متى يتعين على الروّاد مغادرة المركبة والسير في الفضاء؟

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2021:07:05.16:18

5 يوليو 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ وفقًا للمعلومات الواردة من مكتب هندسة الفضاء الصيني، في الساعة 14:57 بتوقيت بكين من يوم 4 يوليو، نجح طاقم رواد المركبة شنتشو 12 في إكمال جميع مهام الأنشطة المقامة خارج المقصورة بعد 7 ساعات من العمل المتواصل.

لماذا يحتاج رواد الفضاء للخروج من المقصورة؟ وماهي المهام التي يقومون بها عادة بعد مغادرة المقصورة؟ تشير الأنشطة خارج المقصورة، والمعروفة أيضًا باسم السير في الفضاء، إلى الأنشطة التي يقوم بها رواد الفضاء بمفردهم في الفضاء خارج المركبة. وبسبب البيئة الفضائية القاسية، يتعين على رواد الفضاء مواجهة العديد من التحديات مثل انعدام الجاذبية، وانخفاض ضغط الهواء ودرجات الحرارة غير المستقرة والإشعاع القوي.

عادة ما تمثل الروبوتات بدائل للإنسان للقيام بالمهام الفضائية خارج المقصورة. ومع ذلك، فإن تصميم الروبوتات التي بإمكانها القيام بهذه المهام يعد مهمة مكلفة جدا، كما لاتزال هذه التكنولوجيا غير ناضجة بدرجة تكفي لاستبدال الانسان. لذلك يبقى خروج رواد الفضاء بأنفسهم خارج المقصورة أكثر كفاءة، وهم أكثر قدرة على الاستجابة لحالات الطوارئ والحوادث غير المتوقعة. ومثلما يتطلب بناء ناطحات السحاب عمال بناء ورافعات، تتطلب الأنشطة المقامة خارج المقصورة، تعاونا بين الإنسان والروبوت لإتمام المهام اللازمة بنجاح.

تعتقد وكالة ناسا أن اعتماد رواد الفضاء في إصلاح الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية في الفضاء، يمكن أن يحل مشكلة إعادة الأجهزة لإصلاحها في الأرض. كما أن إجراء تجارب علمية خارج المقصورة سيساعد العلماء على فهم تأثير بيئة الفضاء على مختلف الأشياء. ويمكن أيضا لرواد الفضاء اختبار المعدات الجديدة خارج المقصورة.

في العمليات التي تقام خارج المركبة، يقوم رواد الفضاء بإصلاح الأقمار الصناعية واستبدال البطاريات، وتجميع المكونات الخارجية للمركبة الفضائية وتوصيلها، إلى جانب القيام بتجارب واختبارات خاصة.

في السابق، نجح رواد الفضاء الأمريكيون في إصلاح عدة مركبات فضائية، مثل "سكاي لاب"و Solar "وسولار بيك ساتيلايت"و"تيليسكوب هابل الفضائي". فمن خلال الأنشطة التي تجرى خارج المقصورة، يتم استبدال بطاريات محطة الفضاء الدولية بشكل متكرر. ويقومون بإصلاح المعدات المعطلة في وقت سريع. كما قام رواد الفضاء الروس بإصلاح محطة الفضاء "ساليوت"، وتجميع وإصلاح محطة الفضاء "مير"، ورقع الشقوق في الجدار الداخلي لمحطة الفضاء الدولية.

كانت محطة الفضاء الدولية في الأصل، تخطط لتركيب بطاريات جديدة تعمل بألواح شمسية في 16 يونيو من هذا العام. لكن عطبا حدث في بدلات رواد الفضاء، أدى إلى تعطيل هذه المهمة. قبل ذلك، تمكن رائدا فضاء من محطة الفضاء الدولية في 15 يناير 2016، من استبدال جهاز كهربائي معطل، لكن المهمة أوقفت قبل إتمامها بسبب تسرب المياه داخل خوذة أحد رواد الفضاء المشاركين.

وفي 7 أغسطس 2010، غادر رائدا فضاء من محطة الفضاء الدولية المقصورة لاستبدال مضخات الأمونيا السائلة لنظام التبريد المعطل بالمحطة الفضائية. لكن حادثا مفاجئا في أحد الخراطيم، أدّى إلى تسرب سائل الأمونيا في منتصف الطريق، مما أوقف المهمة.