بكين 9 مايو 2022 (شينخوا) عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ اجتماعا افتراضيا مع المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم (الاثنين)، قائلا إنه من المهم بشكل خاص للبلدين الاستفادة بشكل أفضل من الدور البناء والتوجيهي للعلاقات الثنائية والذي يساعد أيضا في تحقيق الاستقرار.
وأشار شي إلى التغيرات المعقدة المستمرة في المشهد الدولي والزيادة الملحوظة في الصعوبات والتحديات التي يواجهها الأمن والتنمية العالميان، وألقى الضوء على الحاجة الملحة إلى تحقيق المزيد من الاستقرار واليقين في عصر عدم الاستقرار والتحول.
وقال شي إن الصين وألمانيا دولتان كبيرتان تتمتعان بنفوذ مهم. وفي ظل الظروف الحالية، من المهم بشكل خاص أن يحافظ البلدان على نمو سليم ومطرد للعلاقات الثنائية وأن يحققا استفادة أفضل من الدور البناء والتوجيهي الذي تلعبه العلاقات الثنائية والذي يساعد أيضا في تحقيق الاستقرار، مضيفا أن هذا لن يخدم مصالح الشعبين الصيني والألماني فحسب، بل سيسهم أيضا بشكل كبير في تحقيق السلام والهدوء في العالم.
وأكد شي أن العلاقات الصينية-الألمانية شهدت تنمية عالية الجودة خلال الخمسة عقود الماضية، وخلال هذه الفترة تطور الجانبان معا وأسهما في نجاح بعضهما البعض من خلال تعميق التعاون العملي. ويرجع ذلك في الأساس إلى الالتزام بالاحترام المتبادل والتعاون المربح للجميع، وهو تجربة قيمة ومبدأ مهم يجب التمسك به طوال الوقت.
وقال شي إنه لا يوجد تغيير في التزام الصين بتطوير العلاقات مع ألمانيا، ولا يوجد تغيير في تطلع الصين بإخلاص إلى تعاون أوثق مع ألمانيا، ولا يوجد تغيير في قناعة الصين بأن الصين وألمانيا تستطيعان إحداث تغيرات عظيمة معا. من الضروري أن يلتزم الجانبان بالحوار والتعاون، وأن يستخدما آليات الحوار والتعاون الثنائية بشكل جيد، وأن يعقدا حوارات في مجالات، من بينها تغير المناخ وسياسات الاقتصاد الكلي، والاستقرار المالي، وأمن الطاقة، والأمن الغذائي، واستقرار سلاسل الصناعة والإمداد، من أجل إثراء العلاقات الثنائية بشكل أفضل.
وأضاف أنه يتعين على الجانبين الاستفادة من إمكانات التعاون متبادل المنفعة، واستكشاف آفاق التعاون في التكنولوجيات الجديدة على نحو فعال، من بينها حماية البيئة، والتجارة في الخدمات، والذكاء الاصطناعي، والرقمنة، مضيفا أن الصين تسرع جهودها لتدعيم نمط تنمية جديد، ما يعني فرص سوق أوسع نطاقا لألمانيا وجميع الدول الأخرى.
وذكر شي أنه يتعين على الجانبين الدفاع عن التعددية الحقيقية، ودعم النزاهة والعدالة الدوليتين، والدفاع عن الدور المركزي للأمم المتحدة في الشؤون الدولية، وحماية الأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية، وتعزيز اقتصاد عالمي مفتوح، وجعل التنمية العالمية أكثر توازنا وتنسيقا وشمولا.
وأعرب شي عن أمله في دعم ألمانيا النشط لمبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومشاركتها فيهما، بهدف بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وشدد على أن الصين والاتحاد الأوروبي شريكان استراتيجيان شاملان وفرصة لبعضهما البعض، وأن الجانبين لديهما مصالح مشتركة أكبر بكثير من الخلافات. كما تدعم الصين الاستقلال الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي. العلاقات بين الصين وأوروبا ليست موجهة نحو طرف ثالث أو خاضعة لأي طرف ثالث أو تحت سيطرة أي طرف آخر. هذا إجماع استراتيجي يجب على الجانبين اتباعه على المدى الطويل. من المهم أن يعزز الجانبان، من خلال وجهة نظر جدلية وطويلة الأمد وعبر احترام متبادل وبإدراك صحيح، التواصل والثقة المتبادلة.
في مواجهة الأزمات الجيوسياسية، يحتاج الجانبان إلى تدعيم الحوار والتعاون وتعويض التغييرات المعقدة في المشهد الدولي باستقرار العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي. وفي مواجهة التحديات التي تواجه التعافي في مرحلة ما بعد فيروس كورونا، يحتاج الجانبان إلى السعي إلى مزيد من التضافر بين استراتيجيات التنمية الخاصة بهما، وزيادة تنسيق السياسات، وتعزيز استقرار ونمو الاقتصاد العالمي من خلال انفتاح التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي. وفي مواجهة التحديات العالمية، يحتاج الجانبان إلى التركيز على المجالات التي تؤثر على مستقبل البشرية مثل تغير المناخ والتنمية المستدامة، وتعزيز مزيد من تطوير الحوكمة العالمية من خلال حوارهما واسع النطاق. وأعرب شي عن أمله في أن تلعب ألمانيا دورا إيجابيا في التنمية المطردة والسليمة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وأشار شولتس إلى التطور الجيد للغاية للعلاقات الألمانية-الصينة في السنوات الأخيرة، ودعا الجانبين إلى المضي قدما في التقاليد الجيدة والحفاظ على الزخم السليم للعلاقات الثنائية. ستعمل ألمانيا مع الصين للاحتفال بالذكرى الـ50 للعلاقات الدبلوماسية، وستحافظ على الاتصالات والتبادلات الوثيقة على جميع المستويات، وستضمن نجاح الجولة التالية من المشاورات بين الحكومتين، وستجري حوارا حول الحفاظ على سلاسل توريد عالمية مستقرة وتنسيق سياسات الاقتصاد الكلي وغيرها من الموضوعات المهمة، وستكثف التعاون في مجموعة واسعة من المجالات منها التجارة والاستثمار وتغير المناخ والاستجابة لكوفيد-19 والرعاية الصحية والطبية والتعليم والثقافة.
وأوضح أن ألمانيا ترحب بالتزام الصين بتوسيع الانفتاح عالي المستوى، الأمر الذي سيوفر المزيد من الفرص لألمانيا. وأضاف أن بلاده مستعدة لتعزيز الاتصال والتنسيق مع الصين على الجبهة متعددة الأطراف ودعم التنمية السليمة للعلاقات الأوروبية-الصينية.
وتبادل الزعيمان الآراء بشكل معمق وصريح حول الوضع في أوكرانيا. وشدد شي على أن الصين تقف دائما إلى جانب السلام وتتوصل إلى استنتاجها بشكل مستقل بناء على الخصائص الموضوعية لكل مسألة، وأن الصين تعمل بطريقتها الخاصة لتعزيز السلام ونزع فتيل التوترات. لقد وضعت الأزمة الأوكرانية الأمن الأوروبي مرة أخرى على مفترق طرق. من المهم بذل كل جهد للحيلولة دون اشتداد الصراع أو تضخيمه إلى نقطة اللاعودة.
وقال شي إنه على الجانب الأوروبي إظهار المسؤولية التاريخية والحكمة السياسية، ومراعاة الاستقرار طويل الأجل لأوروبا وتعزيز الحل بطريقة مسؤولة. يجب أن يبقى أمن أوروبا في أيدي الأوروبيين أنفسهم.
تدعم الصين أوروبا في لعب دور إيجابي في تعزيز محادثات السلام وفي إقامة هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام في نهاية المطاف. كما ترحب بكل الجهود الدولية الهادفة إلى تعزيز السلام. تحتاج الأطراف المعنية إلى دعم روسيا وأوكرانيا في تحقيق السلام من خلال المفاوضات.