بكين 10 مارس 2022 (شينخوا) يتعين على الولايات المتحدة إجراء تحقيق موثوق ومستقل وحيادي بشأن الضحايا المدنيين في الضربات الجوية الأمريكية ومحاسبة المتورطين، وفقا لما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية اليوم (الخميس).
أدلى المتحدث تشاو لي جيان بهذه التصريحات في مؤتمر صحفي يومي، قائلا إن هذه دعوة واضحة من المجتمع الدولي يجب على الولايات المتحدة الاستجابة إليها بجدية.
وقال تشاو "كل روح بشرية، بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو الدين أو القيم، متساوية وثمينة".
ووفقا لتقارير إعلامية، كررت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية دعوة الولايات المتحدة وجميع الأطراف المعنية لإجراء تحقيقات موثوقة ومستقلة ومحايدة في الضربات الجوية التي أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين وضمان محاسبة المسؤولين.
وقال تشاو إنه قبل خمسة أعوام، قامت القوات الأمريكية، باستخدام معلومات استخبارية مزيفة مستقاة من شريط فيديو صوّرته منظمة "الخوذ البيضاء" كدليل، بتنفيذ "أكثر الضربات الجوية دقة في التاريخ" في سوريا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1600 مدني بريء.
وقال تشاو "في الأعوام الأخيرة، دعا المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيقات في مقتل مدنيين في العمليات العسكرية الأمريكية في الخارج".
وفيما يتعلق بسوريا وحدها، أشارت اللجنة عدة مرات في تقريرين في سبتمبر 2019 وفبراير 2021 إلى أن الولايات المتحدة أخفقت في تمييز الأهداف العسكرية عن المدنيين في غاراتها الجوية في سوريا، ما يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني ويحتمل أن يشكل جرائم حرب.
وقال تشاو "ومع ذلك، فإن الحكومة الأمريكية كانت تصم آذانها عن كل هذا".
وأفادت الأنباء أنه على مدار ما يقرب من عقدين من الزمن، شنت الولايات المتحدة أكثر من 90 ألف غارة جوية في دول من بينها أفغانستان والعراق وسوريا، قتلت ما يصل إلى 48 ألف مدني. بيد أن الجيش الأمريكي قام مرارا بالتستر على الحقائق ورفض الاعتذار أو الاعتراف بجرائمه أو محاسبة الجناة. وقال تشاو "لقد فعلت كل ما في وسعها للتهرب من مسؤولياتها".
وفيما يتعلق بغارة بطائرة بدون طيار على المدنيين في أفغانستان، قال متحدث باسم البنتاجون علنا في ديسمبر 2021 أنه لن يواجه أي جندي أمريكي إجراءات تأديبية.
وقال تشاو "كما كشفت وسائل إعلام أمريكية في نهاية العام الماضي أنه في الفترة من 2014 حتى 2019، أطلق الجيش الأمريكي نيرانه على المزارعين في منتصف موسم الحصاد، وعلى الأطفال الذين كانوا يلهون في الشوارع، وعلى العائلات الفارة من القتال، وعلى القرويين الذين احتموا في المباني"، مشيرا إلى أن هذه الجرائم المدمرة تم إخفاءها وتبييضها عمدا.
ونقل أيضا عن لارى لويس، مدير المركز الأمريكي للتحليلات البحرية، قوله إن حادثة واحدة على الأقل من الإضرار بالمدنيين تقع كل أسبوع في المتوسط منذ هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
وقال تشاو "كان هناك نمط عام من الإهمال من جانب الحكومة الأمريكية بشأن قضية إلحاق الضرر بالمدنيين". كما عرقلت الولايات المتحدة تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب التي ارتكبتها في أفغانستان.