وو تيان يى، الحائز على "وسام 1 من يوليو": "حامي الحياة" على الهضبة

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ 2021:07:19.16:51

اطبع

وو تيان يى (إلى اليسار) يعالج امرأة من أقلية عرقية.

19 يوليو 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ "لقد تحطمت عظامي بسبب حوادث السيارات العديدة التي تعرضت لها"، جملة قالها وو تيان يي، الحائز على "وسام 1 من يوليو"، في كلمة ألقتها خلال حفل توزيع "وسام 1 يوليو" يوم 29 يونيو، بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، والتي حركت عددًا لا يحصى من الناس.

وو تيان يى، 86 عامًا، باحث سابق في مستشفى أمراض القلب والأوعية الدموية والمخ في مقاطعة تشينغهاي بالصين، وأكاديمي في الأكاديمية الصينية للهندسة. وكباحث رائد في فسيولوجيا نقص الأكسجة وطب المرتفعات في الصين، عمل وو تيان يى في الهضبة الثلجية لأكثر من 60 عامًا. واقترح معايير دولية للوقاية من داء المرتفعات وعلاجه، وكان رائدًا في دراسة "فسيولوجيا التكيف التبتي"، وشخّص وعالج عشرات الآلاف من التبتيين، وأطلق عليه السكان المحليون لقب "الطبيب الجيد على ظهر الخيل".

استجابة لنداء وطنه الأم، انتقل وو تيان يى إلى تشينغهاي للعمل في عام 1958، وهناك شاهد العديد من بناة الهضبة الذين أصيبوا بالمرض وحتى ضحوا بحياتهم لأنهم لم يتكيفوا مع بيئة نقص الأكسجة والضغط المنخفض. وفي ذلك الوقت، كان البحث المحلي حول طب المرتفعات في الصين لا يزال فارغًا، لذلك قرر الانخراط في بحث عن فسيولوجيا نقص الأكسجة وطب المرتفعات.

وقرر وو تيان يى جمع البيانات في الميدان من أجل استكشاف أسباب داء المرتفعات والحصول على معلومات أكثر موثوقية، حيث يذهب الى اعلى المرتفعات وأبعد الأماكن. في ذلك الوقت، كان لا يزال هناك العديد من الأماكن على الهضبة بدون طرق، ولم يكن بإمكانه هو وزملاؤه سوى ركوب الخيل، واستخدام ثيران الياك لحمل المعدات. سافر وو تيان يى إلى معظم المناطق المرتفعة في تشينغهاي ، والتبت ، وقانسو ، وسيتشوان ، وغرب شينجيانغ ، حيث يتغلب على مرض المرتفعات، ويعيش في الخيام، ويتناول الكعك المجمدة ويشرب مياه الثلوج، لجمع الملايين من مواد البحث العلمي، ووضع أساسًا متينًا لبحوث طب المرتفعات للصين.

الأبحاث الطبية على المرتفعات تختلف عن الأبحاث الطبية العامة، ويجب أن تواجه بيئة طبيعية أكثر تعقيدًا وشدة. وخلال مسيرته البحثية، أصيب وو تيان يى بـ 14 كسرًا في جسده، نتجت عن العديد من الرحلات البرية الخطرة التي واجهها أثناء التحقيق. وفي الحالة الأكثر خطورة، تعرضت لكسر أربعة أضلاع، وكاد أحد الأضلاع ان يحدث ثقباً القلب. قال وو تيان يى: "بصفتي ممارسًا طبيًا في الهضبة، كيف يمكنني الحصول على مواد البحث العلمي من الدرجة الأولى دون تفاني؟"

وفي أوائل التسعينيات، تم الانتهاء من أكبر غرفة أكسجين شاملة للضغط العالي والمنخفض في البلاد صممها وو تيان يى، ويمكن أن ترتفع المقصورة إلى 12000 متر فوق مستوى سطح البحر وتنخفض إلى 30 مترًا تحت الماء، وهو أمر مهم جدًا لبحوث طب المرتفعات. وكانت التجارب على الحيوانات قد أجريت في ذلك الوقت، ولكن التجارب البشرية كانت محفوفة بالمخاطر، فمن كان أول من دخل المقصورة؟ قال وو تيان يى دون تردد:" لقد صممته، وأنا متأكد من أنني سأدخله". نظرًا لقلة الخبرة، وتباطء التشغيل بسرعة كبيرة أثناء تخفيف الضغط، تسبب بثقب في طبلة اذن وو تيان يى وشعوره بصداع، مع ذلك، شارك في أربع تجارب، مما تسبب في فقدان سمع شديد.

في وقت لاحق، كانت نتائج تجربة غرفة الأكسجين مفيدة. وفي بناء سكة حديد تشينغهاي -التبت، ترأس وو تيان يى صياغة سلسلة من تدابير الوقاية من مرض المرتفعات ومكافحته وخطط الإسعافات الأولية من أجل تحقيق عمليات مستمرة عالية الكثافة على ارتفاع أكثر من 4500 متر والتغلب على مشكلة عالمية من جبال شاهقة باردة ونقص الأكسجة". وتحت إصراره، تم تجهيز المشروع بـ 17 محطة لتوليد الأوكسجين و25 غرفة للأكسجين عالي الضغط. وبلغت نسبة نجاح الإنقاذ من أمراض المرتفعات الحادة مثل الوذمة الدماغية والوذمة الرئوية 100٪ تقريبًا، ولم تحدث أي حالة وفاة من 140000 عامل في بناء السكك الحديدية بسبب داء المرتفعات، يُدعى أيضًا "حامي الحياة".

واليوم، لا يزال وو تيان يى ، البالغ من العمر أكثر من 80 عامًا ، يحمل جهاز تنظيم ضربات القلب لإجراء بحث علمي على الهضبة المغطاة بالثلوج. ولكل من ينصحه بالتقاعد والراحة، يرد عليه:" ورائي هضبة تشينغهاي -التبت، وحياتي المهنية هنا".