تقرير إخباري: المستهلكون الصينيون يقاطعون وول مارت بسبب تعليقه بيع سلع شينجيانغ

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2021:12:30.11:29

أثارت شركة "وول مارت" التي تعد أكبر شركة للبيع بالتجزئة في العالم، موجة من المقاطعة العفوية من المستهلكين الصينيين، بعد الاشتباه في أنها تتوقف عن إدراج المنتجات المصنعة في شينجيانغ في رفوفها. وقد اصطف العديد من المستهلكين الصينيين أمام متاجر "وول مارت" في الصين لاسترداد بطاقاتهم. وعلقت وسائل إعلام أمريكية على أن توقيع إدارة بايدن على ما أسمته بـ "قانون منع العمل القسري للويغور" يرقى إلى خلق "معضلة قانونية" لجميع الشركات الأمريكية في الصين. مضيفة بأنه إذا امتثلت الشركات الأمريكية لهذا القانون الجديد، فهذا يعني أنها ستفقد السوق الاستهلاكية الضخمة والأسرع نموًا في العالم. في الوقت الذي استند هذا القانون إلى أكذوبة قضية "حقوق الإنسان" في شينجيانغ.

وقال دونغ شاوبنغ، كبير الباحثين في معهد تشونغ يانغ للتمويل بجامعة الشعب الصينية، لمراسل غلوبال تايمز: "إنه لأمر محزن أن يتم إزالة المنتجات الصينية من الرفوف بسبب اتهامات لا أساس لها". وإذا عملت العلامات التجارية الأجنبية دائما عكس مشاعر المستهلكين الصينيين، فإن تراكم هذه المشاعر السلبية سيكون له تأثير كبير على أعمالهم في الصين."

وفي الوقت الذي أُجبرت فيه بعض الشركات الأمريكية على التخلي عن أعمالها مع شينجيانغ، أظهرت بيانات جمارك أورومتشي الصادرة بتاريخ 27 ديسمبر، نمو التجارة بين ميناء شينجيانغ وأوروبا. وخلال الـ11 شهرًا الأولى من العام الحالي، بلغ إجمالي التجارة الخارجية بين ميناء شينجيانغ ودول الاتحاد الأوروبي حوالي 261.8 مليار يوان ، بزيادة قدرها 30٪ عن نفس الفترة من العام الماضي.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال في 29 ديسمبر الجاري، أن الصين تعد احدى الركائز الأساسية لاستراتيجية التوسع الدولي لشركة وول مارت، ومثلت نقطة مضيئة لمبيعات وول مارت الدولية خلال الربع الأخير من العام الحالي. وبحسب أحدث تقرير سنوي لشركة وول مارت، تملك الشركة 434 متجرًا في مختلف أنحاء الصين. مما يجعل الصين ثاني أكبر سوق دولي لوول مارت بعد المكسيك.

 ومنذ أن جذب تعليق وول مارت لمنتجات شينجيانغ الانتباه عبر الإنترنت، بدأ العديد من المنافسين اغتنام هذه الفرصة التجارية في السوق الصينية. وما لفت الانتباه هو إطلاق كارفور "مهرجان سلع شينجيانغ"، حيث نشرت كارفور 9 صور لتفاح وجوز وجوارب قطنية ومناشف على موقعها الرسمي على حسابها عبر "ويبو"، وعلقت على الصور بالأصفر الفاتح: "أنا من شينجيانغ".

ووفقا لبيانات مجلس الأعمال الأمريكي الصيني، فإن هناك أكثر من 70 ألف شركة أمريكية في الصين، 95٪ منها محققة للأرباح. ويأمل أكثر من 80٪ منها البقاء في الصين من أجل التنمية. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الشركات الأمريكية بما في ذلك كوكاكولا ونايك وآبل، بصدد ممارسة ضغوط على الكونغرس والحكومة لصياغة لوائح جديدة لتخفيف أعباء سلسلة التوريد. وتحاول العديد من الشركات الأمريكية تحقيق التوازن بين الامتثال للقوانين الأمريكية، والحفاظ على سلسلة إمداد منظمة، وعدم التعارض مع الرأي العام الصيني.

كما أعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن قلقهم قبل تمرير مشروع القانون، معتقدين أن شينجيانغ تنتج خُمس قطن العالم وما زالت تعد المنتج الرئيسي لسلسلة من المكونات الرئيسية.

في ذات السياق، ذكرت مجلة "فوربس" الأمريكية أن "الانفصال" أصبح كلمة ساخنة في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. وأن سوق سلسلة التوريد الأمريكية بصدد التعديل، لكن خطوات هذا التعديل لا تزال بطيئة، ولا أحد يتوقع كم سيستغرق هذا التعديل من وقت، لكن إلى غاية ذلك، ستبقى الصين لبعض الوقت جزءًا من سلسلة التوريد الأمريكية.