مع مرور تسعة أعوام على إطلاق مبادرتها ... الصين تنشئ روابط اقتصادية أوثق مع الدول الواقعة على طول الحزام والطريق

شيآن 18 أغسطس 2022 (شينخوا) وفر المعرض الدولي السادس لطريق الحرير الذي انطلق يوم الأحد الماضي في مدينة شيآن، حاضرة مقاطعة شنشي بشمال غربي الصين، وفر نافذة لرجال الأعمال الأجانب للنظر إلى سوق الصين الواسع.

ومع وضع تعزيز التعاون بين الصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق في صدارة جدول أعماله، جذب المعرض مشاركين من ما يزيد عن 70 دولة ومنطقة، فيما تشارك تايلاند وسنغافورة وأوزبكستان كضيوف شرف.

وفي جناح جمهورية كوريا، عرضت 34 شركة كورية أكثر من 100 منتج لها، بما في ذلك منتجات التجميل الرائجة في الصين.

وفي هذا الصدد قال سونغ هايليي، مندوب لوكالة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الناشئة الكورية مقرها في شيآن، إنه مع تعميق مبادرة الحزام والطريق، تولي وكالته اهتماما أكثر للتنمية الاقتصادية في شمال غربي الصين بدلا من المناطق الساحلية. وتستعد العديد من المؤسسات الكورية لإقامة أعمال لها في مناطق شمال غربي الصين مثل شنشي.

وأضاف أن المشاركين في هذه الدورة للمعرض هم من مؤسسات السلع الاستهلاكية، غير أن هناك كثيرا من المؤسسات التقنية تتطلع للمشاركة في الدورة القادمة.

-- سوق أوسع، فرص أكثر

تهدف مبادرة الحزام والطريق، التي طرحتها الصين في عام 2013، إلى بناء شبكات للتجارة ومنشآت للبنية الأساسية تربط آسيا مع أوروبا وما عداها عبر الطرق التجارية لطريق الحرير القديم، سعيا وراء التنمية والازدهار المشتركين.

وقد شهدت السنوات التسع الماضية تقدما حقيقيا في التجارة والاستثمار في إطار هذه المبادرة.

وفي الفترة ما بين 2013 و2021، ازداد حجم تجارة السلع بين الصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق إلى قرابة 11 تريليون دولار أمريكي، بينما تجاوز حجم الاستثمار المتبادل 230 مليار دولار أمريكي، وفقا لما ذكرت وزارة التجارة الصينية.

وبنهاية عام 2021، أنشأت الصين 79 منطقة خاصة للتعاون الاقتصادي والتجاري في 24 دولة واقعة على طول الحزام والطريق، وقامت باستثمار 43 مليار دولار أمريكي، الأمر الذي خلق 346 ألف فرصة عمل في تلك المناطق.

وكشفت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، أرفع هيئة للتخطيط الاقتصادي بالصين، أنه حتى نهاية يوليو العام الجاري 2022، وقعت الصين أكثر من 200 اتفاقية تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق مع 149 دولة و32 منظمة دولية.

وتلعب دول آسيا الوسطى مثل أوزبكستان دورا نشيطا في إطار المبادرة، وتستفيد من الإمكانات السوقية الضخمة للصين.

وأظهرت البيانات أن حجم التجارة الثنائية بين الصين وأوزبكستان وصل إلى 8.05 مليار دولار أمريكي في عام 2021، بزيادة 21.6 بالمائة قياسا إلى عام 2020.

وفي هذا السياق ذكر سليمانوف جامشيد، مندوب من غرفة التجارة والصناعة الأوزبكية في الصين، أن الصين بصفتها أكبر دولة من حيث تعداد السكان في العالم، تمثل سوقا كبيرا يملك فرصا لا مثيل لها، مشيرا إلى أن غرفة التجارة ساعدت العديد من الشركات الأوزبكية على إيجاد السوق المستهدف وإنشاء مكاتب لها في أجزاء مختلفة من الصين.

هذا وأسس ما يزيد عن 20 مؤسسة أوزبكية مكاتب تمثيلية لها في مدن صينية، بما فيها تشينغداو وشيآن وأورومتشي، الأمر الذي يشير إلى آفاق واعدة للروابط الاقتصادية بين البلدين.

-- نقاط بارزة جديدة

أصدرت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح وثلاث إدارات معنية أخرى مبدأ توجيهيا في مارس الماضي، قائلة إن الصين ستدفع التنمية الخضراء للحزام والطريق وتعزز التعاون الدولي في هذا المجال.

وتم عرض منتجات خضراء وذكية متنوعة في الدورة الجارية للمعرض الدولي لطريق الحرير، حيث تدرجت تلك المنتجات من مرافق شحن المركبات الكهربائية إلى روبوتات الدوريات. ومن بينها، لفتت أثنان من المحركات الكهربائية النقية المجمعة أنظار المشاركين.

وقال شيه يوان شين، مسؤول من شركة مجموعة شنشي فاست المحدودة لمحركات السيارات، وهي صانع لأنظمة نقل الحركة ومجموعة القيادة بالسيارات، إن المحركات المجمعة المطورة حديثا يمكن تركيبها على شاحنات التعدين ذات الجسم العريض والجرارات الثقيلة وغيرها، والتي تقدم نفس الطاقة التي يقدمها الديزل، دون إحداث ضجيج أو التسبب بانبعاث غازات الاحتباس الحراري.

ومنذ تصدير الدفعة الأولى المكونة من 300 شاحنة خفيفة مزودة بمثل هذه المحركات المجمعة إلى كولومبيا في عام 2019، تمكنت الشركة المذكورة من توسيع سوق المنتجات الخضراء الخارجي إلى تايلاند وجنوب أفريقيا والمكسيك.

وبينما تسعي الصين وراء التنمية الخضراء، يرى المزيد من المستثمرين الأجانب فرصا للأعمال في الصين.

هذا وتهدف "تيرا إنرجيس"، وهي شركة ذات تمويل فرنسي تأسست في بلدية شانغهاي في عام 2020، إلى تقديم حلول للطاقة النظيفة وحلول لخفض انبعاثات الكربون إلى شركائها الصينيين في الصناعات التقليدية.

وقال فو مين شي من "تيرا إنرجيس"، إن شركته وجدت فرص أعمال في إطار أهداف الصين لتقليل انبعاث الكربون، ونفذت أكثر من 10 مشاريع مع شركات صينية، مضيفا أن المعرض الدولي لطريق الحرير يعد فرصة للشركة أيضا لاستكشاف السوق في شمال غربي البلاد.