تقرير إخباري: جهود الشركات الصينية في توسيع الاسواق تضخ التعافي في التجارة الخارجية (2)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2022:12:22.13:47

22 ديسمبر 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أيام قليلة مازلت تفصلنا على نهاية عام 2022، فيما بدأت الشركات الصينية تخطط لأعمال العام المقبل. حيث أرسلت عدة شركات من تشجيانغ وجيانغسو وقوانغدونغ وسيشوان، وفودا تجارية نحو أوروبا واليابان وإندونيسيا والإمارات العربية المتحدة، وعدة وجهات أخرى، بهدف توسيع الأسواق والبحث عن فرص تجارية جديدة.

في ظل التحدّيات الناجمة عن تباطؤ الاقتصاد العالمي وتقلّبات البيئة الدولية، إزدادت الضغوط المسلّطة على شركات التجارة الخارجية. بينما يرى الخبراء بأن جهود الشركات الصينية للبحث عن أسواق وطلبات جديدة في الأسواق الخارجية، قد عكست مرونة التجارة الخارجية الصينية، ورفعت الثقة في تحقيق النمو المستقر.

"زباؤننا القدماء، هم أصدقاؤنا القدماء أيضا"، يقول تشو يوي، مدير قسم التجارة الخارجية بشركة يونشيانغ للنسيج المحدودة بجياشينغ، والذي سافر إلى اليابان للمشاركة في المعرض الآسيوي للنسيج، بعد أن إلتقى زبونا قديما من أوساكا لم يلتقيه منذ ثلاث سنوات بسبب الوباء.

وقال تشو يو إن زيارته لزبونه القديم، حقق من خلالها عقدا جديدا بقيمة 2 مليون دولار أمريكي، وهو ما يتجاوز بكثير قيمة العقود السابقة بين الشركة وهذا الزبون، ويمثل ثلث قيمة صادرات الشركة في عام 2021.

واشتكت شركات التجارة الخارجية من تعطّل الاتصالات مع العملاء وتراجع الطلبات أثناء فترة الوباء. ومع تحسن إجراءات الوقاية من الوباء في الصين، بدأت الحكومة الصينية العمل على إستعادة نسق التبادل التجاري ومساعدة الشركات الصينية في البحث عن أسواق وطلبات جديدة.

في هذا السياق، قال لي داوي، مدير مكتب أبحاث الإقتصادات الناشئة التابع لمعهد البحوث الاقتصادية الخارجية التابع لأكاديمية الصين للاقتصاد الكلي، إنه من المهم بالنسبة للتجارة الخارجية الصينية، استعادة التواصل وجها لوجه بين الشركات الصينية والعملاء الأجانب.

في 10 ديسمبر الجاري، سافر مسؤولون من أكثر من 100 شركة بنينغبو إلى المملكة العربية السعودية، للمشاركة في المعرض السعودي الثامن للتصنيع الذكي لمنتجات العلامات التجارية الصينية.

لين جياري كان ضمن هذا الوفد الذي سافر إلى السعودية، وهو مسؤول بقسم التجارة الخارجية بشركة "نينغبو كواليتي الكترونيكس"، ويقول بأن منتجات شركته من الألواح الشمسية تجد رواجا جيدا في سوق الشرق الأوسط.

"أعتقد انه علينا أن نخرج مهما يكن الأمر!"، يقول لين جياري بصراحة. ويضيف أنه رغم تضاعف طلبات الشركة خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، إلا أن الطلب قد عاد للتراجع خلال الفترة الأخيرة. "ولذلك عليّ أن أخرج وأبحث عن طلبات جديدة، أعدّها لعام 2023."

منذ بداية العام الحالي، طرحت الدولة والحكومات المحلية جملة من الإجراءات لتذليل عقبات التجارة الخارجية، ودعم السلع الجيدة على فتح الأسواق الخارجية، ودعم الشركات في المشاركة في مختلف المعارض الدولية.

وتظهر بيانات الجمارك المتعلقة بالأرباع الثلاثة الأولى من العالم الحالي، بلوغ إجمالي حجم المبادلات التجارية الصينية مستوى 31.11 تريليون يوان، بزيادة سنوية قدرها 9.9٪. في الأثناء، قدّمت الحكومة سلسلة من السياسات والتدابير لمساعدة الشركات على إنقاذ وحماية مكونات السوق، مما ساعد التجارة الخارجية الصينية على تحقيق نتائج ملحوظة.

أصبح السفر إلى الخارج بحثا عن الطلبات، عاملا جديدا لنمو التجارة الخارجية، وهناك أخبار جيدة تأتي من مختلف أنحاء العالم حول انتعاش الطلب لدى الشركات الصينية. على سبيل المثال، في غضون 10 أيام فقط، من 23 نوفمبر إلى 3 ديسمبر، استطاع وفد تجاري من مدينة فوشان، الحصول على طلبات خارجية في العديد من مشاريع التعاون مع شركاء في ألمانيا وبولندا والمجر ودول أخرى تتجاوز قيمتها 100 مليون يوان. وتمكن الوفد التجاري لمدينة نينغبو من الحصول على طلبات بقيمة تقارب 2 مليار دولار.

"الصناعة التحويلية الصينية تمتلك طلبا خارجيا قويا، وقد أصبحت الزيادة في صادرات منتجات التكنولوجيا الفائقة، إحدى النقاط المضيئة للتجارة الخارجية الصينية"، يقول بان هيلين، المدير المشارك والباحث في الاقتصاد الرقمي وبحوث الابتكار المالي بمركز كلية الأعمال الدولية بجامعة تشجيانغ.

وأشار لي داوي، إلى أن زيادة تكلفة عوامل الإنتاج مثل القوى العاملة والأراضي في الصين، قد رفع الضغط التنافسي الذي تواجهه مؤسسات التجارة الخارجية كثيفة العمالة، مثل الملابس والأحذية والقبعات وقطاع المعالجة للهواتف المحمولة. وقال لي داوي انه ينبغي على الصين أن تفسح المجال كاملاً لمزاياها الخاصة، والعمل باستمرار على تحسين جودة ووظائف المنتجات كثيفة العمالة، والاستحواذ على الروابط المتطورة للسلاسل الصناعية ذات الصلة، والحصول على قيمة مضافة أعلى للمنتج وقدرة تنافسية دولية.