بكين 27 أكتوبر 2021 (شينخوا) قال لي كه تشيانغ، رئيس مجلس الدولة الصيني، يوم الثلاثاء الماضي، إن الصين ستعمل على تعميق التعاون الودي ومتبادل المنفعة مع رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان).
وأدلى لي بهذه التصريحات خلال الاجتماع الـ24 لقادة الصين-الآسيان، الذي عُقد عبر دائرة الفيديو.
وحضر الاجتماع؛ السلطان حاجي حسن بلقية سلطان بروناي، الرئيس الدوري للآسيان، وسامديك تيكو هون سين رئيس الوزراء الكمبودي، والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، وفانهام فيفاناه رئيس الوزراء اللاوسي، واسماعيل صبري يعقوب رئيس الوزراء الماليزي، والرئيس الفيلبيني رودريغو دوتيرتي، ولي هسين لوونغ رئيس الوزراء السنغافوري، وبرايوت تشان-أو-تشا رئيس الوزراء التايلندي، و فام مينه تشينه رئيس الوزراء الفيتنامي، حضروا الاجتماع عبر دائرة الفيديو، إلى جانب ليم جوك هوي، الأمين العام للآسيان.
وقال لي إن علاقات الصين-الآسيان تتمتع بتطور جيد وثابت، بينما يواصل التعاون البراغماتي في مختلف المجالات تقدمه. ويصادف العام الجاري الذكرى السنوية الـ30 لتأسيس علاقات الحوار بين الصين والآسيان.
وعلى مدار السنوات الـ30 الماضية، استمر الجانبان في دفع المنفعة المتبادلة وتعاون الفوز المشترك، ودفع التعددية، والمحافظة على الاستقرار الإقليمي الشامل، والنمو الاقتصادي المستدام. وفي مواجهة ظروف كوفيد-19، فإن الصين والآسيان ساعدتا ودعمتا بعضهما البعض مع العمل على تقوية علاقاتهما.
وأضاف لي، أن الصين مستعدة لتعميق علاقات تعاون ودية ومتبادلة المنفعة مع جميع الدول، بما فيها الآسيان، من خلال الانفتاح.
ودعا لي إلى تعزيز الاتصالات والتنسيق حول سياسات مكافحة الوباء، وقال إن الصين ترغب في زيادة مساعداتها من توفير اللقاحات ومواد مكافحة الجائحة إلى دول الآسيان، والعمل المشترك لتحسين قدرات الإنذار المبكر والاستجابة الطارئة، لافتاً أيضاً إلى اقتراح الصين إنشاء مركز الصين-الآسيان للتعاون العلمي والتكنولوجي للصحة العامة.
ودعا لي أيضاً إلى تعزيز الدخول المبكر لتطبيق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (آر سي إي بي) لخدمة شعوب جميع الدول في المنطقة في أسرع وقت ممكن.
وقال لي، إن الصين ترغب في إطلاق رسمي لدراسة جدوى مشتركة لتحديد مناطق أخرى يُحتمل تضمينها بهدف تعزيز منطقة التجارة الحرة بين الصين-الآسيان بشكل أكبر، كما تقدمت الصين بشكل رسمي للانضمام إلى اتفاقية الشراكة الشاملة والمتقدمة العابرة للمحيط الهادئ، وتأمل في دعم دول الآسيان لها في ذلك.
واقترح رئيس مجلس الدولة تسريع بناء شراكة حول الاقتصاد الأزرق، وقال: "إن الصين مستعدة لتعزيز تعاون التنمية الدولية مع الآسيان، وإنشاء مكاتب مخصصة في دول الآسيان وبناء مناطق تجريبية لتطوير التعاون".
وقال لي إن الصين ستعمل مع الآسيان لاستكشاف آفاق التعاون حول التصميم الصناعي، وصياغة خطة العمل حول تنفيذ شراكة الصين-الآسيان حول الاقتصاد الرقمي 2021-2025 في أسرع وقت ممكن.
ولتوسيع التعاون الأخضر، دعا لي الصين والآسيان إلى ضرورة المعالجة المشتركة لقضايا تغير المناخ، وحماية التنوع الحيوي الإقليمي والعالمي، وتعزيز التحول والترقية في صناعة الطاقة والهيكل الاقتصادي.
واقترح لي أيضاً تأسيس آلية لقاءات لكبار مسؤولي التربية والتعليم في الصين-الآسيان، وقال إن الصين ستقوم بمساهمات إضافية إلى صندوق تعاون الصين-الآسيان.
وأكد رئيس مجلس الدولة أن إرساء السلام في بحر الصين الجنوبي يخدم المصالح المشتركة للصين ودول الآسيان، مشيراً إلى أن التنمية الإقليمية تعتبر طموحاً مشتركاً للجانبين، كما أن الاستقرار الإقليمي يتطلب جهوداً مشتركة.
وقال لي: "يصادف العام المقبل الذكرى السنوية الـ20 لتوقيع إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي. وإن الصين تأمل في العمل مع دول الآسيان لجعلها مناسبة مميزة من خلال القيام بنشاطات تذكارية.
وأضاف لي أن على الجانبين الاستفادة من ذلك كفرصة لتوسيع التعاون البحري العملي، وتسريع مفاوضات مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي، والسعي من أجل الوصول إلى نتائج مبكرة لجعل بحر الصين الجنوبي بحراً للسلام والصداقة والتعاون.
وأشار لي إلى أن الصين تضع الآسيان دائماً كأولوية في دبلوماسيتها لدول الجوار، وهي تدعم بشدة بناء مجتمع الآسيان، وتدعم مركزية الآسيان في الهيكل الإقليمي، وتدعم الآسيان للعب دور متزايد الأهمية في الشؤون الإقليمية والدولية.
وقال لي إن الصين مستعدة لاستضافة قمة مع الآسيان لإحياء الذكرى السنوية الـ30 لعلاقات الحوار بين الطرفين، وهي تؤمن بأن الصين والآسيان ستقدمان المزيد من المساهمات إلى السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في آسيا.
من جانبهم؛ قال قادة دول الآسيان المشاركون في الاجتماع المذكور، قالوا إن الصين شريك حوار وتعاون وثيق للآسيان، مضيفين أن علاقات الآسيان-الصين هي الأكثر شمولية واستراتيجية بين علاقات الآسيان مع شركائها في الحوار.
وأعرب قادة الآسيان عن دعمهم لترقية روابط الآسيان-الصين، منوهين باللقاحات ومساعدات المواد الصينية ودورها في المعركة على جائحة كوفيد-19.
وأكد قادة الآسيان استعداد دولهم للعمل مع الصين لتوسيع التعاون حول التجارة والاستثمار، والتواصل، والاقتصاد الرقمي، والصحة العامة، والتنمية المستدامة، وتعميق التبادلات الشعبية، لتحقيق المنفعة المتبادلة وتقديم المساهمة للسلام والاستقرار والازدهار الإقليمي.
كما أكد قادة الآسيان استعداد دولهم للعمل مع الصين لتنفيذ إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي، والوصول إلى نتائج فعالة ومستدامة حول مفاوضات مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي في أسرع وقت ممكن، وأعربوا عن أملهم في أن تدخل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة قيد التنفيذ الفعلي في أقرب وقت، متطلعين قدماً أيضاً لعقد قمة مع الصين لإحياء الذكرى السنوية الـ30 لتأسيس علاقات الحوار الثنائي.