سمرقند، أوزبكستان 15 سبتمبر 2022 (شينخوا) أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف هنا اليوم (الخميس).
وقال رئيسا الدولتين إنه مع الأخذ في الاعتبار التنمية طويلة الأجل للعلاقات الصينية-الأوزبكية والرفاهية المستقبلية لشعبيهما، فإن البلدين سيوسعان التعاون متبادل المنفعة وسيعززان صداقتهما وشراكتهما وسينفذان رؤية مجتمع مصير مشترك على المستوى الثنائي.
عُقد الاجتماع في مركز المؤتمرات الدولي المشيد حديثا، الذي يتميز ببراعة التصميم والفخامة، في يوم خريفي منعش حيث كانت الشمس مشرقة في سمرقند.
في الساعة 9:45 صباحا بالتوقيت المحلي، وصل شي في موكب سيارات إلى المركز حيث استقبله ميرضيائيف بحرارة لدى خروجه من السيارة. وبرفقة ميرضيائيف، سار شي إلى الساحة خارج المدخل الشمالي عبر القاعة المركزية التي تمتزج فيها التصاميم الزخرفية الأوزبكية التقليدية والتصاميم الحديثة.
وأقام ميرضيائيف مراسم ترحيب فخمة للرئيس شي. اعتلى الرئيسان المنصة بينما عزفت الفرقة العسكرية النشيدين الوطنيين للصين وأوزبكستان. وتفقد شي حرس الشرف برفقة ميرضيائيف. وقدم كل منهما للآخر المسؤولين المرافقين وشاهدا موكب حرس الشرف معا.
وعقب مراسم الترحيب، أجرى رئيسا البلدين محادثات رسمية.
وأشار شي إلى أنه على مدار الأعوام الثلاثين الماضية من العلاقات الدبلوماسية بين الصين وأوزبكستان، احترمت الدولتان دوما بعضهما البعض، وتمتعتا بحسن الجوار، وعملتا في شراكة من أجل تحقيق المنافع المتبادلة.
وقال شي إن البلدين حافظا على تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة، وتوسيع التعاون متبادل المنفعة، وعززا بشكل كامل صداقتهما الدائمة، وارتقيا بالعلاقات بين الصين وأوزبكستان إلى ذروة جديدة متمثلة في شراكة استراتيجية شاملة، ما خلق قوة دفع قوية لتنميتهما وازدهارهما المشتركين.
وقال إن الصين، باعتبارها صديقا جيدا وشريكا جيدا وشقيقا جيدا، تدعم أوزبكستان بشدة في اتباع مسار التنمية المتوافق مع ظروفها الوطنية، وتدعم جهودها لدعم استقلالها الوطني وسيادتها وأمنها واستقرارها الاجتماعي، وتعارض تدخل أي قوى في شؤونها الداخلية.
وأضاف أن الصين على أهبة الاستعداد للعمل مع أوزبكستان على تنفيذ رؤية مجتمع مصير مشترك بين الصين وأوزبكستان، وتعميق التعاون الشامل من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة وبدء مستقبل أفضل معا.
وشدد شي على أنه يتعين على الصين وأوزبكستان دعم بعضهما البعض بقوة في القضايا المتعلقة بالسيادة الوطنية والاستقلال ووحدة وسلامة الأراضي والمصالح الجوهرية الأخرى، والتحرك بشكل أسرع لإقامة تضافر بين استراتيجيات التنمية وتعزيز التنمية المشتركة.
وقال شي إن الجانبين بحاجة إلى تسريع التعاون الثنائي وجعله أكثر إثمارا، مضيفا أنه من المهم زيادة التعاون في التجارة والاستثمار، وتكثيف التعاون في الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء.
وأضاف أن الصين ترحب بمشاركة أوزبكستان النشطة في معرض الصين الدولي للواردات، لتحظى بالمزيد من فرص التنمية التي توفرها السوق الصينية الضخمة.
وقال إن الصين مستعدة للعمل مع أوزبكستان لتحسين ممرات النقل الأوروآسيوية العابرة للقارات، والبدء المبكر في بناء مشروع السكك الحديدية بين الصين وقرغيزستان وأوزبكستان.
وأوضح شي أن الجانبين بحاجة إلى زيادة التعاون في مجال الطاقة، وضمان التشغيل الآمن لخط أنابيب الغاز الطبيعي بين الصين وآسيا الوسطى، وتوسيع نطاق التعاون ليشمل الطاقة الجديدة، بهدف تعزيز نمط جديد للتعاون الشامل في مجال الطاقة.
وقال إن الجانبين بحاجة إلى تعزيز التبادلات الشعبية والتعاون في مجالات تشمل التعليم والثقافة والسياحة والتبادلات المحلية وحماية البيئة والآثار، مضيفا أن الصين تدعم مبادرة "عام الثقافة والفن بين شعوب دول آسيا الوسطى والصين" التي تبنتها أوزبكستان، وستشارك بنشاط فيها.
وأشار شي إلى أن الجانبين بحاجة أيضا إلى العمل معا لتسريع تبادل إنشاء مراكز ثقافية في كل منهما وبناء ورشة عمل لوبان، ونشر وتجسيد حقائق الصداقة بين الصين وأوزبكستان في العصر الجديد، من أجل وضع أساس جماهيري ومجتمعي راسخ للنمو المستدام والسليم للعلاقات بين الصين وأوزبكستان.
وقال شي إن الشباب من أوزبكستان مرحب بهم لدراسة اللغة الصينية في الصين، مضيفا أن الجانب الصيني سيواصل تنفيذ التعاون في مجالات الرعاية الصحية واللقاحات والصيدلة مع أوزبكستان، ودعم بناء مراكز إنتاج اللقاحات في أوزبكستان.
وأوضح أن الجانبين بحاجة إلى تعزيز التعاون في التخفيف من حدة الفقر، وإلهام ودعم بعضهما البعض في تعزيز النمو وتحسين سبل المعيشة.
وفي إشارته إلى أن الصين ودول آسيا الوسطى لديهما مصير مشترك ومصلحة مشتركة عميقة في أمن واستقرار كل منهما، قال شي إن الصين مستعدة للعمل بشكل أوثق مع أوزبكستان لمعارضة التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية بحزم، وحماية الاستقرار الداخلي بقوة، والدفاع عن المصالح الأمنية للمنطقة بشدة.
وقال شي إن الصين تقدر مساهمات أوزبكستان المهمة في نجاح قمة سمرقند لمنظمة شانغهاي للتعاون، ومستعدة للعمل مع أوزبكستان لتعزيز التنمية المطردة والمستدامة للمنظمة.
كما قال شي إن الصين ستعمل مع أوزبكستان والدول الإقليمية الأخرى لتعزيز آلية اجتماع الصين ودول آسيا الوسطى، وفتح مجال أوسع للتعاون بين الصين ودول آسيا الوسطى.
وأضاف أن الصين ستعمل أيضا مع أوزبكستان من أجل التنفيذ الفعال لمبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، ودعم المصالح المشتركة للدول النامية، والمساهمة في بناء نظام حوكمة دولية أكثر عدلا وإنصافا.
من جانبه، أشار ميرضيائيف إلى أنه في ظل القيادة الحكيمة للرئيس شي، حققت الصين إنجازات ملحوظة في تنميتها، ويخطو الشعب الصيني الصديق خطوات ثابتة نحو تحقيق الحلم الصيني.
وتمنى للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني النجاح الكامل.
وفي إشارته إلى أن هذا العام يصادف الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية والذكرى العاشرة لتدشين الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، أوضح ميرضيائيف أن زيارة الدولة التاريخية التي يقوم بها شي إلى أوزبكستان ستعزز بالتأكيد الصداقة التقليدية بين البلدين، وسترسم مسار التعاون المستقبلي، وسترتقي بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين أوزبكستان والصين إلى مستوى جديد يتميز بحيوية جديدة وآفاق جديدة.
وقال إن الصين صديق موثوق وشريك استراتيجي شامل لأوزبكستان، وإن العلاقات بين أوزبكستان والصين تجسد تماما مبدأ الاحترام المتبادل وحسن الجوار والمنفعة المتبادلة.
وأضاف ميرضيائيف أن أوزبكستان تقدر الدعم القيم الذي تقدمه الصين للتنمية الوطنية ومكافحة كوفيد-19 في البلاد.
وأشار إلى أن أوزبكستان تلتزم بشكل حازم وقاطع بمبدأ صين واحدة، وتدعم بقوة موقف الصين بشأن الأمور المتعلقة بمصالحها الجوهرية، من بينها تلك المتعلقة بتايوان وشينجيانغ، وستظل دائما جارا جيدا وصديقا جيدا وشريكا جيدا يستحق ثقة الصين.
وأعرب عن رغبة أوزبكستان في التعلم من خبرة الصين في الحد من الفقر، ومواصلة المشاركة بنشاط في تعاون الحزام والطريق، وتعزيز مشروع السكك الحديدية بين الصين وقرغيزستان وأوزبكستان، وتعزيز التعاون مع الصين في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والغاز الطبيعي والطاقة الجديدة والبنية التحتية الزراعية والثقافة والعلاقات المحلية والتبادلات الشعبية.
وقال ميرضيائيف إن أوزبكستان تدعم تماما مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي اللتين اقترحتهما الصين، وتقدر دعم الصين القوي لرئاسة أوزبكستان لمنظمة شانغهاي للتعاون.
كما أعرب عن استعداد بلاده للعمل بشكل أوثق مع الصين في إطار آليات منظمة شانغهاي للتعاون، واجتماع الصين ودول آسيا الوسطى (سي + سي5)، وبريكس بلس، لدعم روح شانغهاي وحماية الأمن والاستقرار الإقليميين بشكل مشترك.
وعقب المحادثات الرسمية، وقع رئيسا البلدين وأصدرا "البيان المشترك بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية أوزبكستان". وقد وقعت الإدارات ذات الصلة في الحكومتين وثائق تعاون متعددة تغطي مجالات الزراعة والاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء والثقافة والتعاون على المستوى المحلي، والإعلام.
وخلال الزيارة، وقع المسؤولون الصينيون والقرغيزيون والأوزبكيون مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن التعاون في القطاع القرغيزي من مشروع السكك الحديدية بين الصين وقرغيزستان وأوزبكستان.
وبعد المحادثات الرسمية، أقام ميرضيائيف مأدبة على شرف شي، تبادلا خلالها بعمق وجهات النظر حول المسائل محل الاهتمام المشترك.
بعد المأدبة، دعا ميرضيائيف الرئيس شي إلى مشاركته في زراعة شجرة بلوط في الساحة خارج المدخل الشمالي لمركز المؤتمرات الدولي. وقام رئيسا الدولتين معا بغرس شتلة البلوط وريها. يرمز البلوط إلى العمر المديد، وهذه الشجرة التي غرسها الرئيسان تعني أن الصداقة بين الصين وأوزبكستان سوف تزدهر وتدوم.
وأشار شي إلى أنه على الرغم من أن هذه الزيارة قد لا تكون طويلة، فقد أجرى مناقشات مثمرة مع ميرضيائيف وحقق نتائج مثمرة.
وقال شي إن العالم يواجه العديد من المخاطر والتحديات الجديدة التي تتطلب الاستجابة الجماعية لها، معربا عن عزمه على البقاء على اتصال مع ميرضيائيف لتعزيز النمو السليم للعلاقات بين الصين وأوزبكستان.
وقال ميرضيائيف، الذي وصف الرئيس شي بأنه شقيقه الأكبر المحترم، إنه يستفيد دائما من اجتماعاتهما. وأشار إلى أن النتائج المثمرة لهذه الزيارة التاريخية ستوضح الطريق للعلاقات بين أوزبكستان والصين، وأعرب عن أمله في الحفاظ على التبادلات الوثيقة مع شي.
حضر كل من دينغ شيويه شيانغ ويانغ جيه تشي ووانغ يي وخه لي فنغ الأحداث ذات الصلة.