في 24 أبريل 2020، شاركت البعثة الصينية في جنوب السودان، في تمرين دفاعي مشترك مع شرطة الأمم المتحدة في منطقة جوبا. |
قام قائد قيادة المنطقة الغربي ببعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان مؤخرا، بتوسيم 15 ضابطا وجنديا من الدفعة الثانية عشرة من جنود حفظ السلام الصينيين في جنوب السودان بوسام قيادة المنطقة الغربية، تقديرا لإسهاماتهم البارزة في عملية السلام. ولفترة طويلة، أظهرت "الخوذات الزرقاء" الصينية مسؤولية دولة كبرى في حماية السلام في مناطق الصراع.
السلام هو التطلع المشترك والهدف النبيل للبشرية. وقد انطلقت عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة منذ عام 1948 لمساعدة البلدان المنكوبة بالصراعات على تهيئة الظروف لسلام دائم. ولأكثر من 70 عامًا، بذلت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جهودا مضنية في أكثر المناطق صعوبة وخطورة في العالم. وأصبحت "الخوذات الزرقاء" رمزًا للسلام والأمل في المناطق التي مزقتها الحروب. ومثلت "الخوذات الزرقاء" الصينية قوة رئيسية في هذه الجهود.
في أبريل 1990، أرسل الجيش الصيني خمسة مراقبين عسكريين إلى هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، وكان ذلك إعلان لبداية مشاركة الجيش الصيني في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام. وفي 16 أبريل 1992، أرسلت الصين أول بعثة من "الخوذات الزرقاء" إلى كمبوديا للمشاركة في عمليات حفظ السلام. وعلى مدى السنوات الثلاثين الماضية، تطورت البعثة الصينية، من المراقبين العسكريين الأوائل إلى وحدات مشكلة مثل وحدات المهندسين، والوحدات الطبية، ووحدات النقل، ووحدات المروحيات، ووحدات الحراسة، وكتائب المشاة، فضلاً عن المهنيين العسكريين لحفظ السلام مثل ضباط الأركان، المراقبون العسكريون والضباط المتعاقدون. وتم إرسال دفعات من ضباط وجنود حفظ السلام الصينيين الواحدة تلو الأخرى، مما عزز دور الخوذات الزرقاء الصينية في عملية السلام.
يمكن لمجموعة من البيانات أن تظهر دور الصين النشط في عمليات حفظ السلام. فمنذ عام 1992، شاركت الصين في 25 عملية لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة، وأرسلت ما يقرب من 50 ألف جندي إلى كمبوديا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، ليبيريا، السودان، لبنان، قبرص، جنوب السودان ومالي وأفريقيا الوسطى وأكثر من 20 دولة ومنطقة حول العالم. وباتت الصين ثاني أكبر مساهم في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وأكبر مساهم في القوات بين الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن.
هناك العديد من القصص الحية والمؤثرة التي تروي دور قوات حفظ السلام الصينية في جلب السلام والأمن والأمل لشعوب الدول التي مزقتها الحروب. في مالي على سبل المثال، قامت الصين منذ عام 2013، بإرسال 9 بعثات من قوات حفظ السلام، حيث تولت مسؤولياتها على أحسن وجه، وأكملت بنجاح الدوريات المسلحة وعمليات الحراسة. وفي لبنان، تم نشر قوات حفظ السلام الصينية لمدة 16 عامًا، وأكملت البعثات الصينية بنجاح عمليات إزالة الألغام والمتفجرات، إلى جانب القيام بصيانة المباني وتقديم المساعدة الطبية والإنسانية. وقد حققت البعثات الصينية ما يشبه المعجزة، بعدم تسجيل إصابات أثناء عمليات إزالة الألغام والتخلص من الذخائر المتفجرة. وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وعلى مدار 19 عامًا، عمل الفريق الطبي الصيني لحفظ السلام على مساعدة "قرية الأطفال الدولية" في بوكافو لفترة طويلة. وفي جنوب السودان، قام جنود حفظ السلام الصينيين بتعليم السكان المحليين التقنيات الزراعية، وتبرعوا بالأدوات الزراعية والخضروات، وتمت دعوتهم إلى المدارس المتوسطة المحلية لتقديم دورات في الثقافة واللغة الصينية.
قوات حفظ السلام الصينية هي أيضا جسرا للتواصل والصداقة. وكما قال جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام: "تستحق مساهمة الصين تنويهًا خاصًا مجال حفظ السلام".
السلام يحتاج إلى القتال من أجله، ويحتاج إلى الحفاظ عليه. ولطالما كانت الصين من بناة السلام العالمي، والمساهمين في التنمية العالمية، ومدافعًا عن النظام الدولي، وكان الجيش الصيني دائمًا قوة عادلة للحفاظ على السلام العالمي. وقد نجحت الخوذات الزرقاء الصينية في ضخ دفق قويا من الطاقة الإيجابية في السلام العالمي، وستواصل المسيرة بشجاعة والمضي قدمًا بدرجة عالية من الانضباط والمسؤولية للحفاظ على السلام العالمي.