بكين 15 نوفمبر 2021 (شينخوا) أعلنت واشنطن حديثا أن الولايات المتحدة والصين "ستناقشان سبل إدارة المنافسة بشكل مسؤول" بين الجانبين.
تعد الإدارة المسؤولة لما يعتبره الكثيرون أهم علاقات ثنائية في العالم، أمرا ضروريا بالتأكيد. ومن الجدير بالذكر أنه خلال السنوات الماضية كانت واشنطن الطرف الذي يتصرف بطريقة غير مسؤولة لتقويض علاقاته مع بكين.
ويعد النهج المنافق الذي تتبعه واشنطن تجاه تايوان، هو نهجها المعتاد تماما؛ فبينما تعترف الحكومة الأمريكية بأن "تايوان جزء لا يتجزأ من الصين"، يواصل بعض السياسيين في واشنطن اللعب "بورقة تايوان" في محاولة لاحتواء الصين.
لقد أدت أفعال الولايات المتحدة الخبيثة، من بينها بيع أسلحة إلى تايوان وإرسال مسؤولين في زيارات إلى الجزيرة، إلى تقويض الأساس السياسي للعلاقات الصينية-الأمريكية، بالإضافة إلى زيادة الشكوك في تلك العلاقات، وأضرت بشدة بالسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.
ومنذ وقت قريب جدا، أعاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التأكيد أن دور واشنطن هو التأكد من أن تايوان لديها وسائل للدفاع عن الذات، زاعما أن العديد من الدول "سترى أن أي إجراء أحادي لاستخدام القوة بهدف زعزعة الوضع الراهن، تهديد كبير للسلام والأمن".
أشارت هذه التصريحات والأفعال إلى أن واشنطن تثير التوترات في مضيق تايوان بشكل متهور من أجل مصالحها الخاصة، ولديها في الوقت ذاته وقاحة كافية تجعلها تتظاهر بأنها دولة طيبة تدعو إلى السلام والاستقرار الإقليميين.
على واشنطن أن تلتزم بتعهداتها الرسمية المنصوص عليها في البيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، وأن تحترم مبدأ صين واحدة بإخلاص، وتتوقف عن إرسال إشارات خاطئة إلى القوى الساعية لما يسمى "استقلال تايوان".
لقد كانت واشنطن عدوانية أيضا في التعامل مع العلاقات الصينية-الأمريكية في مجالات أخرى، من بينها التجارة والتكنولوجيا، وحاولت جاهدة فك الارتباط مع الصين وقمعها ووصمها.
قدم الكونغرس الأمريكي الحالي أكثر من 300 مشروع قانون مناهض للصين، وأدرجت الولايات المتحدة أكثر من 900 كيان وفرد صيني على قوائم عقوبات أحادية مختلفة، ما عرقل التبادلات الثنائية العادية بشدة.
ففي صميم سلوك واشنطن غير المسؤول والعدائي في بعض الأحيان، تتأصل عقلية الحرب الباردة ولعبة المحصلة الصفرية "فوزك أنت يعني خسارتي أنا" لدى بعض الصقور المناهضين للصين في الولايات المتحدة. فمن وجهات نظرهم، تعد الصين هي العدو الحتمي للولايات المتحدة، الذي يجب إسقاطه بأي تكلفة. لهذا فإنهم يحاولون من دون توقف احتكار سياسة واشنطن تجاه الصين وإثارة الانقسامات بين الجانبين.
أشار ملخص استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية لعام 2018، إلى أن "المنافسة الاستراتيجية بين الدول هي الآن الشاغل الأساسي للأمن الوطني الأمريكي" ووصف الصين بأنها "منافس استراتيجي" طويل الأمد بالنسبة للولايات المتحدة.
ومنذ بداية العام الجاري، وصفت الإدارة الأمريكية الصين بأنها "المنافس الأكثر خطورة،". وبشكل واضح، وصفت " وثيقة استراتيجية الأمن الوطني المرحلية" الأحدث، الصين بأنها "منافس" و "تهديد".
والأمر الأكثر أهمية، هو أن وصف العلاقات الصينية-الأمريكية بالمنافسة يتعارض ببساطة مع الواقع. بالفعل هناك خلافات بين الصين والولايات المتحدة، لكن العلاقات بينهما متبادلة المنفعة بشكل أساسي.
وعلى عكس موقف الولايات المتحدة العدائي، كانت سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة متسقة ومستقرة ومسؤولة بدرجة كبيرة. لقد بذلت الصين جهودا مطردة لتعزيز الحوار وإدارة الخلافات والتركيز على التعاون، من أجل إعادة العلاقات الصينية-الأمريكية إلى المسار الصحيح.
بدلا من الدخول في منافسة خبيثة، يتعين على الولايات المتحدة الاعتراف بطبيعة العلاقات الصينية-الأمريكية متبادلة المنفعة. وإذا كانت تريد حقا إدارة علاقاتها مع الصين بطريقة مسؤولة، فيجب عليها أن تتوقف أولا عن القيام بالخطوات غير المسؤولة، التي غالبا ما تكون شديدة الاستفزاز. هذا أمر حيوي لإقامة تعاون مثمر بين البلدين الكبيرين.