رام الله 11 ابريل 2022 (شينخوا) شيع الفلسطينيون اليوم (الاثنين) في أجواء حزينة وغاضبة جثماني فلسطينيين قتلا برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينتي جنين وبيت لحم في الضفة الغربية، فيما حملت أوساط فلسطينية إسرائيل مسؤولية تصعيد الأوضاع الميدانية.
وأدى مئات المشيعين في الحي الشرقي بجنين اليوم صلاة الجنازة على جثمان محمد زكارنة (17 عاما) الذي توفي اليوم متأثرا بجروحه التي أصيب بها أمس الأحد برصاص الجيش الإسرائيلي في شرق المدينة الواقعة شمال الضفة الغربية.
ولف جسد زكارنة بالعلم والكوفية الفلسطينية، فيما عم الإضراب الشامل المدينة بدعوة من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
وقال أمين سر الحركة في جنين عطا أبو ارميلة في كلمة أثناء التشييع إن "الجرائم الإسرائيلية لن توقف مسيرة نضال الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال"، مشيرا إلى أن الرد على تلك الإجراءات يكون بتعزيز الوحدة الوطنية.
وصدحت أصوت المشيعين بالتكبير والمطالبة بالثأر.
وقالت والدة زكارنة التي بدت منهارة على فراق نجلها والدموع في عينيها للصحفيين، إن "نجلها كان عائدا من عمله قبل موعد الإفطار عندما استهدفت القوات الإسرائيلية المركبة التي كان يستقلها".
وفي بيت لحم شل الإضراب الشامل كافة مناحي الحياة في المدينة، بينما أدى المئات من الفلسطينيين صلاة الجنازة على محمد غنيم (21 عاما) الذي قتل خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في مسقط رأسه ببلدة "الخضر" جنوب بيت لحم.
وأدى مقتل غنيم، وهو أسير جرى تحريره مؤخرا، إلى صدمة كبيرة لعائلته وذويه وفي الأوساط الرياضية حيث أنه لاعب كرة قدم في أحد الأندية المحلية في المدينة.
وقتل الجيش الاسرائيلي الفلسطينية غادة سباتين (45 عاما) في قرية "حوسان" غرب بيت لحم، ومها الزعتري (24 عاما) قرب الحرم الإبراهيمي جنوب مدينة الخليل بزعم محاولة طعن جنود إسرائيليين.
وبذلك يرتفع عدد القتلى برصاص الجيش الإسرائيلي منذ 22 مارس الماضي إلى 12 فلسطينيا، فيما قتل بالمقابل 14 إسرائيليا في هجمات نفذها فلسطينيون.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أمس الأحد أن إسرائيل ستحاسب كل شخص له علاقة سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة بالعمليات الأخيرة.
وشدد بينيت على أن قوات الأمن الإسرائيلية ستصل إلى أي مكان يلزم في سبيل وقف العمليات الهجومية، مجددا تأكيده على أنه لن يكون هناك قيود على عمل الأجهزة الأمنية في "الحرب على الإرهاب"، على حد تعبيره.
واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن تعليمات بينيت وعمليات القتل ضد الفلسطينيين تصعيد عدواني على الشعب الفلسطيني.
وحذر اشتية في بيان، من أن كافة الإجراءات الإسرائيلية تأجيج للتصعيد ودعوة للقتل، لافتا إلى أن تزامن ذلك مع انسداد عملية السلام وغضب الفلسطينيين من ازدواجية المعايير الدولية هو نذير جدي بأن الأمور متجهة إلى تصعيد.
بدورها، حملت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد، وقالت الحركة في بيان، إن ادعاءات إسرائيل بالحرص على التهدئة في شهر رمضان قد ثبت "زيفها، وأنها كعادتها تحضر لعدوان دموي سافر على الشعب الفلسطيني"، محذرة من أن هذا "التصعيد الخطير إذا لم يتوقف فورا فإنه سيقود حتما إلى تدهور شامل للأوضاع".
وأضافت أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي المسؤولة عن التصعيد وتداعياته عبر تجاهلها المتعمد للحقوق الفلسطينية المشروعة، وإغلاقها كافة النوافذ أمام أي عملية سلام حقيقية تقود إلى حل الدولتين، الحل الذي من شأنه أن يجلب الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم.
بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان إن الشعب الفلسطيني "المشتبك" في الضفة الغربية "لن يقابل الإجراءات الإسرائيلية المتواصلة ضد المدنيين إلا بتصعيد المقاومة الشاملة"، داعية الدول العربية والإسلامية إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني حتى تحقيق تطلعاته في تحرير أرضه والعودة إليها.
وأعرب مراقبون فلسطينيون عن قلقهم من تصاعد حدة العنف بين الجانبين خلال شهر رمضان كما جرى العام الماضي حيث جرت أعمال عنف بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية على خلفية إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها لصالح جمعيات يهودية.