شبعا، جنوب لبنان 22 أبريل 2022 (شينخوا) نشط عشرات المتطوعين والمتطوعات منذ بداية شهر رمضان المبارك في إعداد وتوزيع وجبات إفطارمجانية للمحتاجين من مسنين ومرضى وأرامل في القرى الواقعة عند الخط الحدودي الفاصل بين لبنان و إسرائيل بجنوب لبنان.
وكانت (مؤسسة الأمان الأهلية) غير الحكومية قد افتتحت في بلدة شبعا شرق جنوب لبنان مطبخا خيريا يوفر وجبات إفطار ساخنة لهذه الفئة المعوزة طيلة الشهر الفضيل، فيما تعيش البلاد وضعا اقتصاديا صعبا نتيجة الأزمات المتعددة التي تتخبط بها .
المطبخ الخيري أقيم في شقة مستأجرة بمحاذاة ساحة البلدة الرئيسية وجهز بالمعدات والأدوات الضرورية كالمواقد والأفران والثلاجات لحفظ اللحوم والفاكهة والخضار،إضافة لأوعية الطبخ ولوازم توضيب الأطعمة.
المتطوعة العشرينية وئام السعدي والتي بدت في حركة لافتة وسط المطبخ قالت لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المطبخ الخيري هو الأول من نوعه في منطقة الشريط الحدودي بجنوب لبنان، ويؤمن وجبات الأفطار للفئة الأكثر فقرا وحاجة.
وأضافت "حرصنا كل الحرص على حسن سير أداء المطبخ وانتاجه،من خلال دراسة مسبقة للإمكانيات المتوفرة وقدرتنا على تغطية أكبرعدد من هذه الفئة المحتاجة الموزعة على عدة قرى" .
وتابعت "كذلك عملنا على توزيع مهام المتطوعين بشكل منظم فكانت مجموعة لجمع التبرعات والتموين وشراء الحاجيات ،وأخرى لتحديد الاسماء وعناوين المستفيدين من التقديمات وأماكن تواجدهم بكل دقة وأرقام هواتفهم إن وجدت، وواحدة لتحضير وإعداد الوجبات والعناية بنظافة المطبخ،وأخيرا مجموعة خدمة التوصيل السريع التي تحرص على إيصال الوجبات الساخنة لمنازل المستفيدين" .
وأوضحت أنه يتم تحديد الأشخاص المحتاجين للمساعدة من خلال التواصل مع "مخاتير" الأحياء ورؤساء البلديات وجمعيات خيرية .
من جهتها المتطوعة إسراء ضاهر وخلال إعدادها وجبة الفاصوليا، أوضحت لـ ((شينخوا)) أنه وبالرغم من ارتفاع أسعار اللحوم والدجاج فإننا لازلنا ندخلها في معظم الوجبات.
وقالت "وجباتنا اليومية الساخنة متنوعة ومتعددة وتتبدل بشكل أسبوعي، كما وتخضع لمعايير صحية وغذائية عبر إخصائية تغذية وخبيرة في فن الطبخ" .
وأضافت "نعمل على توضيب الوجبات داخل أوعية بلاستيكية مقفلة ثم ننقلها في صناديق خشبية محكمة الإغلاق يراعي فيها تدابيرالنظافة والوقاية من تفشي الأمراض".
وأشارت إلى أن المطبخ مستمر في عمله طيلة شهر رمضان وهناك توجه لتطويره لاحقا ليواصل عمله على مدار السنة.
وأوضحت المتطوعة الجامعية مريانة تفاحة (23عاما) لـ (( شينخوا)) أن المتطوعين من شبان وشابات في مجموعة التوزيع يجهدوا لإيصال الوجبات للمستفيدين بأقصى سرعة عبر سياراتهم الخاصة مع الاستعانة بدراجات نارية أو هوائية في بعض الحالات للوصول إلى المنازل في الأحياء الضيقة .
بدورها الثمانينية فاطمة ضاهر من بلدة شبعا بجنوب لبنان والتي تعاني من عدة أمراض مزمنة أعربت لـ ((شينخوا)) عن امتنانها وارتياحها للخيرين الذين وفروا إفطارات رمضان للكثير من المحتاجين في ظل الفقر و الغلاء المستشري.
وقالت " المبادرة السخية الخيرة جعلتنا نشعر بأهمية التضامن والتكافل الاجتماعي وإن هناك جماعة لازالت مؤمنة ومحبة لعمل الخير".
من جانبه عبر رئيس (مؤسسة الأمان الأهلية ) جميل ضاهر لـ ((شينخوا)) عن سعادته في انجاز ونجاح المطبخ الخيري الذي يساعد الطبقة الفقيرة في شهر رمضان.
وأضاف "ما نقوم به في ظل الظروف المعيشية القاسية الراهنة في لبنان واجب إنساني ووطني يساهم في إدخال الطمأنينة إلى نفوس فئة مسكينة ومحتاجة" .
وقال "ميزانية هذا المطبخ وفرتها مجموعة من الخيرين المحليين والمغتربين،إضافة لمساهمات من رئيس وأعضاء المؤسسة ،في حين أن كافة العاملين في مختلف أقسام المطبخ من المتطوعين والمتطوعات الذين فاق عددهم 100 شخص معظمهم جامعيون وناشطون وأصحاب خبرة في العمل الأجتماعي".
وأوضح أن هناك تنسيقا تاما بين المؤسسة والجهات المسؤولة المحلية في القرى لإيصال المساعدة إلى الأشخاص المستحقين والأكثر حاجة وللمرضى المحتاجين.
وأشارت رئيسة مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية بجنوب لبنان سحر شهاب لـ ((شينخوا)) إلى أن الوزارة تولي اهتماما خاصا لقضايا كبار السن، وتخصص لهم العديد من البرامج والأنشطة، إضافة لخدمات الرعاية عبر المؤسسات المتعاقدة مع الوزارة وعددها 30 مؤسسة.
وأضافت أن " الوزارة تقدم للمحتاجين خدمات صحية واجتماعية من خلال مراكز الخدمات الإنمائية التابعة لها في مختلف المناطق أو من خلال جمعيات أهلية مرتبطة بعقود مع وزارة الشؤون الأجتماعية".
وقد أدت أزمات سياسية واقتصادية ومعيشية وصحية متشابكة في لبنان لانهيار عملته الوطنية ولتجاوز معدل الفقر نسبة 82 % مع تفاقم البطالة والتضخم وتآكل المداخيل والمدخرات وسط ارتفاع غير مسبوق في الأسعار مع نقص في الوقود والأدوية وحليب الأطفال.