دكار أول ديسمبر 2021 (شينخوا) قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن المؤتمر الوزاري الـ8 لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي الذي عقد في السنغال حقق نجاحا كاملا.
وأضاف وانغ أنه على الرغم من تأثير جائحة كوفيد-19، تغلبت الصين وإفريقيا على الصعوبات لعقد المؤتمر في موعده، وأجرتا مناقشات عملية وفعالة حول موضوع المؤتمر وتوصلتا إلى توافق واسع.
وأوضح أن المؤتمر استعرض الإنجازات التي تحققت في تطوير العلاقات الصينية-الإفريقية والتضامن الصيني-الإفريقي في مكافحة الجائحة منذ قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي في عام 2018، كما ناقش المؤتمر تنفيذ "المبادرات الثماني الكبرى" التي تم الإعلان عنها في قمة بكين، وأقر مجموعة من الوثائق الختامية.
عُقد المؤتمر في دكار بالسنغال في الفترة من 29 إلى 30 نوفمبر، وترأسه بشكل مشترك وانغ يي ووزير التجارة الصيني وانغ ون تاو، ووزيرة الخارجية السنغالية إيساتا تال سال، ووزير الاقتصاد والتخطيط والتعاون السنغالي أمادو هوت.
وقال وانغ إن المؤتمر، الذي تجاوز عدد وثائقه الختامية المعتمدة جميع المؤتمرات السابقة، يجسد بشكل كامل الجودة العالية والمستوى الرفيع للتعاون الصيني-الإفريقي، ويظهر العزم الراسخ للجانبين على السعي لتحقيق التنمية المشتركة ومواجهة التحديات وتقاسم الفرص معا في عصر جديد.
وأضاف وانغ أن المؤتمر قرر بالإجماع مواصلة تعزيز التعاون في مكافحة الجائحة. وخلال حفل الافتتاح، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الصين ستقدم مليار جرعة إضافية من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا إلى إفريقيا، وهو ما قوبل بثناء كبير واستجابة حماسية من القادة والرفاق الأفارقة.
كما أشار وانغ إلى أن الصين ستنفذ بالكامل الالتزام الرسمي الذي قطعه الرئيس شي، وستواصل دعم الإعفاء من حقوق الملكية الفكرية للقاحات، ومساعدة إفريقيا على تحسين قدرتها على إنتاج اللقاحات محليا، وسد "فجوة التطعيمات" في أقرب وقت ممكن، وتقديم دعم قوي لجهود إفريقيا في مكافحة الجائحة.
وقال وانغ إن المؤتمر أجرى مناقشات متعمقة حول القضايا الرئيسية مثل الوضع الدولي والحوكمة العالمية، واتفق على المضي قدما فيما يتعلق بالتعددية الحقيقية، وحماية المنظومة الدولية المتمركزة حول الأمم المتحدة والنظام الدولي القائم على القانون الدولي، وحماية السيادة والأمن ومصالح التنمية الخاصة بكل من الصين وإفريقيا بحزم، والدفاع عن المصالح المشتركة للدول النامية.
كما قال وانغ إن المؤتمر اتفق على زيادة تمثيل وأصوات الدول النامية، من بينها الدول الإفريقية، على الساحة الدولية، والاشتراك في بناء نوع جديد من العلاقات الدولية يتسم بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المربح لكافة الأطراف.
وأكد وزير الخارجية الصيني أن التعاون الصيني-الإفريقي قد قاوم الاتجاه الهبوطي وأظهر مرونة وإمكانات كبيرة، مشيرا إلى أنه يتعين على الجانبين انتهاز فرصة تطبيق نتائج منتدى التعاون الصيني-الإفريقي من أجل إفادة الشعب الصيني وشعوب إفريقيا بشكل أفضل.
وأوضح وانغ أنه، أولا، يتعين على الصين وإفريقيا أن تخطوا خطوات كبيرة على طول الطريق الواسع لبناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وإفريقيا في العصر الجديد.
وأكد وانغ أنه يتعين على كلا الجانبين اتباع مسارات التنمية التي تتماشى مع ظروفهما الوطنية بحزم، وتعميق الحوار والتبادلات بشأن حُكم الصين والبلدان الإفريقية، والحزم في امتلاك مستقبليهما ومصيريهما بأيديهما، ودعم كل منهما جهود الآخر في الدفاع عن السيادة الوطنية والأمن والمصالح التنموية.
وأضاف أنه ينبغي أيضا بذل الجهود لتعزيز المواءمة الاستراتيجية المتعمقة بين البناء الصيني-الإفريقي المشترك لمبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية من جانب، وأجندة الاتحاد الإفريقي 2063، وبناء منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، واستراتيجيات التنمية الخاصة بالدول الإفريقية على الجانب الآخر.
ثانيا، قال وانغ إنه من الضروري الدخول في حقبة جديدة من الارتقاء والتطور عالي الجودة في التعاون الصيني-الإفريقي.
وأوضح وانغ أن الجانبين سيواصلان الالتزام بروح منتدى التعاون الصيني-الإفريقي المتمثلة في المشاورات المكثفة والمساهمات المشتركة وتقاسم المنافع، والعمل سويا لتنفيذ "البرامج التسعة" ورفع مستوى التعاون الصيني-الإفريقي في مجالات تشمل الرعاية الطبية والصحية وتحسين سبل معيشة الشعب والتنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي وبناء القدرات، من أجل تقديم مساهمة أكبر في تحقيق التعافي الاقتصادي والتنمية المستدامة في إفريقيا في فترة ما بعد الجائحة.
وقال إن الصين كانت دائما الشريك التعاوني الأكثر إخلاصا وموثوقية لإفريقيا، وإن مساهمة الصين في إفريقيا ستزداد فقط، ولن تنقص.
ثالثا، أشار وانغ إلى أنه من الضروري الحفاظ على الصداقة التقليدية والمضي قدما في الصداقة الصينية-الإفريقية عبر الأجيال.
وقال إنه يتعين على الجانبين المضي قدما في روح الصداقة والتعاون بين الصين وإفريقيا، وسرد قصص إفريقيا بشكل جيد في الصين، وسرد قصص الصين بشكل جيد في إفريقيا، والمساهمة في الصداقة الصينية-الإفريقية والحفاظ عليها.
وأضاف أن الجانبين سيعززان التبادلات بين الشباب والنساء، وسيلعبان دورا نشطا في رعاية وحماية المواطنين الصينيين في إفريقيا والمغتربين الأفارقة في الصين، وسيعملان على تنشئة المزيد من الأشخاص المطلعين على العلاقات الصينية-الإفريقية ويحبون التعاون الصيني-الإفريقي ويعتزون بالصداقة بين الصين وإفريقيا...حتى تستمر زهرة الصداقة الصينية-الإفريقية التي غذتها الأجيال الأقدم يانعة إلى الأبد.
رابعا، شدد وانغ على ضرورة حماية التعددية الحقيقية والنزاهة والعدالة الدوليين، ودعم المقترحات العادلة للصين وإفريقيا والدول النامية الأخرى، ودفع النظام الدولي نحو اتجاه أكثر عدلا وعقلانية.
وأكد أن الصين مستعدة للعمل مع إفريقيا لتشجيع المزيد من الدول والمنظمات الدولية على الانضمام إلى (مبادرة التنمية العالمية) و(مبادرة الشراكة من أجل تنمية إفريقيا)، وذلك بهدف خلق تضافر أقوى بين المجتمع الدولي في دعم تنمية إفريقيا.
كما حضر المؤتمر الوزاري الـ8 لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي وزراء الخارجية أو ممثلوهم، بالإضافة إلى وزراء الاقتصاد والتجارة والمالية من 53 دولة إفريقية.
وقد أشاد جميع المشاركين في المؤتمر بسلسلة من الإجراءات الرئيسية الجديدة الرامية إلى تعزيز التعاون الصيني-الإفريقي التي أعلنها الرئيس شي، والنتائج المثمرة للتعاون الإفريقي-الصيني التي تم تحقيقها في إطار منتدى التعاون الصيني-الإفريقي.
وقالوا إن الصين أصبحت شريكا لا غنى عنه في تنمية إفريقيا، وإن منتدى التعاون الصيني-الإفريقي بات أهم آلية لتسريع التعاون الإفريقي-الصيني.
وأضافوا أن بلدان إفريقيا تدعم (مبادرة التنمية العالمية) و(مبادرة الشراكة من أجل تنمية إفريقيا)، وستشارك فيهما بفاعلية، وتأمل في الحصول على دعم أكبر من الصين في مجالات مثل التصنيع في إفريقيا وجهود مكافحة الجائحة في القارة، كما تقف بلدان القارة على أهبة الاستعداد للاشتراك في بناء مبادرة الحزام والطريق بجودة عالية، لتحسين رفاهية الشعوب وتحقيق الرخاء المشترك.
واعتمد المؤتمر أربع وثائق، هي: إعلان دكار الصادر عن المؤتمر الوزاري الـ8 لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي، وخطة عمل دكار (2022-2024)، والإعلان الصيني-الإفريقي بشأن التعاون في مجال تغير المناخ، ورؤية التعاون الصيني-الإفريقي 2035.
وقد التقى وانغ وإيساتا الصحفيين بعد اختتام المؤتمر.
وخلال المؤتمر، استعرض وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو تنفيذ المبادرات الثماني الكبرى المقترحة في قمة بكين 2018 لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي، وقدم شرحا لرؤية التعاون الصيني-الإفريقي 2035.