بكين 2 نوفمبر 2022 (شينخوا) حافظ الاقتصاد الصيني على زخم تصاعدي ثابت مع تنفيذ حزمة سياسات داعمة للنمو سعيا لتحقيق أفضل أداء ممكن للعام بأكمله.
وأظهر أحدث مؤشر لمديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية أن المصانع واثقة من اتجاه الاستقرار على المدى القريب، وفقاً للهيئة الوطنية للإحصاء.
وعلى الرغم من تراجع المؤشر الرئيسي قليلا، بلغ المؤشر الفرعي لتوقعات الإنتاج والأعمال 52.6، وهو أعلى بكثير من خط الازدهار والكساد. وتجاوزت القراءات لصناعات مثل الزراعة وتجهيز الأغذية غير الأساسية، فضلاً عن تصنيع المعدات الكهربائية والميكانيكية، تجاوزت 58.
وعلى الرغم من الرياح المعاكسة للاقتصاد، إلا أن هذا التفاؤل يمكن أن يُرى في هدير الآلات و طرق الشحن المزدحمة في جميع أنحاء البلاد .
وفي ميناء يانغلوه في ووهان، وهو مركز تصنيع في وسط الصين، أبحرت سفينة شحن كبيرة محملة بـ494 حاوية معيارية مكافئة لعشرين قدما من المواد الكيميائية وغيرها من السلع إلى شانغهاي الأسبوع الماضي.
وتتوقع شركة ووهان المتحدة للشحن البحري، مالكة السفينة، أن يزداد الطلب على النقل بشكل أكبر مع وصول موسم الشحن ذروته خلال بقية العام.
ومع اقتراب فصل الشتاء الذي يرفع الحاجة إلى معدات التدفئة، يعمل صانعو الأجهزة المنزلية الموجهة نحو التصدير الذين يتركزون في المناطق الساحلية، بما في ذلك تشجيانغ وقوانغدونغ، بكامل طاقتهم لتلبية الطلبات المتزايدة من الخارج.
وطرحت الصين حزمة سياسات لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد وأضافت تدابير متابعة لمواجهة الصدمات الناجمة عن عوامل أكبر من المتوقع منذ أبريل من هذا العام.
وتم جمع إجمالي 600 مليار يوان (83.24 مليار دولار أمريكي) من خلال إصدار سندات مالية لتجديد رأس المال للمشاريع الكبرى التي تتراوح من الطرق السريعة فائقة الحجم إلى محطات الطاقة الكهرومائية التي تبلغ قيمتها مليارات اليوانات.
وبفضل هذه التحركات الحاسمة في الوقت المناسب، عكس الاقتصاد الأداء الضعيف الذي شهده في أوائل الربع الثاني وبدأ في اكتساب الزخم.
ونما الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 3.9 في المئة على أساس سنوي إلى 30.76 تريليون يوان في الربع الثالث، بزيادة 3.5 نقطة مئوية عن الربع الثاني. كما شهدت المؤشرات الاقتصادية الرئيسية الأخرى تحسنا كبيرا، مع تعافي الطلب على الإنتاج تدريجيا، واستقرار الأسعار والعمالة.
وخلال الفترة المتبقية من العام، من المتوقع أن يستمر الدعم الحكومي للانتعاش الاقتصادي.
وحثّ اجتماع تنفيذي لمجلس الدولة انعقد الأسبوع الماضي على التنفيذ الكامل للسياسات لتعزيز الاتجاه التصاعدي. وسيتم تنفيذ سياسات مثل استرداد الضرائب وتأجيلها، وخفض الرسوم، والإعانات الداعمة للوظائف بدقة، وسيتم بذل الجهود لضمان إمدادات الطاقة المستقرة والخدمات اللوجستية السلسة.
ومن المتوقع أن يسهم الربع الرابع أيضاً في تحسن الاستهلاك مع مهرجان التسوق السنوي عبر الإنترنت في الشهر الجاري وفي ديسمبر المقبل ما يدعم موسم الذروة لتجار التجزئة والمنتجين.
ومع اقتراب حلول مهرجان "Double 11 " في 11 نوفمبر الجاري، أدخلت الحكومات المحلية أيضاً تدابير لتحفيز الاستهلاك ودعم الشركات، ما سيمنح السوق جولة جديدة من الفرص لمزيد من الانتعاش.
وبالنظر إلى المستقبل، يتوقع فو لينغ هوي لمتحدث باسم الهيئة الوطنية للإحصاء أن إطلاق العنان بشكل كامل أمام إمكانات السياسة وحيوية السوق، وتحفيز الإصلاح، سيُساعد على تقوية الانتعاش الاقتصادي، والحفاظ على التشغيل ضمن نطاق معقول.
وقال فو: "نسعى جاهدين لتحقيق أفضل النتائج الممكنة".