سيدني 24 سبتمبر 2021 (شينخوا) قال ألان جينجيل، الباحث الأسترالي البارز في العلاقات الدولية، إن اتفاق الغواصات الأسترالي مع الولايات المتحدة وبريطانيا سيغير الطريقة التي ينظر إليها بعض جيرانها عادة، وسيزيد من اعتمادها الدفاعي على الولايات المتحدة.
وذكر جينجيل، الرئيس الوطني للمعهد الأسترالي للشؤون الدولية، الذي كان لديه مسيرة مهنية واسعة في الشؤون الدولية الأسترالية، إنه "من المؤكد أن بعض جيراننا سينظرون إلى ذلك على أنه تصعيد لسباق التسلح في المنطقة. لذلك هناك الكثير من المحادثات التي يتعين القيام بها".
وفي مقابلة خاصة أجرته معه وكالة أنباء ((شينخوا))، أفاد أن قلقه بشأن الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية هو أنها قد لا تكون ذات صلة خاصة بالبيئة الإستراتيجية التي تتجه إليها أستراليا.
ولفت جينجيل، الذي كان المدير التنفيذي المؤسس لمعهد لوي للسياسة الدولية من 2003 إلى 2009، وشغل منصب كبير مستشاري رئيس الوزراء الأسترالي آنذاك بول كيتنغ في الفترة ما بين 1993 و1996، إلى أنه بما أن هذه الغواصات باهظة الثمن وأكثر تكلفة بكثير من غواصات الديزل، فإن الإنفاق سيتطلب من الحكومة الأسترالية التفكير بجدية في مكان توزيع مواردها بشكل أكبر، سواء في السياسة الاجتماعية أو التعليم أو الإنفاق الدفاعي.
وقال الباحث إن "هذه قدرة باهظة الثمن. ولست متأكدا من كيفية استجابة بقية المنطقة لها".
وبصفته مؤلف كتاب "الخوف من التخلي" المعروف والأكثر مبيعا، والذي يحلل العوامل التاريخية والنفسية وراء الممارسات الدبلوماسية الأسترالية منذ عام 1942، يعتقد جينجيل أن الضغط النفسي المماثل ينطبق أيضا على قرار أستراليا الانضمام إلى "أوكوس"، أو الاتفاقية الأمنية المنشأة حديثا بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، وتوقيع اتفاق الغواصات.
وحذر من أن الاتفاق من المرجح أن يزيد اعتماد أستراليا الدفاعي على الولايات المتحدة، قائلا إن "ما يقلقني هو أنه يحد من الاستقلال الذاتي لأستراليا لأنه على عكس القطع الأخرى من قوتنا الدفاعية، لا يمكن تشغيل هذه الغواصات دون موافقة الولايات المتحدة لأن أستراليا ببساطة لن يكون لديها القدرة على الحفاظ على كامل نظام الدفع النووي ودعمه".
وأشار جينجل في مقال نشر مؤخرا في منتدى شرق آسيا إلى أن "قدرة أستراليا على تشغيل أغلى وأقوى الأصول الدفاعية في البلاد ستخضع دائما للفيتو الأمريكي وسيؤدي البرنامج حتما إلى تكامل تشغيلي أعمق مع الولايات المتحدة".
وذكر أنه "سيكون من الصعب فصل التزاماتنا الإستراتيجية وتشابكنا العميق مع الولايات المتحدة وبريطانيا عن مصالح سياستنا الخارجية. وستزداد توقعات الولايات المتحدة للدعم الأسترالي في أي طارئ تقريبا، سواء كان ذلك يتعلق بالصين أم لا".
وجاء في المقال "لذا فإن الاتفاق هو رهان أسترالي كبير على مستقبل الولايات المتحدة، وفي وقت يلفه الغموض في السياسة الأمريكية أكثر من أي وقت تقريبا في تاريخ التحالف".