人民网 2021:12:09.11:03:09
الأخبار الأخيرة

تحقيق إخباري: البطاريات التالفة في غزة "كنز مسموم" يهدد حياة السكان

/مصدر: شينخوا/  2021:12:09.09:34

    اطبع

غزة 8 ديسمبر 2021 (شينخوا) تتكدس آلاف الأطنان من البطاريات التالفة في أكثر من 30 موقعا في قطاع غزة من أقصى شماله حتى جنوبه بعد رفض إسرائيل تصديرها منذ 13 عاما.

وعادة ما كانت تصدر البطاريات التالفة بأحجامها المختلفة إلى إسرائيل عبر معبر (كرم أبو سالم / كيرم شالوم) التجاري الوحيد مع قطاع غزة حيث كان يعاد تدويرها هناك إلا أنها توقفت عن ذلك تحت حجج أمنية.

ويقول عيد حمادة مسؤول تجار ومصدري المعادن والخردة في غزة بينما تتواجد حوله مئات البطاريات التالفة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن تصدير البطاريات بكافة أنواعها وأحجامها من غزة توقف منذ العام 2008 وهي تتكدس لدى التجار والموردين.

ويضيف حمادة الذي بدا عليه الحزن لأن هذا العمل هو مصدر رزقه الوحيد، أن 25 ألف طن من البطاريات تتواجد في القطاع البالغ مساحته 365 كم ويقطن فيه زهاء مليوني نسمة وهذا نذير خطر على حياتهم.

ويتابع حمادة أن البطاريات التالفة تزداد أعدادها يوميا ولن تتوقف كون أن سكان القطاع يعتمدون على الطاقة البديلة في ظل انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 8 ساعات خلال الـ 24 ساعة.

ويعتبر الرجل، وهو في الخمسينيات من عمره، أن تراكم البطاريات في القطاع "كنز مسموم" لأنه مصدر دخل ضاع من أصحابه ومواد خطرة تتسبب في مشاكل صحية وبيئية جمة للسكان فيه.

ويشير وهو ينفض الغبار عن إحدى البطاريات، إلى أن سعر طن البطاريات يتجاوز 1000 دولار ما يجعل وقف تصديرها مرهق اقتصاديا لأعداد كبيرة من العاملين بها ويكبد التجار خسائر فادحة.

ودعا حمادة المجتمع الدولي إلى مساعدة التجار في قطاع غزة بالتخلص من البطاريات التالفة والضغط على إسرائيل بإعادة السماح بتصديرها مرة أخرى خشية من وجودها لفترة أطول تؤدي إلى التأثير على المياه الجوفية والحجر والبشر والحيوان.

وغالبا ما توضع البطاريات في مخازن بطرق عشوائية وغير آمنة وفي بعض الأحيان يتم حرقها قرب المنازل السكنية المأهولة بالسكان المتذمرين منها لخطورتها وخوفا من أن تتسرب مكوناتها من الرصاص والزئبق إلى التربة والمياه الجوفية.

وتحذر سلطة جودة البيئة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من مخاطر تسرب مواد تلك المعادن إلى المياه الجوفية والتربة، مشيرة إلى أنها تجري اتصالات في محاولة لإخراج تلك المواد الخطرة من القطاع.

ويقول محمد مصلح مدير دائرة النفايات الصلبة في سلطة البيئة لـ ((شينخوا)) إن تسرب مكونات البطاريات من المعادن الثقيلة إلى المياه الجوفية والتربة من شأنه إحداث كارثة بيئية على مستوى القطاع.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على غزة منذ سيطرة حماس عليه بالقوة في العام 2007.

وبجانب ذلك شنت إسرائيل عدة عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد القطاع كان آخرها في مايو الماضي استمرت 11 يوما وأدت لمقتل أكثر من 250 فلسطينيا و13 شخصا في إسرائيل.

وأدت العمليات العسكرية إلى معدلات قياسية من الفقر والبطالة في صفوف السكان، إضافة إلى نقص حاد في الخدمات الأساسية خصوصا إمدادات الطاقة والمياه الصالحة للشرب.

وفي محاولة للتخلص من كميات البطاريات حاول بعض التجار في القطاع صنع آلة محليا تقوم على صهرها وتدويرها والاستفادة منها إلا أنهم سرعان ما توقفوا بسبب انبعاث بعض الغازات السامة أثناء العمل.

ويقول إيهاب عياد تاجر معادن بينما يقف بجوار آلة صنعها للحد من تراكم البطاريات لـ((شينخوا))، إن تجربته في إعادة التدوير كانت ناجحة لكن تنقصها معدات تتمثل في مادة فحم الكوك وفلتر لتنقية الغازات حتى يكون العمل آمنا.

ويشكو التجار والموردون من أن كمية البطاريات التالفة تزداد يوميا وباتت تشكل عبئا عليهم في ظل كثرة استخدامها كبديل للكهرباء ما يبقي خطرها قائما لحين سماح إسرائيل بتصديرها.

صور ساخنة

أخبار ساخنة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×