دوشنبه 14 يوليو 2021 (شينخوا) أعرب عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن تطلع الصين إلى أن تنفذ أفغانستان ترتيبات واسعة وشاملة فيما يتعلق بالسلطة، وأن تتبع سياسة ثابتة وسليمة تجاه المسلمين، وأن تكافح بحزم جميع أنواع الإرهاب والأفكار المتطرفة، وأن تلتزم بعلاقات ودية مع جميع جيرانها.
وأضاف وانغ أن الصين تدعم جميع الجهود التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المذكورة أعلاه، وهي مستعدة للتواصل والتنسيق مع جميع الأطراف، وإجراء وساطة دبلوماسية وتوفير الوسائل المناسبة اللازمة لهذا الغرض.
صرح وانغ بذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية طاجيكستان سراج الدين مهر الدين يوم الثلاثاء، ردا على سؤال بشأن إعلان الولايات المتحدة حديثا عن انتهاء الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في 31 أغسطس وسط دخول الوضع في أفغانستان مرحلة حرجة.
وقال وانغ إن الحرب التي شنتها الولايات المتحدة في أفغانستان استمرت 20 عاما لكن دون التوصل إلى سلام حتى الآن، مضيفا أنه خلال تلك الفترة، قُتل عشرات الآلاف من المدنيين الأفغان نتيجة للعمليات العسكرية الأمريكية، ونزح عشرات الملايين وأصبحوا لاجئين.
وأضاف أنه مع انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان اليوم، يتعين عليها التفكير في دورها في القضية الأفغانية والنظر في كيفية الوفاء بالتزاماتها الواجبة للمصالحة وإعادة إعمار أفغانستان.
وقال وانغ إن أفغانستان دولة مستقلة وذات سيادة، والشعب الأفغاني أمة تتمتع بتقدير قوي للذات، مؤكدا أن الحقائق أثبتت مجددا أن أي تدخل لقوة أجنبية في أفغانستان مآله الفشل.
وأشار إلى أنه مع انسحاب الولايات المتحدة وحلف الناتو من أفغانستان، تعلّم الشعب الأفغاني من تجربته المؤلمة وأتيحت له فرصة جديدة ليتولى مصير بلاده وأمته بيده.
وأوضح وانغ أن الحكومة الأفغانية نفذت منذ فترة طويلة الكثير من العمل للحفاظ على الوحدة الوطنية والاستقرار الاجتماعي وتحسين معيشة الشعب، الأمر الذي ينبغي تقييمه بشكل عادل.
وباعتبارها القوة العسكرية الرئيسية في أفغانستان، ينبغي أن تكون طالبان على دراية بمسؤوليتها عن الدولة والأمة، وأن تنفصل تماما وبكل حزم عن جميع القوى الإرهابية، وأن تعود إلى التيار الرئيسي للسياسة الأفغانية بموقف مسؤول تجاه البلد والشعب، وفقا لما قال.
ولفت وانغ إلى أن الصين تدعم جميع الأطراف الأفغانية وتتطلع منها إلى بناء هيكل سياسي يتوافق مع الظروف الوطنية لأفغانستان ويدعمه شعبها، على أساس مبدأ "الملكية الأفغانية والقيادة الأفغانية" وينطلق من المصالح الأفغانية الأساسية وطويلة الأجل، من أجل فتح مستقبل جديد للبلاد بشكل مشترك من خلال الحوار والتشاور بين الأفغان.
وباعتبارها جارة لأفغانستان وتربطهما الجبال والأنهار، تحترم الصين دائما سيادة أفغانستان واستقلالها وسلامة أراضيها، وتنتهج سياسة ودية تجاه جميع الشعب الأفغاني، وتلتزم بالمبدأ الأساسي المتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان، وتؤمن دائما بأن جميع الأطراف والمجموعات العرقية في أفغانستان لديها القدرة والحكمة للتعامل مع مشكلاتها وإدارة بلادها بشكل جيد، حسبما ذكر وانغ.
وشدد وزير الخارجية الصيني على ثلاث نقاط ينبغي القيام بها: أولا، تجنب توسع الحرب، خاصة لمنع اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق في أفغانستان. ثانيا، استئناف المفاوضات بين الأطراف الأفغانية في أقرب وقت ممكن لتحقيق المصالحة السياسية؛ ثالثا، منع مختلف القوى الإرهابية من استغلال الفرصة للتوسع في أفغانستان، وعدم السماح لأفغانستان بأن تصبح مكان تجمع للإرهابيين مجددا.