بكين 10 مايو 2022 (شينخوا) أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الثلاثاء) محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأشار شي إلى اتصاله الوثيق بماكرون على مدى السنوات الخمس الماضية، ما ساعد في توجيه البلدين في الحفاظ على الزخم الإيجابي للعلاقات الثنائية، وإجراء تعاون مثمر، والوفاء بمسؤوليات الدول الكبرى بشأن تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي وغيرهما من القضايا.
وأضاف أنه في عالم يموج بتغيرات غير مسبوقة منذ قرن من الزمان، يتعين على الصين وفرنسا - باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ودولتين كبيرتين مستقلتين - التمسك "بالاستقلال والتفاهم المتبادل والرؤية الاستراتيجية والتعاون المربح للجانبين"، وهو التزام تعهد به الجانبان عند إقامة العلاقات الدبلوماسية، والالتزام بشراكتهما الاستراتيجية الشاملة الوثيقة والدائمة، واحترام المصالح الأساسية والشواغل الكبرى لكل منهما، وتعزيز التنسيق والتعاون في السياق الثنائي والسياق الصيني-الأوروبي والسياق العالمي.
وأضاف شي أن الصين ستحافظ على تبادلات وثيقة مع فرنسا على جميع المستويات لتعزيز النمو الصحي للعلاقات الصينية-الفرنسية والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين.
وشدد على الحاجة إلى تحديد أولويات التعاون في السنوات الخمس المقبلة، من خلال آليات الحوار الثنائي. ودعا الجانبين إلى تكثيف التعاون في المجالات الصاعدة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة، مع دفع التعاون في المجالات التقليدية مثل الطاقة النووية المدنية والفضاء الجوي.
وأوضح الرئيس الصيني أن الصين مستعدة لاستيراد المزيد من المنتجات عالية الجودة من فرنسا، وترحب بشركات التمويل والتكنولوجيا الفائقة الفرنسية في الصين من أجل إقامة تعاون تجاري، وتأمل أن يوفر الجانب الفرنسي بيئة أعمال عادلة ومنصفة وغير تمييزية للشركات الصينية التي تجري الاستثمار والتعاون في فرنسا.
وقال إنه من المهم أن تستفيد الصين وفرنسا بشكل جيد من المناسبات الكبيرة مثل الذكرى السنوية الـ 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا وأولمبياد باريس، حيث تحل الذكرى في عام 2024 وتقام الأولمبياد في العام نفسه، كفرص مهمة لزيادة التبادلات الشعبية والثقافية وتعزيز التفاهم المتبادل.
وأضاف أنه يتعين على الجانبين اتباع التعددية الحقيقية، وحماية المنظومة الدولية وفي القلب منها الأمم المتحدة والنظام الدولي القائم على القانون الدولي، ودعم التعددية القطبية والعولمة الاقتصادية، وتعميق التعاون بشأن تغير المناخ والتنوع البيولوجي.
وشدد شي على أن الجانبين بحاجة إلى زيادة التواصل والتنسيق في مجموعة العشرين وبشأن أمن الغذاء والطاقة العالمي، وتوسيع نطاق التعاون الثلاثي في إفريقيا ومناطق أخرى، واستكشاف التعاون بشأن مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي.
وأشار شي إلى أن النمو المطرد والسليم للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي يخدم مصالح الشعوب في الصين وأوروبا وجميع الدول الأخرى، مضيفا أن الصين تقدّر التزام فرنسا بالاستقلال الاستراتيجي، وتأمل في أن تشجع فرنسا الاتحاد الأوروبي على الحفاظ على تصور صحيح عن الصين والعمل معها في الاتجاه نفسه من خلال إدارة الخلافات بشكل صحيح واتخاذ المصالح المتقاربة أساسا لإقامة تعاون أوثق في الاقتصاد والتجارة، والتنمية الخضراء والرقمية، والتبادلات الشعبية.
كما أعرب عن أمله في أن تلعب فرنسا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، دورًا إيجابيًا في تعزيز التنمية السليمة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
من جانبه، أشاد ماكرون بالروح المنفتحة التي طور بها الجانبان علاقاتهما منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية.
وقال إنه على مدى السنوات الخمس الماضية، قام الجانبان بتعاون مثمر في جميع المجالات.
وذكر أنه خلال السنوات الخمس المقبلة، تعتزم فرنسا العمل مع الصين على تعميق التعاون في مجالات تشمل الزراعة والطيران والطاقة النووية المدنية والثقافة، وتعزيز التعاون في مجالي تغير المناخ والتنوع البيولوجي، بهدف تحقيق إنجازات أعظم في العلاقات الفرنسية-الصينية.
وأضاف أن فرنسا ترغب في لعب دور إيجابي في تنمية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين.
كما تبادل الزعيمان وجهات النظر حول الوضع في أوكرانيا، واتفقا على أن الأطراف المعنية يجب أن تدعم روسيا وأوكرانيا في استعادة السلام من خلال المفاوضات.
وأكد شي أن الصين تعمل بطريقتها الخاصة على تعزيز محادثات السلام، وأن بلاده تدعم الدول الأوروبية في الحفاظ على أمن أوروبا بأيديها.
وحث على توخي الحذر من المواجهة بين الكتل التي تشكل تهديدًا أكبر وأكثر استمرارًا للأمن والاستقرار العالميين.
وأشار ماكرون إلى التفاهمات المشتركة العديدة بين فرنسا والصين بشأن قضية أوكرانيا، مضيفا أن فرنسا مستعدة لإجراء تنسيق وتعاون أوثق مع الصين على المستويين الثنائي والتعددي.
وقال إن فرنسا والاتحاد الأوروبي ملتزمان بالاستقلال الاستراتيجي ولن يؤيدا المواجهة بين الكتل أو يشاركا فيها.