人民网 2021:09:26.16:33:26
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: أستراليا تسقط في الفخ الأمريكي مجددا

2021:09:26.16:32    حجم الخط    اطبع

تسارع أستراليا مؤخرا إلى تصدّر الجبهة الأمريكية المناهضة للصين. حيث أصدر وزيرا خارجية ودفاع البلدين في 16 سبتمبر الجاري بيانًا مشتركًا حول الشؤون الداخلية للصين، تطرق إلى قضايا بحر الصين الجنوبي وشينجيانغ، وهونغ كونغ وتايوان. وسبق ذلك إعلان كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا عن إنشاء شراكة أمنية ثلاثية، فيما عرف باتفاق "أوكوس". وبموجب هذه الشراكة، ستساعد الولايات المتحدة أستراليا على بناء أسطول الغواصات النووية، كما سيتم إنشاء "المنطقة الحرة والمفتوحة للمحيطين الهندي والهادئ". وكان وزير المالية الأسترالي فريدنبرغ، قد ألقى في 6 سبتمبر الجاري خطابًا حث فيه الشركات الأسترالية للاستعداد إلى وضع متوتر بشكل مستمر للعلاقات الصينية الأسترالية، ودعاهم إلى اعتماد استراتيجية تنويع السوق الدولية، والانفصال عن السوق الصينية.

وتجدر الإشارة إلى أن وزير التجارة الأسترالي دان تيهان، قد أعرب في تصريح أدلى به قبل شهرين عن أمله في حل النزاعات مع الصين من خلال الحوار، وأكد رغبته في الحفاظ على "علاقة تجارية قوية جدًا بين أستراليا والصين." وحتى بعد التوصل إلى اتفاق أوكوس، تعهدت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين بأن أستراليا ستواصل السعي إلى تحقيق تفاعل وحوار بناء مع الصين. وهو ما يعكس تناقض الموقف الأسترالي في التعاطي مع الصين. بما يعني أن أستراليا لم تتخلّ بعد عن ممارستها الخاطئة القديمة بكسر القدر الذي تأكل فيه.

ويأتي الموقف التصعيدي من الجانب الأسترالي تجاه الصين في ظل سعي الولايات المتحدة الأمريكية إلى تجميع تحالفات مصغرة لمواجهة ما تسميه "نظرية التهديد الصيني" في محاولة لتطويق الصين. ولذلك فإن أستراليا تحافظ بإخلاص على إتباع خطى الولايات المتحدة، ولا تتردد في أن تكون في طليعة "استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ" للولايات المتحدة.

لكن إنه لأمر مؤسف أن أستراليا لن تحصل لا على المصالح ولا الاحترام. فعندما تراجعت الصادرات الأسترالية إلى الصين، كانت الولايات المتحدة هي التي استولت على حصتها في السوق الصينية من الفحم ولحم البقر والشعير في الصين. كما تجاوز حجم التجارة في العديد من المنتجات الأمريكية مع الصين حجم التجارة الأسترالية مع الصين. وحينما استشرى الوباء في أستراليا، كانت الولايات المتحدة هي من فرضت قيودًا على تصدير اللقاحات إلى أستراليا، مما أدى إلى تفاقم نقص اللقاح الأسترالي. وقامت أستراليا بطلب 25 مليون جرعة من لقاح موديرنا من شركة أمريكية، غير أنها تسلّمت 10 ملايين جرعة فقط. حتى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد نسي اسم رئيس الوزراء الأسترالي موريسون عندما تحدث قبل أيام قليلة، واكتفى بالإشارة إليه باسم "الرجل الأسترالي هناك"، مما أثار استياء الرأي العام في أستراليا. فإلى متى ستظل أستراليا مجرّد بيدق بيد الولايات المتحدة؟

لم يفهم السياسيون الأستراليون بعد، أن الاقتصاد الأسترالي لا يمكنه أن يتخلّى على الصين. فخلال السنوات العشر الماضية، كانت الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا، وأكبر وجهة تصدير وأكبر مصدر للواردات. ووفقًا لبيانات وزارة التجارة الصينية، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين وأستراليا في الفترة من 2018 إلى 2019 حوالي 235 مليار دولار أسترالي، وهو إنجاز تم تحقيقه بشق الأنفس للتجارة الثنائية بين الصين وأستراليا. ومع ذلك، فإن أستراليا تتعاطى بموقف عدائي تجاه الصين، وتضخم باستمرار من "نظرية التهديد الصيني"، وتثير العديد من الخلافات التي تؤدي إلى استمرار البرودة في التجارة بين البلدين.

وقد تراجعت صادرات المنتجات الزراعية الأسترالية والنبيذ الأحمر والفحم إلى الصين بشكل حاد في الوقت الحالي، وهو ما عاد بخسائر مالية كبيرة على أصحاب هذه الصناعات في أستراليا. فقبل أيام قليلة، أصدرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تقريرًا للتوقعات الاقتصادية، أظهر بأنه من المتوقع أن ينخفض النمو الاقتصادي الأسترالي في عام 2021 من 5.1٪ في مايو إلى 4٪، مما يجعله أعلى انخفاضا بين أكبر 20 اقتصادا عالميا.

وبسبب أمريكا، لم تخسر أستراليا ثقة الصين فحسب، بل وكذلك عدة أطراف أخرى. فقد انتقدت فرنسا بشدة تراجع أستراليا عن صفقة الغوّاصات، ووصفتها بأنها "طعنة في الظهر". ورفضت جارتها نيوزيلندا دخول غواصات أستراليا النووية في المستقبل إلى مياهها. وألغت إندونيسيا على الفور زيارة رئيس الوزراء الأسترالي إليها. كما حذر الوزير من اتفاقية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا، والتي قد تصبح "حافزًا لسباق التسلح النووي". ويرى المجتمع الدولي بوضوح أن الممارسات الأسترالية الأمريكية ستؤدي إلى تهديد السلام الإقليمي.

وقد كتب رئيس الوزراء الأسترالي السابق كيتنغ، في مقال نُشر بصحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد"، قائلا: "إن لصين من لم يسبق لها أن هددت أستراليا أو ألمحت إلى ذلك. في المقابل تبالغ أستراليا من مشاعر العداء نحو الصين، وتخلق منها عدوا لم يكن له وجود." ولا شك أن كلام كيتنغ يستحق التأمل من السياسيين الأستراليين. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×