صورة جماعية سحابية لقادة الدول المشاركة في حوار رفيع المستوى حول التنمية العالمية المنعقد بالفيديو مساء يوم 24 يونيو الجاري. صورة / وكالة أنباء شينخوا |
ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة مهمة خلال ترأسه منتدى الحوار العالي المستوى للتنمية العالمية مساء يوم 24 يونيو في بكين، ناقش فيها خطط التنمية العالمية مع قادة دول البريكس وقادة الأسواق الناشئة والبلدان النامية ذات الصلة. ودعا الرئيس شي جين بينغ إلى إنشاء نمط إنمائي مشترك يتميز بالتوازن والمنفعة العامة والتنسيق والشمولية والتعاون المربح للجميع والازدهار المشترك. كما أعلن عن تدابير مهمة للصين لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية، ورسم مسار تنشيط قضية التنمية العالمية، وجمع الثقة والقوة لتحقيق الازدهار المشترك.
"أشعر بعمق أن التنمية المستمرة هي وحدها القادرة على تحقيق حلم الشعب بحياة صحية ومجتمع سلمي". شرح الرئيس شي جين بينغ أهمية التنمية للمجتمع البشري بناءً على تجربته الشخصية، موضحًا بشكل كامل مشاعره للشعب ومسؤوليته التاريخية بصفته قائد للدولة الكبيرة. في السنوات الأخيرة، لعبت سلسلة من المفاهيم والبرامج المهمة التي اقترحتها الصين دورًا رائدًا بشكل متزايد في قضية التنمية العالمية. ففي عام 2015، حضر الرئيس شي جين بينغ قمة الأمم المتحدة للتنمية، وشدد على أنه "يجب استيعاب مفتاح التنمية بحزم"، وشق بشكل مشترك طريق التنمية العادل والمفتوح والشامل والمبتكر، كما أعلن عن إنشاء "صندوق المساعدة للتعاون بين بلدان الجنوب"، وسلسلة من الإجراءات الهامة لتعزيز التنمية العالمية. وفي عام 2021، استجابة لاتساع فجوة التنمية بين الشمال والجنوب، والافتقار إلى الزخم للتعاون الإنمائي الدولي، والتهميش المتزايد لقضايا التنمية في جدول الأعمال الدولي، اقترح الرئيس شي جين بينغ مبادرة التنمية العالمية في الجمعية العامة للأمم المتحدة لدفع المجتمع الدولي لإعادة التركيز على قضايا التنمية، وتوفير المنافع العامة الهامة من أجل حل مشاكل التنمية.
يمثل الحوار رفيع المستوى بشأن التنمية العالمية الذي عقد في الصين هذه المرة بداية تنفيذ مبادرة التنمية العالمية. وقد أشار الرئيس شي جين بينغ في اجتماع الحوار إلى أنه ينبغي على جميع الأطراف أن تعمل بشكل مشترك على بناء توافقًا دوليًا بشأن تعزيز التنمية، وخلق بيئة دولية مواتية للتنمية، وتنمية قوة دفع جديدة للتنمية العالمية، وبناء شراكة إنمائية عالمية. وتتناول هذه المقترحات التحديات البارزة التي تواجه قضية التنمية العالمية الحالية، وتشير إلى اتجاه ومسار البداية الجديدة للتعاون الإنمائي الدولي. ومن جانبهم، أعرب قادة مختلف البلدان الذين حضروا المنتدى عن تقديرهم الشديد لعرض الرئيس شي جين بينغ المتعمق حول التعاون الإنمائي العالمي، معربين عن اعتقادهم أن مبادرة الصين تتماشى مع اهتمامات واحتياجات عدد كبير من البلدان النامية، وتؤدي إلى بناء توافق دولي، وتعبئة موارد التنمية، وتسريع تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
يمر المجتمع البشري بمنعطف حرج من تحديد اتجاه التنمية، وتواجه قضية التنمية العالمية العديد من المخاطر والتحديات الجديدة. حيث تقوم بعض الدول بتسييس قضايا التنمية وتهميشها، وتفرض حواجز وعقوبات شديدة، وتخلق انقسامات ومواجهات بشكل مصطنع. ولقد أثرت مثل هذه الممارسات على النظام الاقتصادي العالمي، وإذا سمح لها بالتطور فلن تتسبب إلا في خسارة واحدة، وقد تقضي على نتائج عقود من الجهود في التعاون الاقتصادي الدولي، وستدفع شعوب جميع البلدان ثمن باهظ لذلك. وفي مواجهة الوضع القاسي والمعقد، تحتاج الأسواق الناشئة والبلدان النامية إلى تعزيز التضامن والتعاون، ووضع التنمية في قلب جدول الأعمال الدولي، وبناء اقتصاد عالمي مفتوح، وبناء نظام حوكمة عالمي وبيئة مؤسسية أكثر عدلاً ومعقولة، وضمان عدم ترك أي بلد تتخلف عن الركب.
طالما كانت الصين مساهما في التنمية العالمية، وتصر على تعزيز التعاون الإنمائي العالمي بإجراءات عملية. وقد أعلن الرئيس شي جين بينغ في منتدى الحوار العالي المستوى للتنمية العالمية، عن تدابير مهمة للصين لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية، بما في ذلك دمج وترقية صندوق مساعدة التعاون بين بلدان الجنوب إلى "صندوق التنمية العالمية والتعاون فيما بين بلدان الجنوب"، وزيادة الاستثمار في صندوق السلام والتنمية بين الصين والأمم المتحدة، وإنشاء مركز عالمي لتعزيز التنمية، وإصدار "تقرير التنمية العالمية"، وإنشاء شبكة معرفة عالمية للتنمية، إلخ. كما أصدر الحوار قائمة بنتائج 32 مبادرة، تغطي ثمانية مجالات بما في ذلك الحد من الفقر، والأمن الغذائي، ومكافحة الأوبئة واللقاحات، وتمويل التنمية، وتغير المناخ والتنمية الخضراء، والتصنيع، والاقتصاد الرقمي، والتواصل في العصر الرقمي، بما في ذلك إنشاء الشراكة العالمية للحد من الفقر والتنمية، وإطلاق "العمل الخاص لتعزيز إنتاج الغذاء"، وإنشاء تحالف دولي لابتكار اللقاحات والتعاون في مجال البحث والتطوير. وتتطلع الصين إلى العمل مع جميع الأطراف لتنفيذ نتائج الحوار، وفتح مكتبة المشروع لجميع الأطراف للمشاركة فيها، وضخ زخم قوي لتسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.