بكين 8 فبراير 2022 (شينخوا) كانت دينيغير ييلاموجيانغ غير معروفة بالنسبة لأغلب الناس خارج عالم التزلج الريفي قبل مساء يوم الجمعة الماضي. لكن الفتاة الصينية البالغة من العمر 20 عاما باتت محط الأضواء عندما أوقدت هي واللاعب الصيني تشاو جيا ون مرجل الشعلة الكبير الذي كان على شكل ندفة ثلج خلال مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022.
وطاف آخر حاملي الشعلة -- الذين كان ميلاد كل منهم يمثل عقدا بدءا من الخمسينيات من القرن المنصرم -- طافوا حول الاستاد حاملين الشعلة الأولمبية قبيل إيقاد مرجل الشعلة.
وقامت دينيغير ولاعب التزلج النوردي تشاو، اللذان يمثلان مواليد العقد الأول من الألفية الثانية، بتسلم الشعلة من أسلافهما من الرياضيين الأولمبيين، وهو ما يرمز إلى وراثة التقاليد الرياضية والروح الأولمبية على مر الأجيال.
وقال مارك آدامز، المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية: "(دينيغير) جديرة تماما بالمشاركة في تتابع الشعلة، أعتقد أن تمثيل جميع الأجيال يعد مفهوما ممتازا. أعتقد أنه مفهوم جميل".
ويبدو أن دينيغير، المولودة في ولاية آلتاي بمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين عام 2001، تربطها علاقة فطرية مع الثلج.
ففي عام 2005، اكتُشفت رسوم بأحد الكهوف لسكان من آلتاي يقومون بالصيد على زلاجات ومعهم العصى، وهي رسومات قدر علماء آثار بأنها ترجع إلى أكثر من 10 آلاف سنة. ومنذ ذلك الحين، أقر كثيرون بأن آلتاي هي أحد الأماكن التي نشأ بها التزلج البشري.
وجعلت الظروف الجغرافية والمناخية الفريدة في آلتاي التزلج جزءا لا يتجزأ من حياة السكان المحليين. ومنذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، بدأ العديد من رياضيي التزلج الألبي والتزلج الريفي من آلتاي في تمثيل الصين في المنافسات الدولية.
كما كان ييلاموجيانغ ميراج، والد دينيغير، أحد رياضيي التزلج الريفي، حيث احتل المركز الثالث في منافسة وطنية للتزلج الريفي عام 1993.
واقتفاء لخطى والدها، شرعت دينيغير في ممارسة التزلج الريفي وعمرها 10 سنوات، عندما تم تأسيس فريق للشباب مؤلف من 20 شخصا في عام 2010، حيث كان والدها هو مدرب الفريق.
ورغم خبرتها السابقة في التزلج الريفي مع فريق الشباب، لم تتحول دينيغير إلى الاحترافية إلا في عام 2017 عندما تحولت من سباقات المضمار والميدان لتنضم إلى الفريق الوطني للتزلج الريفي.
وقال فو يونغ، المدرب الرئيسي لفريق شينجيانغ للتزلج الريفي: "من الصعب جدا بالنسبة لأي رياضي التحول من رياضة إلى رياضة أخرى ... فضلا عن أن دينيغير تحولت إلى رياضة مختلفة تماما، من العشب الأخضر إلى الثلج الأبيض".
وفي عام 2015 فازت بكين بحقوق استضافة الأولمبياد الشتوي 2022 ، ما أثار حماسة كبيرة بين الشباب الصيني للرياضات الشتوية.
واعتمادا على الثلج عالي الجودة وموسم الثلج الطويل للغاية والذي يمتد عادة من نوفمبر إلى مايو في العام التالي، قام مسقط رأس دينيغير ببناء العديد من منتجعات التزلج الدولية، ليتحول تدريجيا إلى وجهة للمتزلجين وراكبي ألواح التزلج من داخل البلاد وخارجها.
كما ساهمت زيادة عدد ممارسي رياضة التزلج في شينجيانغ في وجود عدد كبير من الرياضيين من شينجيانغ في الألعاب الأولمبية الشتوية، والذين زاد عددهم من أربعة في أولمبياد بيونغتشانغ الشتوي 2018 إلى ستة في أولمبياد بكين الشتوي 2022، حيث تعد دينيغير واحدة منهم.
وبعد أقل من 20 ساعة من إيقادها مرجل الشعلة الأولمبية، خاضت دينيغير منافسات السكياثلون للسيدات 7.5 كم + 7.5 كم، والذي مثل أول منافسة على الميدالية الذهبية في أولمبياد بكين الشتوي 2022.
ورغم أنها أنهت السباق في المركز الـ43 بزمن بلغ 50 دقيقة و10.7 ثانية، إلا أنها جعلت عائلتها فخورة بها باعتبارها أحد آخر شخصين حملا شعلة أولمبياد بكين الشتوي خلال مراسم الافتتاح.
وقالت شيرين تورهونجان، ابنة خالة دينيغير: "كنا جميعا نبحث عنها عندما ظهر الوفد الصيني خلال مراسم الافتتاح".
وأضافت "كل عائلتنا كانت مبتهجة ومندهشة. وأجهشت أمها بالبكاء. كل العائلة فخورة بها جدا".