بعقوبة، العراق 2 فبراير 2023 (شينخوا) شكلت البضائع والمنتجات الصينية على اختلاف أنواعها وأشكالها طوق نجاة لفقراء محافظة ديالى شرقي العراق، التي يعاني 35 بالمائة من سكانها من حالة الفقر، فيما أكد خبير اقتصادي أن الصين تنتج جميع البضائع وتوفر خيارات متعددة لجميع المستهلكين.
وجذبت البضائع الصينية الفقراء نتيجة لأسعارها المناسبة وتنوعها وكفاءتها وتلبيتها لرغبات شرائح واسعة من سكان المحافظة بجميع مدنها وبلداتها، فضلا عن سهولة إصلاحها ما أكسبها شعبية في تلك المحافظة.
وبهذا الصدد قال محمد التميمي رئيس غرفة تجارة ديالى لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن" الصناعة الصينية تستحوذ على حصة كبيرة في أسواق محافظة ديالى خاصة المواد الكهربائية".
وأضاف التميمي "هناك بالفعل إقبال جيد على شراء البضائع الصينية المختلفة لأسباب متعددة أبرزها أنها مناسبة بالإضافة إلى الكفاءة".
وتابع " يمكن القول بأن الصناعة الصينية تطورت في السنوات الأخيرة وهناك الكثير من التجار العراقيين الذين جذبتهم الصناعة الصينية فقاموا باستيرادها".
ولم يقتصر تأثير البضائع الصينية على المواد والمكائن والمعدات الكهربائية بل تعداه إلى مجالات عديدة ومنها الرياضة التي شكلت الملابس الرياضية والمقتنيات والكرات الصينية أكثر من 10 بالمائة من الأدوات الرياضية الموجودة في سوق ديالى، وفقا لمكي حسنين عضو غرفة تجارة بعقوبة.
وأضاف حسنين لـ ((شينخوا)) هناك ثقافة في مجتمع ديالى بأن البضائع الصينية مناسبة من ناحية الأسعار وتلبي احتياجاتهم ومتطلباتهم.
بدوره أفاد سجاد علي، صاحب محل لبيع المدافئ النفطية والغازية بأن 50 بالمائة من البضاعة الموجودة لديه هي صناعة صينية، مبينا أن هذه المدافئ لها أشكال متعددة وجميلة.
وأكد علي أن الثقة في البضائع الصينية تتزايد بشكل كبير خصوصا بعد ارتفاع معدلات جودتها.
ويرى سجاد علي أن الإقبال على البضائع والمواد الصينية يرجع إلى الأسعار المناسبة والكفاءة مقارنة مع بقية الصناعات الأجنبية الأخرى الموجودة في الأسوق المحلية.
وتابع " أن البضائع الصينية يوما بعد يوم تثبت جودتها، وهذا سر الإقبال عليها من قبل الناس".
وتبلغ نسبة الفقر في محافظة ديالى 35 بالمائة منها 7 بالمائة في حالة فقر مدقع، وتحتل المناطق المحررة من سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي أعلى نسبة فقر كون أهالي هذه المناطق فقدوا أجزاء كبيرة من مصادر معيشتهم، وفقا لصلاح مهدي مدير مفوضية حقوق الإنسان في ديالى.
أما قاسم الشمري، صاحب وكالة لبيع مصابيح الإنارة فقد أكد أن البضائع الصينية هي من تتسيد السوق في ديالى حاليا والإقبال متزايد خاصة قطاع الإنارة والمصابيح .
وقال الشمري لـ ((شينخوا)) إن" عامل السعر المناسب مهم في جذب الزبائن خاصة وأن نسبة الفقر تصل إلى 35 بالمائة في محافظة ديالى التي عانت الكثير من ويلات الحرب والإرهاب".
وفي السياق قال الخبير الاقتصادي حميد التميمي "إن الصين نجحت في بلورة سياق اقتصادي اخترق الكثير من العراقيل للوصول إلى الأسواق العربية ومنها السوق العراقي لدرجة بات كل شيء تبحث عنه يمكن أن تجده في الصين".
وأضاف حميد التميمي لـ ((شينخوا)) أن "سوق الساعات في ديالى تنتشر فيه الصناعة الصينية، فضلا عن قطاعات أخرى وخاصة المواد الكهربائية، بالإضافة إلى السيارات من ماركات مختلفة التي أصبحت لا تغيب عن عين الناظر في شوارع ديالى".
وأشار إلى أن العراقيين يحترمون الصينيين جدا ويمكن أن تكون هناك مشاريع مشتركة خاصة وأن إحدى الشركات الصينية كانت أول شركة صينية تحفر بئر نفطي في ديالى منذ 50 سنة في منطقة قزانية.
وكشف أن حجم البضائع الصينية في أسواق ديالى يصل إلى أكثر من 20 بالمائة وهذه النسبة في تصاعد وربما تصل إلى أكثر من 30 بالمائة خلال سنوات قليلة جدا.
وتسبب تنظيم (داعش) الإرهابي من خلال سيطرته على مناطق عديدة من محافظة ديالى، خلال عام 2014 في تدمير وإحراق آلاف المنازل السكنية والمحال التجارية والبساتين الزراعية والممتلكات ما زاد من أعداد الفقراء في المحافظة.
ووصف عبد الرزاق حميد، موظف حكومي البضائع الصينية بأنها جيدة وتلبي احتياجات جميع طبقات المجتمع وخاصة من ذوي الدخل المحدود.
وأكد حميد وهو يبتسم أن نصف المواد الكهربائية التي استخدمها في بناء منزله الجديد هي صناعة صينية كونها الأنسب من ناحية الأسعار والجودة والكفاءة والشكل.
وخلص إلى القول "الصناعة الصينية بالفعل ساعدت الكثيرين لأنها وفرت خيارات متعددة بسبب أسعارها المناسبة قياسا بالصناعات الأخرى".
على صعيد متصل قال الدكتور زياد الجبوري أستاذ الاقتصاد بجامعة بغداد لـ ((شينخوا)) "إن الصين تنتج جميع البضائع والمعدات المتطورة والحديثة وذات التكنولوجيا المتطورة والبضائع ذات الاستهلاك اليومي وبالتالي فإنها توفر خيارات كثيرة لجميع المستهلكين وعلى مختلف مستوياتهم المادية".
وأكد الجبوري أن الصناعات الصينية التي تمتاز باستخدام التكنولوجيا الحديثة والمتطورة أصبحت من المنافسين الكبار في السوق العالمي.
وأضاف "أن الصين لديها قراءات متميزة للوضع الاقتصادي العالمي وتنتج جميع البضائع ولكل طبقات المجتمع، فهي تصنع البضائع الاستهلاكية اليومية التي تتميز بسعرها المقبول مقارنة بالمنتجات الأوروبية والأمريكية، فضلا عن إنتاج البضائع ذات التقنية العالية والحديثة، وبالتالي فإن المستهلك يمكن أن يشتري حسب قدرته الشرائية".