الجزائر 22 سبتمبر 2022 (شينخوا) شهد معرض الجزائر الدولي للأشغال العمومية اهتماما كبيرا من قبل الزوار الجزائريين الذين أقبلوا بأعداد كبيرة للإطلاع على آخر ما أبدعته الشركات الصينية في هذا المجال الحيوي.
وشكل هذا الحدث الدولي، الذي يقام بالعاصمة الجزائر خلال الفترة من 19 إلى 23 من شهر سبتمبر الجاري في طبعته الـ 18 تحت شعار "أشغال عمومية، ستون سنة من إنجازات"، فرصة للشركات الصينية لعرض إمكاناتها ومشاريعها الطموحة في الجزائر وفي أنحاء العالم.
وأقامت الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC) حفل شاي في جناحها لجذب الزوار، ولكن ما جذبهم أكثر هو لوحة رملية ضخمة عرضت حلول النقل للعاصمة الجزائر التي تشهد ازدحاما شديدا منذ سنوات.
وتخطط شركة ((CSCEC)) لبناء العديد من الأنفاق والجسور ومد خطوط مترو أنفاق جديدة خلال السنوات القادمة لتخفيف الازدحام.
وقالت مريم، وهي طالبة في إحدى الجامعات الجزائرية زارت المعرض لأول مرة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إنني متحمسة لهذه الخطط، جذبتني الشركات الصينية الموجودة هنا في الصالون، والتي يبدو أنها تتمتع بخبرة جيدة في قطاع البناء".
وأضافت "أنا مسرورة لأن الجزائر أحرزت تقدما ملحوظا في هذا القطاع بفضل مساهمة الشركات الصينية، وآمل أن يتم تنفيذ المزيد من المشاريع مستقبلا".
وخلال هذا المعرض، قدمت الشركات الصينية أيضا للزائرين مشاريعها وخبراتها البارزة في دول الشرق الأوسط مثل استاد "لوسيل" في قطر، ومشروع السكك الحديدية في الإمارات.
ونظمت شركة الهندسة المدنية الصينية (CCECC) على هامش المعرض مؤتمرا للحديث عن خبرتها في مجال مد السكك الحديدية في الصحراء، بمشاركة نحو 100 ضيف يعملون في مجالات مختلفة من قطاع البناء بشكل عام والسكك الحديدية بشكل خاص.
وقال المدير العام لـ ((CCECC)) بالجزائر نيو تسنغ شيانغ، إن شركته على أتم الاستعداد للمشاركة في تنفيذ مشاريع السكك الحديدية في جنوب الجزائر، وتقديم كل الدعم والمساعدة اللازمين لاحتواء أو على الأقل التخفيف من ظاهرة الطمي على مستوى الخطوط الحالية للسكك الحديدية الجزائرية.
ويتفق الجميع في الجزائر على "أن اللمسة الصينية حاضرة بقوة في قطاع البناء والأشغال العمومية" في البلاد، بحسب الجزائري حسين زياني، وهو مدرس في مدرسة إعدادية زار الصالون وعلى دراية كبيرة بالمشاريع الصينية في بلاده.
وقال زياني لـ((شينخوا)) "انظر إلى الطريق السيار شرق-غرب الذي بنتها الشركة الصينية (طريق يربط شرق الجزائر بغربها)، وانظر إلى الجامع الكبير في الجزائر العاصمة (ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين)، وانظر إلى مئات الآلاف من المنازل التي بنيت في كل مكان في الجزائر...آمل أن توقع الحكومة المزيد من الاتفاقيات مع الشركات الصينية".
ودخلت الشركات الصينية سوق الأشغال العمومية في الجزائر منذ 40 عاما، وقد أنجزت مئات المشاريع عالية الجودة، والتي ساهمت في نقل التجارب إلى المواهب المحلية وتسهيل حياة الناس.
وأشاد الصحفي أحمد حمداني بإنجازات الشركات الصينية في الجزائر.
وقال حمداني لـ((شينخوا)) إنه في إطار مبادرة الحزام والطريق، فإن التعاون بين البلدين سيحقق نتائج مثمرة أكثر.
وأضاف "لقد قامت الشركات الصينية بعمل رائع، وإنني أتوقع أن إنجاز ميناء الحمدانية الضخم (112 كم شمال غرب العاصمة الجزائر) سيكون إحدى المحطات الرئيسية لمبادرة الحزام والطريق، وهو ثمرة العلاقات الثنائية القوية بين الصين والجزائر".
وكان المجمع العمومي الوطني لمصالح الموانئ الجزائرية وقع في يناير 2016 مع شركة ((CSCEC)) والشركة الصينية لهندسة الموانئ بالعاصمة الجزائر على مذكرة تفاهم لإنجاز مشروع الميناء التجاري الجديد بتكلفة تقدر بـ3.3 مليار دولار.
وحسب الحكومة الجزائرية فإن الميناء سيسمح بربط الجزائر مع جنوب وشرق آسيا وكذلك الأمريكيتين وإفريقيا، وذلك بفضل ارتفاع حجم حركة النقل البحري المنتظر مع دخول ملاك سفن جدد ذوي مستوى عالمي.
وسيوجه الميناء المستقبلي أيضا إلى التجارة الوطنية عن طريق البحر، كما سيكون "محورا" للمبادلات على المستوى الإقليمي، حيث سيحوي 23 رصيفا تسمح بمعالجة 6.5 مليون حاوية و25.7 مليون طن من البضائع سنويا.
وفي يوليو 2019 أصدرت الجزائر مرسوما رئاسيا يصادق على مذكرة تفاهم موقعة مع الصين بتاريخ 4 سبتمبر 2018 في بكين حول التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.