
ونقلت وكالة (سانا) عن الرئيس الأسد في كلمة وجهها عبر التليفزيون الرسمي السوري عن تداعيات الزلزال الذي ضرب سوريا في 6 فبراير الجاري إنه "إذا كانت هذه الحرب قد استنزفت واستنفذت الكثيرَ من الموارد الوطنية، وأضعفت الإمكانيات لمواجهة المزيد من الأزمات، فهي نفسها التي أعطت المجتمع السوري الخبرة والمقدرة على التحرك السريع والفعال في الساعات الأولى للزلزال".
وقال إن "حجم تلك الكارثة والمهام المناطة بنا جميعاً كانت أكبر بكثير من الإمكانيات المتاحة، لكن ما تمكن مجتمعنا من القيام به بأفراده ومؤسساته، كان أيضاً أكبرَ بكثير من الإمكانيات المتاحة، ليس بسبب الحرب والحصار فقط، وإنما لأن سوريا لم تكن منطقة زلازل مدمرة على امتداد قرنين ونصف".
وأردف يقول إن المساعدات العاجلة التي وصلت من الدول الشقيقة والصديقة شكلت "دعماً مهماً للجهود الوطنية في تخفيف آثار الزلزال وإنقاذ الكثير من المصابين".
وتابع الرئيس الأسد أنه "سيكون للزلزال تداعيات عاجلة وآجلة، وما سنواجهه على مدى أشهر وسنوات من تحديات خدمية واقتصادية واجتماعية، لا يقل أهمية عما واجهناه خلال الأيام الأولى، وهو بحاجة للكثير من التفكير والحوار والتكافل والتنظيم لدى مختلف القطاعات الوطنية ومن الضروري ألا ننظر إلى تلك التداعيات كحالة منعزلة مرتبطة بالزلزال حصراً، بل كحالة تراكمية للحرب والتخريب الإرهابي، وللحصار بتأثيراته، وللزلزال الذي حدث مؤخراً.. يضاف إليه عوامل خلل تراكمت عبر عقود سابقة للحرب في القطاعات المختلفة".
وأضاف "علينا متابعة التعامل مع تداعيات الزلزال بحسب تسلسلها، فبعد تجاوز مرحلة الإنقاذ وتأمين مراكز الإيواء الطارئة وتأمين المستلزمات الأساسية من غذاء وكساء ودواء، وهذا الذي تم حتى الآن، فقد بدأت المؤسسات الحكومية المعنية بالعمل على توفير المساكن المؤقتة، ريثما يتم تأمين المساكن الدائمة في مرحلة لاحقة، وحالياً تتم دراسة تأسيس صندوق لدعم المتضررين بهدف مساندتهم ريثما يتمكنون من استعادة قدراتهم الحياتية بجوانبها المختلفة" .
وأعرب الرئيس الأسد عن شكره لكل الدول التي وقفت مع بلاده منذ الساعات الأولى للكارثة، من أشقاء عرب ومن أصدقاء، مبينا أن مساعداتهم العينية والميدانية كان "لها الأثر الكبير في تعزيز قدراتنا لمواجهة الظروف الصعبة في الساعات الحرجة".