بكين أول ديسمبر 2021 (شينخوا) من السكك الحديدية إلى الموانئ، ومن محطات الكهرباء إلى الجسور، ومن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية إلى صندوق طريق الحرير... حقق البناء المشترك للحزام والطريق إنجازات كثيرة وملموسة منذ طرح المبادرة قبل ثماني سنوات.
وفي هذا الصدد، أشاد خبيران عربيان بالتعاون الاقتصادي بين الصين والدول الأخرى في إطار مبادرة الحزام والطريق بأنه يقوم على قاعدة "الكل رابح"، ودحضا ما يسمى بـ"فخ الديون" الذي روجته بعض القوى الغربية لتشويه سمعة التعاون الاقتصادي بين الصين والدول الأخرى، وخاصة بين الصين والدول الإفريقية.
"الصين تقدم نموذجا وإطارا جديدا من التعاون الدولي يقوم على قاعدة الكل رابح"، هكذا قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، مشيرا إلى أن "الأمر تجاوز فكرة المبادئ وفكرة الشعارات وصار واقعا على الأرض من خلال مبادرة الحزام والطريق التي تُضخ فيها استثمارات كبيرة جدا في مجالات البنية التحتية وغيرها من المجالات الاستثمارية في الدول المشاركة فيها".
وأضاف جاب الله أن استثمارات مبادرة الحزام والطريق تخلق إطارا إنمائيا جديدا وفرصا للعمل في الدول المشاركة فيها. وقد تجلت نتائج المبادرة بالفعل وأصبح المواطنون يلمسونها في كافة أنحاء العالم، من خلال مشروعات حقيقية تقوم بها الشركات الصينية بالمشاركة مع الشركات المحلية، مشيرا إلى أن المبادرة، بمجرد أن تكتمل، ستخلق روابط عمل وتبادلات تجارية واستثمارية كبيرة جدا بين الدول المشاركة.
وشاطره الرأي حسين غازي، وهو باحث عراقي في الشأن الاقتصادي، قائلا إن الصين تأمل بربط الدول معها لتقاسم ثمار التنمية وإن اهتمامها ببناء مشاريع البنية التحتية في إطار مبادرة الحزام والطريق يدل على إخلاصها في مساعدة الدول النامية على التطور والنمو.
وأشار إلى أن الصينيين يهتمون بإنشاء مشاريع حقيقية تمس حياة الناس، مستشهدا بـ"مشاريع البنية التحتية التي تعم فائدتها على الجميع، المنتج والمستهلك والإنسان العادي، فهي تقلل كلفة المنتجات وتكاليف المعيشة وتجعل المدن أكثر ترابطا فيما بينها، مما يسهل الانشطة الاقتصادية والتجارة"، هكذا قال الخبير العراقي مسلطا الضوء على فوائد تلك المشاريع من ناحية تعزيز الترابط وخلق فرص العمل والتدريب للسكان المحليين.
وبينما تتقدم عملية بناء مبادرة الحزام والطريق بثبات، لا تتوقف بعض القوى عن إثارة الضجيج المزعج. وبين الحين والآخر، تلوك بعض الدول ووسائل الإعلام الغربية ما يسمى بـ"فخ الديون" و"الاستعمارية الحديثة" كالعلكة لتشويه سمعة التعاون الاقتصادي بين الصين والدول الأخرى، وخصوصا التعاون بين الصين وإفريقيا.
والحقيقة هي أنه منذ طرح المبادرة قبل ثماني سنوات، حقق البناء المشترك للحزام والطريق بين الصين والدول الأخرى نتائج وإنجازات كثيرة وملموسة، حيث وقعت الصين وثائق تعاون بشأن مبادرة الحزام والطريق مع 140 دولة و32 منظمة دولية. وفيما يتعلق بالتعاون الصيني-الإفريقي، فقد استخدمت الشركات الصينية صناديق مالية مختلفة لمساعدة البلدان الأفريقية في بناء وتحديث أكثر من 10 آلاف كيلومتر من خطوط السكك الحديد، وما يقرب من 100 ألف كيلومتر من الطرق، ونحو 1000 جسر و100 ميناء، و66 الف كيلومتر من نظام نقل الطاقة وتوزيعها، منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني الأفريقي، بحسب كتاب أبيض أصدره مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني مؤخرا.
في الوقت نفسه، كشفت مؤسسات عديدة أن معظم ديون الدول الإفريقية جاءت من المؤسسات المالية متعددة الأطراف والدائنين التجاريين.
وفي تعليقه على ذلك، قال حسين غازي إن اتهام بعض القوى الغربية للمبادرة بأنها تخلق "فخ ديون" للدول الأخرى، "ما هو إلا كذبة كبيرة تحاول بعض القوى المناهضة للصين نشرها بهدف تشويه تعاونها مع الدول النامية... ما هو إلا افتراء".
وأشار إلى أن الدول الغربية تشكك في مبادرة الحزام والطريق لعدة أسباب، "فقد فقدت هذه الدول مصداقيتها فيما يتعلق بتنمية وتطوير الدول النامية ومنها الدول الإفريقية وتحاول في الوقت نفسه أن تنفي ذات التهم عن نفسها".
كما أكد أن "الدول الغربية تحاول إبقاء الدول النامية في مستوى متدن من التنمية. فقد كان الغرب يتهم هذه الدول بأنها غير قادرة على إدارة نفسها وكان يتخذ ذلك ليبرر استعمارها في بداية القرن الـ20".