بكين 29 أكتوبر 2022 (شينخوا) أكد شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والرئيس الصيني، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، خلال جولتيه التفقديتين اللتين قام بهما مؤخرا إلى مدينة يانآن بمقاطعة شنشي ومدينة آنيانغ بمقاطعة خنان، على أن المهمة الأكثر مشقة وثقلا لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل لا تزال تكمن في المناطق الريفية. ومن الضروري دراسة وتنفيذ روح المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني على نحو شامل، والتمسك بمنح الأسبقية لتنمية الزراعة والمناطق الريفية، وتطوير روح يانآن وروح قناة العلم الأحمر، وتوطيد وتوسيع نتائج التغلب على المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر، ودفع تقدم عملية النهوض بالأرياف على نحو شامل وبذل جهود دؤوبة في تحقيق عملية التحديث الزراعي والريفي.
ورافقه دينغ شيويه شيانغ، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير المكتب العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في الجولتين التفقديتين.
ومن 26 إلى 28 أكتوبر الجاري، قام شي جين بينغ بتفقد متعمق للمناطق الريفية والمدارس وقواعد التعليم الأحمر ووحدات حماية الآثار التاريخية في مدينة يانآن بمقاطعة شنشي ومدينة آنيانغ بمقاطعة خنان، برفقة ليو قوه تشونغ، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب وأمين لجنة الحزب في مقاطعة شنشي، وتشاو يي ده، حاكم مقاطعة شنشي، ولو يانغ شنغ، أمين لجنة الحزب في مقاطعة خنان، ووانغ كاي، حاكم مقاطعة خنان.
تعد يانآن منطقة ثورية قديمة، كما أنها كانت من المناطق شديدة الفقر. وظل قرويو شمال شنشي يشغلون بال شي جين بينغ. في فبراير عام 2015، ترأس شي جين بينغ في يانآن الندوة حول التخفيف من حدة الفقر واستكشاف طريق الإثراء في قواعد شنشي وقانسو ونينغشيا الثورية القديمة وألقى خطابا مهما، مشيرا إلى اتجاه أعمال التغلب على المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر في هذه المناطق. وبعد اختتام المؤتمر الوطني العشرين للحزب، اختار شي جين بينغ يانآن كوجهة جولته التفقدية الأولى، لمعرفة أحوال القرويين بعد تخلصهم من الفقر، والصعوبات التي لا تزال يواجهونها، وكيفية دفع عملية النهوض بالأرياف.
وبعد ظهر يوم 26، توجه شي جين بينغ بالسيارة إلى قرية نانقو ببلدة قاوتشياو بحي آنساي في مدينة يانآن بعد نزوله من القطار. وعند فصل الخريف الذهبي، تمتلئ بساتين التفاح على الجبل بأعذاق الثمر، ما يظهر مشهد الحصاد الوفير. ودخل شي جين بينغ إلى البستان، وتعرف على محصول التفاح للعام الجاري من مزارعي الفاكهة الذين كانوا يقطفونها في البستان، وأجرى شي جين بينغ محادثات ودية مع القرويين، وقطف تفاحة كبيرة حمراء. وسأل شي جين بينغ بالتفاصيل عن تقنية زراعة التفاح وطريقة القطف وجودة الأصناف المختلفة وسعر البيع ودخل القرويين وكيفية تطوير زراعة التفاح وغيرها من القطاعات، وأجاب القرويون على تلك الأسئلة واحدا تلو الآخر. وأعرب شي جين بينغ عن اهتمامه البالغ بمسألة الري واستخدام المياه، وأخبر القرويون الأمين العام أنهم قد نجحوا في حل هذه المسألة بشكل فعال من خلال بناء السدود والانخراط في الري بالتنقيط والإدارة الدقيقة. وأشاد شي جين بينغ بذلك قائلاً: "إن هذا هو تحديث الزراعة، وقد وجدتم اتجاها مناسبا للتنمية الصناعية."
وفي ورشة غسيل وانتقاء التفاح بالقرية، استمع شي جين بينغ إلى أحوال تطور قطاع التفاح المحلي وتفقد خط إنتاج الفرز والتعبئة، حيث يتم عرض مجموعة متنوعة من التفاح المزروع محليا ومنتجات المعالجة العميقة، وألقى شي جين بينغ نظره على كل واحدة منها باهتمام كبير، واستمع إلى التقديم بعناية، وأعرب عن إشادته بالممارسة المحلية لتطوير الزراعة الحديثة والسياحة الريفية وتنشئة وتطوير الاقتصاد الجماعي، وقيادة القرويين لزيادة دخلهم.
وتجمع القرويون خارج ورشة العمل، وأعربوا عن تحياتهم للأمين العام شي جين بينغ بصوت عالٍ. وتبادل شي جين بينغ أطراف الأحاديث معهم، حيث استذكر أيامه في شمال شنشي كشاب مثقف. وقال شي جين بينغ للقرويين: "إنني عشت في شمال شنشي لسبع سنوات، وكنت أفكر في طرق تحسين معيشة القرويين لما رأيت بعينيّ حياتهم الشاقة والصعبة. ولقد رأيت في زيارتي هذه مشهد حصاد وافر، وظروف المواصلات المتحسنة، حيث طرأت تغيرات جذرية. وفي الماضي، كان قرويو شمال شنشي يقومون ببناء الحقول المدرجة وزراعة المحاصيل وبذل جهود شاقة وحثيثة للعمل في الحقول بمعازقهم، إلا أن الغلال دائما ما تقل عن المجهودات المبذولة، فكانوا متعبين للغاية، أما الآن، فبدأ القرويون زراعة أشجار التفاح على سفوح الجبال بعد إعادة الأراضي الغابية السابقة وتحقيلها إلى حالاتها الأصلية، وحصلوا على الأعمال ومن ثم مصدر دخل مستقر، وتلقى أطفالهم تعليما جيدا، ويغطي التأمين الطبي كل المسنين، وتتجه حياتهم نحو تحسن مستمر. ويمكن رؤية التغييرات الصينية من نموذج شمال شنشي." وأشار شي جين بينغ إلى أنه في الوقت الحاضر، قد تم تحقيق هدف الكفاح بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني في إطار أهداف الكفاح عند حلول الذكريين المئويتين، وتم التخلص من الفقر المدقع، ويعيش القرويون حياة مُرضية، إلا أنه يلزمنا مواصلة التقدم إلى الأمام، وجعل حياة القرويين أكثر سعادة يوما بعد آخر. إن مناخ شمال شنشي وحالة الإضاءة وخط العرض ومستوى الارتفاع عن سطح البحر لها يناسب تطوير زراعة التفاح بشكل كبير، ومع التطور المستمر في تقنية الري وتقنية تقصير زراعة الأشجار وخط الإنتاج لفرز الثمار، سيصبح من السهل أن تُباع ثمار التفاح محليا، ويكون له رواج في البيع، لذلك، يمكن القول إن كلا من الظروف البيئية والجغرافية والموارد البشرية صالحة لتطوير قطاع زراعة التفاح بقوة، وهذا بالنسبة لها أفضل وأنسب قطاع، ويبشر بمستقبل مشرق.
وأكد شي جين بينغ على أن الحزب الشيوعي الصيني حزب للشعب، وحزب يخدم الشعب، ويمارس السلطة من أجل مصالح الشعب، ويجيد ما يهم الشعب. إن الكلام الفارغ يضر بالدولة والعمل الفعلي ينهض بالوطن. يجب علينا دراسة وتطبيق روح المؤتمر الوطني العشرين للحزب بجدية، ودفع تقدم عملية النهوض بالأرياف على نحو شامل، وتنفيذ جميع السياسات التي من شأنها جلب الثراء لأبناء الشعب على أرض الواقع، وتسريع دفع تحديث الزراعة والأرياف، لينعم سكان الريف بحياة أفضل يوما بعد يوم. ودوّت موجات من التصفيق الحار من القرويين.
وبعد ذلك، وصل شي جين بينغ إلى فرع تساويوان لمدرسة يانآن الثانوية. وتعد مدرسة يانآن الثانوية أول مدرسة ثانوية أسسها الحزب الشيوعي الصيني، ويتم تطويرها تحت الرعاية الودية والتربية الدقيقة من الثوار والعلماء التربويين والرفاق قادة الحزب والدولة من الجيل القديم، وتتحلى بتاريخ مجيد وتقاليد ثورية ممتازة، وقد أعدت عددا كبيرا من الأكفاء للمنطقة الثورية القديمة. ودخل شي جين بينغ قاعة تاريخ التربية والتعليم للمدرسة، للتعرف على الأحوال العامة لإدارة المدرسة. وأعرب عن تطلعه في أن تتمسك المدرسة بروح يانآن في إدارة المدرسة والتربية والتعليم، وتتقن التعليم الذي يرتضي به الشعب، وتعميم التقاليد الثورية، من أجل إعداد وتأهيل أناس جدد في عصرنا.
وفي مطعم الطلاب، تتميز الوجبات بشتى الأنواع بحسن المظهر والرائحة والذوق. وتفقدها شي جين بينغ بعناية، وسأل الطهاة عن سعر الوجبات ونكهاتها، ونصحهم بضمان جودتها والاهتمام بالنظافة، حتى يتمكن الطلاب من تناولها براحة واطمئنان.
وفي المبنى المدرسي، كان جميع الطلاب في الفصول الدراسية. دخل شي جين بينغ إلى حجرة الدرس للفصل الثاني من الصف الأول بالمدرسة الثانوية، وأجرى محادثات ودية مع المعلمين والطلاب، وسأل شي جين بينغ الطلاب عن مُثلهم العليا وما يريدون القيام به عندما يكبرون. وقال أحدهم إنه يريد أن يصبح طبيبا مثل لي شي تشن في المستقبل، وقال طالب إنه يريد الالتحاق بتخصص الصيدلة في الجامعة، وقال طالب آخر إنه يريد تعلم اللغات الأجنبية وأن يصبح مترجما دبلوماسيا في المستقبل. كان شي جين بينغ سعيدا جدا بعد استماعه لأحاديث الطلاب، مشيدا بوضوح أهدافهم في الحياة ونبالة مثلهم العليا. وشجعهم على ترسيخ المثُل النبيلة منذ الصغر، والعزم على أن يصبحوا بناة وخلفاء الاشتراكية، بغية ضمان توارث الجينات الحمراء من جيل إلى آخر.
عند مغادرة المدرسة، أقبل الليل. وخرج الطلاب من حجرات الدرس وصفقوا لتقديم الوداع الحار للأمين العام. لوح شي جين بينغ بيده تحية للجميع.
في صباح يوم 28، قدم شي جين بينغ إلى قاعة قناة العلم الأحمر التذكارية في مدينة لينتشو لمدينة آنيانغ بمقاطعة خنان. وفي ستينيات القرن الماضي، من أجل حل مشكلة البيئة المعيشية القاسية المتمثلة في الاعتماد على السماء وانتظار المطر، قام السكان المحليون، بدعم من الحزب والحكومة، ببناء مشروع الري على سفح جبل تايهانغ لنقل مياه نهر تشانغخه إلى مدينة لينتشو، وهو يحمل لقب "نهر السماء الاصطناعي". سار شي جين بينغ إلى قاعة المعرض وزار أجنحة "مقاومة الجفاف الممتد لألف سنة جيلا بعد جيل"، "خلق المعجزة تحت قيادة العلم الأحمر"، و"الشعب البطل ونصب تايهانغ التذكاري"، و"تحقيق الحلم من خلال التغييرات العظيمة في الجبال والأنهار"، و"متابعة عمل الماضي وشق طريق المستقبل بالروح الخالدة" وغيرها. وأشار شي جين بينغ إلى أن قناة العلم الأحمر بصفتها نصبا تذكاريا يسجل الروح البطولية لأهالي محافظة لينشيان الذين يرفضون الاستسلام لواقعهم ويرفضون الاعتراف بالهزيمة ويجرؤون على قهر الطبيعة وتحويلها. ومن الضروري استخدام روح قناة العلم الأحمر لتوعية أبناء الشعب، وخاصة الجموع الغفيرة من الشباب، بأن تحقيق الاشتراكية من خلال النضال الصلد والكفاح الدؤوب والتضحية بالحياة، ليس فقط في الماضي، ولكن أيضا في العصر الجديد. وبدون العمل الشاق للجيل القديم، وبدون بذل دمائهم وحتى حياتهم ثمنا، لن تكون حياتنا سعيدة اليوم، ويجب أن نتذكرهم دوما. وقد تحسنت الحياة المادية اليوم بشكل كبير، لكن روح "الشيخ الكبير يزيل الجبل" والنضال الشاق لا يمكن أن تتغير. وتتحلى قناة العلم الأحمر بمغزى تعليمي كبير، ويجب أن يزورها الجميع. وبعد ذلك، تفقد شي جين بينغ أحوال تشغيل الهويس الفرعي لقناة العلم الأحمر ميدانيا، وتعرف بالتفصيل على دوره المهم في توزيع المياه والري وتحسين البيئة الإيكولوجية.
وخلال عملية بناء قناة العلم الأحمر، شكل 300 شاب فرقة المقدمة، وبعد عام وخمسة أشهر من العمل الشاق، نجحت الفرقة في فتح نفق في الجدار الصخري الصلب الواقع في مكان ذي تضاريس صعبة، ولقب هذا النفق الخاص لنقل المياه باسم "كهف الشباب". وصعد شي جين بينغ الدرج ووصل إلى "كهف الشباب" وتفقد القناة خلال تقدمه على طول ممر مطل عليها. وأكد شي جين بينغ على أن روح قناة العلم الأحمر وروح يانآن تنحدران من أصل واحد، وكلاهما من الذكريات التاريخية التي لا تُمحى للأمة الصينية وتهز قلوب الناس إلى الأبد. ويجب على جيل الشباب أن يرث ويطور روح المبادرة في تحمل المشقات والأعمال الثقيلة والاعتماد على النفس والكفاح الشاق، ويتخلى عن الغطرسة والغرور، وأن يسجل مآثرهم في التاريخ بشبابهم وحماستهم مثل آبائهم. ولم يكن تحقيق هدف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية إلا مهمة يمكن إنجازها من قبل جيل أو جيلين فقط، ونحن نمر بمرحلة مناسبة ولا نخيب الآمال فينا، ويجب علينا تقديم الإسهامات الخاصة بجيلنا. والخلود لروح قناة العلم الأحمر!
وبعد ظهر يوم 28، قام شي جين بينغ بجولة تفقدية لأطلال ينشيوي الواقعة على الضفتين الشمالية والجنوبية لنهر هوانخه في الضواحي الشمالية الغربية لمدينة آنيانغ. وإن أطلال ينشيوي آثار لعاصمة يرجع تاريخها إلى أواخر عهد أسرة شانغ الملكية، وتُعتبر الأولى من نوعها في تاريخ الصين التي يمكن إثبات وجودها في كل من الوثائق التاريخية والاكتشافات الأثرية. ودخل شي جين بينغ قاعة متحف أطلال ينشيوي للتمعن في قطع البرونز واليشم والمدونات على العظام ودروع السلاحف وغيرها من القطع الأثرية. وفي وقت لاحق، قدم شي جين بينغ إلى قاعة آثار عربات الخيل لمشاهدة العينات المادية لعربات الماشية وآثار الطرق لأسرة شانغ، مشيرا إلى أن "المدونات على العظام ودروع السلاحف التي تم اكتشافها في أطلال ينشيوي تحفظ لنا الخطوط قبل ثلاثة آلاف عام، الأمر الذي دفع تاريخ الصين المسجل بالخطوط نحو ألف عام. وكنت أتطلع لزيارة هذه الأطلال منذ وقت طويل، وأريد أن أغتنم هذه الفرصة لتعلم وفهم الحضارة الصينية على نحو أعمق وجعل الماضي يخدم الحاضر وتوفير المراجع لبناء الحضارة الحديثة للأمة الصينية بشكل أفضل. وإن الخطوط الصينية رائعة للغاية، ولا يمكن فصل نشأة الأمة الصينية وتطورها عن ارتباطها بالخطوط الصينية. وفي هذا الصدد، قدمت قضية دراسة الآثار الصينية إسهامات كبيرة. ويلزم مواصلة الاهتمام بأعمال الدراسة الأثرية وتعزيزها، ومواصلة تعميق مشروع استكشاف أصل الحضارة الصينية." وأضاف شي جين بينغ أن الحضارة الصينية لها تاريخ عريق ولم تكن منقطعة أبدا، وتشكل أمتنا العظيمة التي ستواصل عظمتها باستمرار. ومن الضروري أن نرث بشكل أفضل الثقافة التقليدية الممتازة من خلال استكشاف القطع الأثرية ودراستها وحمايتها. وشدد شي جين بينغ على أن الثقافة الصينية التقليدية الممتازة هي جذر الابتكار النظري لحزبنا، وأن الطريق الأساسي لدفع صيننة الماركسية وعصرنتها هو الالتزام بالدمج بين المبادئ الأساسية للماركسية والواقع الملموس الصيني والثقافة التقليدية الصينية الممتازة. ولا بد لنا من ترسيخ الثقة الذاتية بثقافتنا وتعزيز ثقتنا الذاتية وفخرنا كالصينيين.
وحضر الأنشطة المذكورة أعلاه تشن شي والرفاق مسؤولو الدوائر المركزية ذات الصلة على التوالي.