1-هل تصريف المياه الملوثة نوويا ً في البحر هي الطريقة الوحيدة؟
يعد حادث فوكوشيما النووي من أخطر الحوادث النووية في العالم حتى الآن، مما تسبب في تسرب كمية كبيرة من المواد المشعة. واقترحت اليابان خمسة خيارات ضمن خطة التخلص من المياه الملوثة نووياً مثل التخلص من خلال الهيدروجين، والدفن تحت الأرض، والتخلص من البخار، وتصريف المحيط وغيرها. وفي ظل عدم استنفاذ طرق التخلص الآمنة عند اليابان، اختارت الاخيرة من جانب واحد خطة تصريف المحيط بأقل تكلفة اقتصادية على نفسها، وأكثر مخاطر صحية وسلامة بيئية على العالم، وتنقل المسؤولية التي ينبغي أن تتحملها بنفسها إلى البشرية جمعاء، ضمن تصرف ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺧﻄـﺮﺍ.
2- ما الفرق بين التصريف المباشر للمياه الملوثة نووياً في البحر وبين الإرهاب النووي الدولي؟
عاشت اليابان مأساة "مرض ميناماتا" التي صدمت العالم في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث أصيب عشرات الآلاف من الناس بالمرض وعاشوا معذبين مدى الحياة، بسبب تلوث الأغذية المائية الناجم عن تصريف المياه العادمة الصناعية في البحر. واليوم، قررت اليابان من جانب واحد تصريف المياه الملوثة نووياً من حادث فوكوشيما النووي في البحر دون إذن، الأمر الذي قد يكرر مأساتها التاريخية. وكيف يختلف تجاهل اليابان البيئة البحرية البيئية العالمية، وتجاهل صحة وسلامة شعوب جميع البلدان، والتسبب في التلوث النووي عمداً عن الإرهاب النووي الدولي؟
3-هل بيانات المياه الملوثة نووياً المنشورة صحيحة؟
إن الحديث عن أن المياه الملوثة نوويًا المعتمدة في اليابان "غير سامة وغير ضارة" مغالطات باهتة بشكل خاص في مواجهة الحقائق. من ناحية، أظهرت نتائج عدد من الدراسات العلمية أنه لا يزال يتعين التحقق مما إذا كانت المياه الملوثة نووياً المعالجة بواسطة نظام المعالجة متعدد النويدات (ALPS) في اليابان يمكن أن تفي بمعايير التصريف، ومن ناحية أخرى، فإن شركة طوكيو للطاقة الكهربائية المحدودة (TEPCO)، الجهة المسؤولة المباشرة عن حادث فوكوشيما النووي، لديها سجلات سيئة في التشغيل الآمن للطاقة النووية. ووفقًا للتقارير العامة، اعترفت شركة TEPCO في عام 2007 بأنها منذ عام 1977 وهي تتلاعب ببيانات الكشف وإخفاء فشل المفاعل خلال 199 عملية تفتيش روتينية لمحطات الطاقة النووية في فوكوشيما رقم 1 ورقم 2. كما كانت الشركة بطيئة في الاستجابة في عملية متابعة حادث فوكوشيما النووي لأسباب مختلفة. وعلى أساس هذه السجلات السيئة، هناك شكوك كبيرة حول صحة البيانات الصادرة عن اليابان في ظل عدم وجود مشاركة وتقييم وإشراف من أطراف ثالثة مثل المؤسسات الدولية.
4-هل تصريف المياه الملوثة نوويًا من حادث فوكوشيما النووي هو نفس تصريف المياه من محطة الطاقة النووية؟
نشرت الحكومة اليابانية ووسائل الإعلام مغالطة أخبارا مفادها أن المياه الملوثة النووية من حادث فوكوشيما النووي لا تختلف عن التصريف العادي لمحطات الطاقة النووية في مختلف البلدان. في الواقع، كلاهما شيئان مختلفان تمامًا، وهناك اختلافات جوهرية في المصادر وأنواع النويدات المشعة وصعوبة التعامل معها. حيث أن المياه الملوثة نوويًا في حادثة فوكوشيما النووية جاءت من مياه التبريد المحقونة في النواة التالفة المنصهرة بعد الحادث، وكذلك المياه الجوفية ومياه الأمطار التي تسربت إلى المفاعل، بما في ذلك النويدات المشعة المختلفة الموجودة في اللب المنصهر، الي يصعب التعامل معها. وفي المقابل، فإن مياه الصرف الناتجة عن التشغيل العادي لمحطات الطاقة النووية تأتي بشكل أساسي من تصريف العمليات، والتصريف الأرضي، وما إلى ذلك، وتحتوي على كمية صغيرة من نويدات الانشطار، وتلتزم بالمعايير المقبولة دوليًا بصرامة، وتستخدم أفضل التقنيات المتاحة من أجل المعالجة، ويتم مراقبتها بدقة وتفريغها بعد الوصول إلى المعايير، والانبعاثات أقل بكثير من قيمة التحكم المحددة. وإن محاولة طمس الاختلاف وتشويش الأمور لن ينجح.
5-هل ينبغي تصريف المياه الملوثة نوويًا في البحر، ألا يجب مناقشة ذلك مع الدول المجاورة وأصحاب المصالح المشتركة؟
يرتبط التخلص من المياه الملوثة نووياً في اليابان بسلامة منطقة آسيا والمحيط الهادئ والبيئة الإيكولوجية العالمية، فضلاً عن حياة وصحة الناس في جميع البلدان، مما ينبغي أن يستطلع آراء جميع أصحاب المصلحة، وخاصة الدول المجاورة لليابان، كما يجب تقييمها ومناقشتها في إطار الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويعتبر انتهاك اليابان مسؤولياتها الدولية ونشر مخاطر البيئة والصحة والسلامة على العالم سلوكا مبهما، وغير علمي، وغير قانوني، وغير مسؤول، وغير أخلاقي.
6-هل الحصول على إذن من الولايات المتحدة يجنبها المسؤولية؟
تعتبر اليابان من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. ووفقًا لـ "الاتفاقية"، يجب على البلدان اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان ألا يمتد التلوث الناجم عن الأحداث أو الأنشطة التي تدخل في نطاق ولايتها أو سيطرتها إلى ما وراء المنطقة التي تمارس فيها الحقوق السيادية. بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، واتفاقية الإخطار المبكر بالحوادث النووية، واتفاقية الأمان النووي، يجب على اليابان أيضًا أن تتعهد بالتزامات دولية مثل الإخطار والتشاور الكامل، ورصد التقييم البيئي، وتدابير وقائية لتقليل المخاطر وضمان شفافية المعلومات. وإن قرار اليابان الأحادي الجانب بتصريف المياه الملوثة نوويًا في المحيط لا يعني أنه تمت الموافقة عليها من قبل المجتمع الدولي حتى لو حصلت على "إذن" من الولايات المتحدة، ولا يعني أنها تستطيع التنصل من مسؤولياتها الدولية.
7-هل يمكن القبول بوعي بالمشاركة الجوهرية والتحقق والإشراف من المجتمع الدولي؟
يرتبط التخلص من المياه الملوثة نووياً في حادثة فوكوشيما النووية بالسلامة البيئية والبيئية العالمية وحياة وصحة الناس في جميع البلدان، وليست "مسألة خاصة" لليابان، ولكنها حدث قد يتسبب في ضرر بيئي كبير. ولا ينبغي لليابان أن تتخذ قرارات من جانب واحد، ناهيك عن الانخراط في "عمليات الصندوق الأسود". وبدلاً من ذلك، ينبغي أن تتمسك بمبدأ الانفتاح والشفافية لضمان المشاركة الواسعة والكاملة للمجتمع الدولي، لا سيما البلدان المجاورة، وإجراء تقييمات علمية في إطار المنظمات الدولية ذات الصلة. وتعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية حاليًا، على المضي قدمًا في إنشاء مجموعة عمل فنية تضم أصحاب المصلحة مثل الصين وكوريا الجنوبية. كما ينبغي على اليابان أن تقبل بوعي المشاركة الجوهرية والتحقق والإشراف من جانب المجتمع الدولي، وأن تترك مشكلة التخلص من المياه الملوثة نووياً تحت أشعة الشمس.