الصورة: في 10 سبتمبر 2021، قام فني بتركيب أجهزة التلفزيون الرقمي في قرية بوهيلونقا في وسط أوغندا، والتي تم توفيرها من الصين. ويهدف المشروع إلى ربط 10000 قرية في إفريقيا بإشارات التليفزيون الرقمي عبر الأقمار الصناعية. |
لا ينفصل تحديث القارة الأفريقية عن دعم التكنولوجيا الفائقة. ففي السنوات الأخيرة، وبتوجيه من منتدى التعاون الصيني الأفريقي ومبادرة "الحزام والطريق"، أصبح التعاون في مجال الفضاء اتجاهًا مهمًا ومجالًا بارزًا لتعزيز التعاون الصيني الأفريقي. وقام الجانبان بالتعاون في أشكال مختلفة مثل استيراد وتصدير الأقمار الصناعية، والبناء المشترك للبنية التحتية للفضاء، وتقاسم موارد الأقمار الصناعية، والبحث المشترك وتطوير الأقمار الصناعية، وحققت نتائج مثمرة.
تلعب تكنولوجيا الفضاء الحديثة دورًا متزايد الأهمية في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان الأفريقية، التي تعود بالفائدة على إنتاج وحياة الشعوب الأفريقية، تتجلى بشكل رئيسي في الجوانب التالية: ـ
تحسين رفاهية الشعوب الأفريقية: يمكن لتكنولوجيا الفضاء والأقمار الصناعية أن تحسن بشكل كبير من قدرات تطوير التحديث في بلد ما في مجالات مثل مراقبة المناخ، والزراعة، والوقاية من الكوارث والتخفيف من حدتها، والاتصالات. وهي وسيلة فعالة لمساعدة إفريقيا على مواجهة التحديات مثل تغير المناخ، نقص الغذاء، وبيئة هشة.
رفع مستوى العلم والتكنولوجيا في إفريقيا: شاركت الصين دون أنانية في خبرات التنمية والتكنولوجيا الفائقة مع الدول الأفريقية منذ فترة طويلة، وهي ملتزمة بتعزيز التنمية الشاملة في إفريقيا. وفي مجال الفضاء، ساعدت الصين الدول الأفريقية في إطلاق وبناء أقمار صناعية عدة مرات. كما توسع التعاون الفضائي بين الصين وأفريقيا في مجال الأقمار الصناعية وإنتاجها في السنوات الأخيرة، مما عزز بشكل فعال قدرات التنمية المستقلة للبلدان الأفريقية في صناعة الفضاء. وتنص " رؤية التعاون الصيني الأفريقي في عام 2035" على أن الصين وأفريقيا ستعملان على تعميق التعاون الابتكاري في مجموعة واسعة من المجالات العلمية والتكنولوجية، وتعززان بشكل مشترك البحوث التعاونية رفيعة المستوى، ونقل التكنولوجيا والتحول، والتعاون في الابتكار وريادة الأعمال، وساعد في تحسين قدرات الابتكار العلمي والتكنولوجي لأفريقيا والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، مبيناً أن الصين وأفريقيا ستوسعان التعاون في مختلف المجالات مثل الإنترنت عبر الأقمار الصناعية والفضاء وتطبيقات الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية.
تنمية المواهب الأفريقية المحلية: تعد المواهب والبنية التحتية من معوقات طويلة الأجل التي تقيد تنمية إفريقيا. وتعلق الصين أهمية كبيرة على توفير تدريب عالي الجودة للباحثين الأفارقة في تصميم الأقمار الصناعية وتصنيعها وإطلاقها والتحكم فيها، وما إلى ذلك في إطار منتدى التعاون الصيني الأفريقي، وقد دربت عددًا من المواهب الفضائية الأفريقية المحلية على توفير تكنولوجيا الفضاء الأفريقية لتحقيق التنمية المستقلة، والدعم الفكري. ومنذ عام 2014، مولت الصين بنجاح مشاريع طلاب الدراسات العليا من الجزائر ومصر وإثيوبيا وتوغو والكاميرون وموزمبيق ونيجيريا والسودان وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، نفذت الصين أيضًا أنشطة التعاون والابتكار العلمي والتكنولوجي مع الجامعات الأفريقية ومؤسسات البحث العلمي في مجال الفضاء.
تعزيز زخم التنمية في أفريقيا: يساعد التعاون بين الصين وأفريقيا في مجال الفضاء على تسريع تحول الاقتصادات الأفريقية، وتوفير المزيد من الفرص لبناء البنية التحتية الجديدة، وتطوير الصناعة الرقمية. كما سيساعد أفريقيا على سد "الفجوة الرقمية"، وجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي، والشروع في مسار جديد للمعلوماتية والتصنيع. وقد قامت الصين وبعض الدول الأفريقية في السنوات الأخيرة، بتعاون قوي في مجال تكنولوجيا معلومات الطيران وغيرها من المجالات، مما قدم مساعدة كبيرة لهذه البلدان للاستفادة من نقاط نمو اقتصادي جديدة وتنمية زخم جديد للتنمية. كما أن التأثيرات تتوسع إلى بلدان أفريقية أخرى.