بكين 13 مارس 2022 (شينخوا) قال السفير الباكستاني لدى الصين معين الحق إن التعاون مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق "غيّر المشهد الاقتصادي في باكستان".
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، أشاد الحق بتشييد الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، وهو مشروع رائد في إطار مبادرة الحزام والطريق، قائلا إنه "أحدث تحولا" في بلاده بأكملها.
وإلى جانب ميناء جوادر، الذي ذكر أنه أصبح بمثابة جوهرة تاج الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، أشاد الحق أيضا بقطار مترو أورانج لاين الصديق للبيئة في لاهور، وهو الأول من نوعه في باكستان، والذي افتتح رسميا أمام حركة المرور في أكتوبر 2020.
وقال "انظروا إلى قطار مترو الأنفاق، إنه نظام نقل عام عالمي الطراز وعالي الجودة. في لاهور، ثاني أكبر مدينة في باكستان، يمتلك الناس نظام النقل هذا الذي يتسم بكونه فعال للغاية وحديث جدا وميسور التكلفة".
وأشار الحق إلى أن مشاريع مبادرة الحزام والطريق تعود بالفائدة على الشعب الباكستاني من خلال خلق فرص عمل، وتحسين سبل العيش، والقضاء على الفقر، ورفع مستوى المناطق النائية.
وذكر الحق أن تطوير البنية التحتية والارتقاء بقطاع الطاقة "ساعدا في تغيير المشهد الاقتصادي والاجتماعي والصناعي لباكستان".
وأكد الحق أنه تم حتى الآن توفير أكثر من 70 ألف فرصة عمل بفضل التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، مضيفا أنه وفقا لتوقعات حكومته، سيتم خلق نصف مليون فرصة عمل أخرى مباشرة وغير مباشرة على مدى فترة السنوات الخمس إلى السبع القادمة.
وأوضح أن "كل هذه الفلسفات والأبعاد الخاصة بمبادرة الحزام والطريق تساهم بشكل مباشر في أهداف التنمية المستدامة الـ17".
تجدر الإشارة إلى أنه قد تم اعتماد أهداف التنمية المستدامة الـ17 من قبل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في عام 2015، في إطار خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والتي تشمل القضاء على الفقر والقضاء على الجوع وتوفير الصحة الجيدة والرفاه وغيرها.
وباعتباره شاهدا على توقيع سلسلة من اتفاقيات التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق بين باكستان والصين، أطلع السفير ((شينخوا)) على تجاربه الشخصية.
فقد تذكَّر الليالي الصعبة التي بلغت فيها درجة الحرارة 40 درجة مئوية وانقطعت الأنوار وتوقفت المروحة عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ولم يستطع المرء الخلود للنوم.
وقال إنه بفضل مشاريع مبادرة الحزام والطريق، أصبح الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في موسم الذروة شيئا من الماضي.
وصرح السفير لـ((شينخوا)) بأن بلاده تسعى إلى تحقيق مزيد من التعاون مع الصين في تحديث الصناعة وتكنولوجيا المعلومات منذ أن بدأت باكستان العمل على إقامة مناطقها التكنولوجية الخاصة.
في سبتمبر من العام الماضي، أنشأت باكستان والصين مجموعة عمل مشتركة بشأن تكنولوجيا المعلومات في الاجتماع الـ10 للجنة التعاون المشترك للممر الاقتصادي بين الصين وباكستان.
ومنذ توليه منصب السفير في بكين في عام 2020، قام الحق بزيارة زد-بارك في عدة مناسبات، والمعروف أيضا باسم وادي السيليكون في الصين، لمعرفة كيف يمكن لباكستان أن تتعلم من الجانب الصيني في تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والجيل الخامس والروبوتات والحوسبة السحابية.
في فبراير، وقعت هيئة مناطق التكنولوجيا الخاصة الباكستانية وجمعية تشونغقوانتسون الصينية للنهوض بالصناعة في إطار "الحزام والطريق" خطاب نوايا لتعزيز التبادلات العلمية والتكنولوجية عالية الجودة بين البلدين.
وقال الحق "إنها مجرد بداية"، متوقعا تعاونا أوثق بين المؤسسات البحثية والجامعات. وأضاف "نريد أن نشهدا مزيدا من التعاون في هذا المجال".
ولدى إشارته إلى أن جائحة كوفيد-19 تسببت في تأثير اقتصادي عالمي غير مسبوق، دعا الدبلوماسي إلى جهد جماعي وتضامن دولي وتعاون للتصدي لما وصفه بأنه أكبر تحدٍ تواجهه البشرية منذ فترة طويلة.
وذكر الحق إن "مبادرة الحزام والطريق لعبت وتلعب وستلعب دورا مهما للغاية في تحقيق استقرار اقتصادات العالم وتعزيز تكاتف الدول لمواجهة تحديات مثل كوفيد-19".