بكين 19 أغسطس 2021 (شينخوا) تبادل عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي وجهات النظر مع وزير الدولة الأول ووزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بشأن الوضع في أفغانستان والعلاقات الصينية-البريطانية خلال محادثة هاتفية اليوم (الخميس).
وقال إن التغير الكبير في الوضع في أفغانستان يوضح رغبة الشعب الأفغاني في الاستقرار ورفض الحرب وأي أنواع أخرى من الفوضى بعد أكثر من 40 عامًا من الحرب.
وأوضح أن ذلك يُظهر أيضا أن نموذج الحكم المفروض من الخارج لم يحظى بدعم الشعب الأفغاني، ويفتقر إلى الأساس الاجتماعي، مضيفا أن الاعتماد على التدخل العسكري لحل القضايا الساخنة الإقليمية لن يؤدي إلى أي نتيجة.
وقال إن الوضع في أفغانستان هو مثال سلبي آخر، وإذا لم تتعلم الولايات المتحدة من الدروس المؤلمة، فإنها ستعاني من تجارب مؤلمة جديدة.
وأشار إلى أنه مع دخول القضية الأفغانية مرحلة حرجة من الصراع العسكري إلى التسوية السياسية، ينبغي التركيز على الجوانب التالية، أولا، ما إذا كان بإمكان طالبان توحيد الشعب الأفغاني وإنشاء هيكل سياسي مفتوح وشامل يتماشى مع ظروف البلاد واتباع سياسات معتدلة وتجنب إثارة صراعات جديدة أو حتى حرب أهلية.
ثانيا، ما إذا كان بإمكان أفغانستان أن ترسم خطا فاصلا واضحا عن الإرهاب وأن تتخذ بتصميم وقوة إجراءات صارمة ضد جميع أنواع المنظمات الإرهابية وأن تتجنب أن تصبح مكانا جامعا للإرهابيين مرة أخرى.
ثالثا، ما إذا كان بإمكان المجتمع الدولي أن يلعب دورًا بناء. وقال وانغ إنه يتعين على المجتمع الدولي احترام استقلال وسيادة أفغانستان وإرادة شعبها بشكل كامل، وإجراء مزيد من الحوار وتقديم المزيد من النصح والامتناع عن تبني عقلية محددة سلفا وإساءة استعمال السلطة عبر التدخل في شؤون الآخرين وعدم تحويل أفغانستان إلى ساحة للتلاعب الجيوسياسي.
وشدد على أن الوضع الحالي في أفغانستان لا يزال غير مستقر وغير مؤكد، وعلى المجتمع الدولي تشجيعه وتوجيهه في اتجاه إيجابي، بدلاً من ممارسة ضغوط مفرطة.
وقال إن هذا يساعد طالبان والقوى السياسية الأخرى في البلاد على الانتقال السياسي المبكر واستقرار الوضع الداخلي في البلاد والحد من تأثير اللاجئين والمهاجرين.
وأضاف أن الصين مستعدة لمواصلة لعب دور بناء في القضية الأفغانية دون التدخل في شؤونها الداخلية.
وأوضح أن هناك بعض المؤشرات الإيجابية حديثا في العلاقات الثنائية الصينية-البريطانية التي تمر بأدنى مستوياتها، وأن الصين تتفق مع تصريح أصدره راب بأنه ينبغي أن يكون التعاون، وليس الخلاف، السمة المحددة للعلاقات الثنائية.
وأضاف أن أساس التعاون بين الدول هو الاحترام المتبادل، خاصة في مسار التنمية والشواغل الأساسية، وأنه يتعين تنفيذ التعاون متبادل المنفعة بشكل مفتوح وشامل من أجل تعزيز استقرار العلاقات الثنائية وإمكانية توقعها بشكل تدريجي.
وشدد وانغ على أن التضامن يظل على رأس أولويات جميع الدول في مكافحة كوفيد-19، وأن تتبع أصول فيروس كورونا الجديد مسألة علمية ينبغي عدم اختطافها بالسياسة، مضيفًا أنه من غير المقبول أيضًا تجاهل أو حتى إبطال استنتاجات واقتراحات تقرير الدراسة المشتركة بين الصين ومنظمة الصحة العالمية بسبب الحاجات السياسية.
وقال إن الصين مستعدة لمواصلة تعزيز الاتصال مع الجانب البريطاني في المجالات المتعلقة باللقاحات والعلاج وتتبع الأصول من أجل المساهمة بشكل مشترك في سلامة صحة الإنسان.
وأشار إلى أن هناك توجها "سياسيا" يشهده المجتمع الدولي حديثا بشكل متكرر، مع محاولة البعض "تسييس" الرياضة والترويج "لمقاطعة" دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022، مضيفًا أن ذلك انتهاك خطير للميثاق الأولمبي وحقوق الرياضيين.
وقال إن إضافة كلمة "معا" إلى الشعار الأولمبي يوضح الاتجاه الصحيح للقضية الأولمبية، كما ترحب الصين بالرياضيين البريطانيين لتقديم عروض أفضل في أولمبياد بكين الشتوية. وإن الصين، جنبا إلى جنب مع كل دول العالم، على استعداد لاستضافة دورة ألعاب أولمبية شتوية بسيطة وآمنة ورائعة.
وهنأ راب الرياضيين الصينيين على نتائجهم الرائعة التي حققوها في أولمبياد طوكيو، واتفق على عدم تسييس الرياضة. وقال إن اللجنة الأولمبية البريطانية ستتخذ قرارا مستقلا بشأن مشاركة الرياضيين البريطانيين في أولمبياد بكين الشتوية.
وبالمثل، قال راب إن الجانب البريطاني يعتقد أيضًا أنه ينبغي عدم تسييس التعاون الدولي لمكافحة الجائحة، مضيفًا أن بريطانيا مستعدة لتطوير علاقات ثنائية إيجابية مع الصين وتعميق التعاون متبادل المنفعة في مجالات الاقتصاد والتمويل والصحة.
واتفق راب على أنه يتعين على المجتمع الدولي تلخيص الخبرات والدروس المستفادة من القضية الأفغانية، قائلاً إنه ينبغي ألا تصبح البلاد مركزا للإرهاب مرة أخرى.
وأضاف أنه يتعين على المجتمع الدولي التعاون في قضية اللاجئين الأفغان، مشيرًا إلى أن بريطانيا أعلنت أنها ستستقبل 20 ألف لاجئ أفغاني ومستعدة لزيادة المساعدات الإنسانية والتنموية لأفغانستان دعما للأمم المتحدة في مساعدة الدول المجاورة لأفغانستان لقبول اللاجئين الأفغان.
وقال إنه بإمكان بريطانيا والصين تعزيز التنسيق بشأن القضية الأفغانية.