قبّعة الخيزران، رمز الحب والكنز الثقافي لقومية ماونان في الصين

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2022:10:27.11:06

27 أكتوبر 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تعتبر قبعة االخيزران رمزا للحب بين العشّاق في قومية ماونان بمقاطعة قوانغشي، جنوب غربي الصين. وهي ترمز إلى السعادة والود، ويعتبرها أبناء قومية "ماونان" كنزهم الثقافي. وقد أدرجت قبعة الخيزران في الدفعة الثالثة من المشاريع التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي الوطني في الصين.

تان سوجوان، هي واحدة من الحرفيات المتوارثات لحرفة نسج قبّعات الخيزران.

تنحدر تان سوجوان من محافظة هوانجيانغ، وهي المحافظة الذاتية الحكم الوحيدة لقومية ماونان في الصين. وشعب ماونان هو واحد من 22 أقلية عرقية لا يتجاوز عدد سكانها 100 ألف ساكن في الصين.

ووفقًا لتان سوجوان، تتم صناعة قبّعات الخيزران من الخيزران الذهبي والخيزران الأسود اللذان ينتجان محليا. ونظرًا لعملية صنعها المعقدة ورمزيتها التي تدلّ على الحب، تعدّ قبّعة الخيزران قطعة ثمينة، وتفخر نساء ماونان بارتدائها. ومع ذلك، لا توجد سجلات مكتوبة أو صور لتسجيل مهارات النسيج لها. فهي تعتمد كليًا على التقاليد الشفوية للحرفيين القدامى وعروض الحياكة، وكادت هذه الحرفة القديمة في وقت ما أن تنقرض نهائيا.

من أجل إنقاذ هذا التراث الثقافي الوطني الثمين. قررت تان سوجوان في تسعينيات القرن الماضي، التخلّي عن وظيفتها الأصلية، وذهبت لتعلم صنع قبعات الخيزران من الحرفي القديم تان شونمي.

"قبعة الخيزران هي الرمز الثقافي لشعب ماونان. وأتمنى أن يتعلم المزيد من الناس هذه الحرفة مني، بحيث يمكنهم نقلها إلى الأجيال اللاحقة"، تقول تان سوجوان. ولتحقيق التوارث، تنقلت تان سوجوان بين الجامعات لتعليم الطلبة، كما افتتحت استوديو لصناعة قبعات الخيزران. واستطاعت بذلك أن تدرّب عددا كبيرا من الفنانين وحرفيي قبعة الخيزران.

نشأت ابنة تان سوجوان، تسين مين، وهي تشاهد والدتها تنسج قبعات الخيزران. والآن أصبحت هي الأخرى وريثة جديدة لهذه الحرفة. وتعمل على دمج الأنماط والألوان والمفردات التي يحبها الشباب في إبداعاتها، لجعل قبعات الخيزران أكثر أناقة وجمالًا. كما قامت بدمج عناصر قبعات الخيزران في بعض المنتجات العملية، مثل مصابيح الحائط، وحقائب اليد، والوسائد التي تحظى بشعبية بين المستهلكين.

وتقول تسين مين: "أريد أن أجعل شباب اليوم يحبون قبعات الخيزران، ونقل هذه المهارة التقليدية عبر الأجيال."

والآن، لم تعد قبعة الخيزران حكرا على السوق الصينية، بل وجدت لنفسها موطئ قدم في عدة أسواق أجنبية. وباتت تلقى ترحيبا من قبل المشترين في اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا وغيرها من الدول.